الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم ...معركة البيرة أو كارثة وادي غرناطة
  • ١٢:٣٦
  • الاربعاء , ٢١ يونيو ٢٠١٧
English version

في مثل هذا اليوم ...معركة البيرة أو كارثة وادي غرناطة

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٢: ١١ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢١ يونيو ٢٠١٧

معركة البيرة أو كارثة وادي غرناطة
معركة البيرة أو كارثة وادي غرناطة

 في مثل هذا اليوم21 يونيو 1318م..

سامح جميل

معركة البيرة (ويسميها الاسبان:"كارثة وادي غرناطة") على أبواب غرناطة في 21 يونيو 1318م.
 
كان المسلمون في ضعف في ذلك الوقت في بلاد الأندلس. ونعلم من ذلك التاريخ ضعف حكامه وانهزام عساكرهم أمام هجمات الاسبان وتقاتلهم على الزعامات والأمارات بل وحتى الاستعانة بالاسبان على المسلمين لنيل تلك البلدة أو الأمارة. ولكننا لا نتصور أن ينتصر المسلمون في معركة ما ضد الاسبان في تلك الفترة الضعيفة.
 
كان بنو الأحمر هم حكام مملكة غرناطة منذ عام 635 هجرية، وقد انحصرت سيطرة المسلمين في ربوع الأندلس في هذه المملكة التي انحاز لها المسلمون من كل مكان, واعتمد حكام هذه المملكة على محالفة ومعاونة ملوك المغرب وخاصة ملوك بني مرين الذين ورثوا المغرب بعد سقوط دولة الموحدين, وكان بنو مرين محبين للجهاد في سبيل الله, حالهم قريب الشبه بدولة المرابطين, لذلك قويت العلاقات بين بني مرين وبني الأحمر, وقام سلاطين بني مرين بالعبور عدة مرات لنجدة المسلمين بالأندلس، وأسسوا قاعدة ثابتة بغرناطة أطلقوا عليها( مشيخة الغزاة) وعهدوا بها للقائد العسكري المسلم عثمان بن أبي العلاء.
 
بعد أن حقق الاسبان في مملكة قشتالة انتصارا مهما على المسلمين في معركة وادي فرتونة سنة 716 هجرية, فكروا في مهاجمة الجزيرة الخضراء والاستيلاء عليها ليحولوا دون وصول الإمدادات المغربية إلى الأندلس, ثم عدلوا عن ذلك وقرروا مهاجمة الحاضرة الإسلامية نفسها غرناطة.
 
انتشرت الأخبار في غرناطة أن جيوش القتشاليين تتجه إليهم, فبادر سلطان غرناطة آنذاك أبو الوليد إسماعيل بن الأحمر بإعداد جيش صغير ولكنه من صفوة وخيرة المقاتلين, وقدر تعداده بسبعة آلاف على الأكثر وجعل عليهم القائد المسلم ( عثمان بن أبي العلاء) بالإضافة إلى فرقته المغربية. زحفت جيوش الاسبان بجيش ضخم تقدره الروايات بثلاثين ألف مقاتل وعلى رأسهم ( الدون بيدرو) ولي العهد ومعه العديد من الأمراء, بالإضافة إلى فرقة إنجليزية متطوعة جاءت لنصرة الصليب.
 
وفي يوم 20 ربيع الأخر عام 718 هجرية خرج القائد المظفر عثمان بجيشه إلى هضبة البيرة على مقربة من غرناطة, وهناك التقى الجمعان رغم تفاوتهما الكبير بالعدة والعدد. واندلع قتال كبير أبدى فيه المسلمون حماسة وحمية في القتال, بحث اختفى من خلاله الفرق الكبير بين الجيشين, وظهرت نواد البطولة والشجاعة لم ير مثلها منذ عصور بعيدة, مما جعل الاسبان يفاجئون لأنهم عهدوا المسلمين في معاركهم السابقة أهل ضعف وخيانة, واستمرت المعركة ثلاثة أيام أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين, وقتل قائد الجيش الأسباني الوصي على العرش پدرو ده كاستيا ثم القائد الذي تولى من بعده قيادة الجيش والوصاية على العرش خوان ده كاستيا، وانهزم جندهما.
 
وفرح المسلمون بالنصر ، وقاموا برفع جثة قائد الأسبان في تابوت ووضعوه على سور الحمراء إعلانا للنصر, وتخليدا لذكرى المعركة. لقد أعادت هذه المعركة العظيمة للمسلمين في ذلك العهد ذكريات الانتصارات الاندلسية الخالدة مثل الزلاقة وافراغة والأرك.!!