الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. قضية المحمل المصري في عهد الملك عبد العزيز
  • ١٠:١٣
  • الجمعة , ٢٣ يونيو ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. قضية المحمل المصري في عهد الملك عبد العزيز

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٩: ٠٩ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٣ يونيو ٢٠١٧

قضية المحمل المصري في عهد الملك عبد العزيز
قضية المحمل المصري في عهد الملك عبد العزيز

فى مثل هذا اليوم 23يونيو 1926م
كلمة المحمل تعني هودج الحاج المحمول على البعير أو الهودج المخصص لركوب النساء على الراحلة ، ويكون مغطى بقماش يحيط به من كل جهة ، أما المحمل الشريف فهو عبارة عن هودج من عدة قطع من القماش المزخرف بالآيات القرآنية يحمل على جمل خاص ، وكان يسيـّر من بلاد مصر وتركيا وسوريا متزامناً مع مناسك الحج ابتداء من عصر المماليك حين خرجت شجرة الدر قاصدة الحج واستمر حتى ملك آل سعود ، وتحديداً في عهد الملك عبد العزيز آل سعود . وأصبح ذلك طقساً مصاحبا لمناسك الحج ،يحتفل الناس به وبطاف به في أرجاء القاهرة ليتبركوا به وبما يحمله من كسوة و نفقات وهدايا لتوزيعها في مكة المكرمة . و قد قامت السعودية بصناعة الكسوة بعد ردها للكسوة المصنوعة في مصر إثر خلاف سياسي مع الرئيس جمال عبد الناصر.

في عهد الملك عبد العزيز وقعت حادثة تقاتل بعض الحجاج النجديين المنتمين للإخوان ( فرقة عسكرية وهابية مناصرة لآل سعود ) مع عساكر المحمل المصري في عام 1344 هـ ، ففي حج ذلك العام حصل أن تواجه الإخوان والمصريون ومحملهم في منى ، ولما رأى الإخوان المحمل وما يرافقه من طقوس وموسيقى ، صاحوا عليه بقولهم : الصنم الصنم, وهجموا عليه ، فبادر العسكر المصري بإطلاق نار بنادقهم على المهاجمين وقتلوا بعضهم رداً علي هجومهم ، وكان هذا بحضور الملك عبد العزيز الذي بادر مسرعاً لتهدئة المصريين ، وأمر جيشه بحماية المحمل وحجبه عن أنظار الإخوان حرصاً على سلامته والعسكر المرافقين له من انتقامهم .

وظهر موقف إنكار المحمل ومنع مظاهره ، لما أفتى به علماء الدعوة الوهابية ( النجدية ) في شأن المحمل فبعد دخول سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود أحد أجداد الملك عبد العزيز مكة وتمكنه منها ، أرسل كتاباً إلى السلطان سليم الثالث العثماني ( 1789 – 1807 ) جاء فيه “ : إني دخلت مكة ، وأمنت أهلها على أرواحهم وأموالهم بعد أن هدمت ما هنالك من أشباه الوثنية وألغيت الضرائب ……… فعليك أن تمنع والي دمشق ووالي القاهرة من المجيء إلى هذا البلد المقدس بالمحمل والطبول والزمور فإن ذلك ليس من الدين في شيء !! “

وأما الملك عبد العزيز فكان له شأن آخر مع ما عد بدعة و تسبب بإحراجه سياسياً, فقد تصرف في وقت حادثة المحمل في مكة بحنكة سياسية, فحاول في ذلك الوقت إرضاء طرفي النزاع ـــ الإخوان من جهة والمصريين أنصار المحمل من جهة أخرى ـــ فكان يبين للإخوان وعلماء الدعوة النجدية المعاصرين له أنه ممن ينكرون بدعة المحمل ويحاربونها وأنه على نهج سلفه في ذلك . وأما تعامله مع المصريين ، فكان يتواصل معهم ويطلب ودهم ويعتذر لهم عما فعله الإخوان النجديين ضد المحمل والعسكر المصري ..!!