الأقباط متحدون - الأقباط.. شهداء على قداسة أرض الكنانة
  • ٢٢:٢٣
  • الاثنين , ١٩ يونيو ٢٠١٧
English version

الأقباط.. شهداء على قداسة أرض الكنانة

محمد زريق

مساحة رأي

٣٠: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ١٩ يونيو ٢٠١٧

تعبيرية
تعبيرية
بقلم: محمد زريق
 
أن تكون مسيحي في منطقة الشرق الأوسط فهذا مكروه، أما أن تكون مسيحي فوق العادة (أي قبطي) فهذا محرم عليك وإلا ستعاقب.
 
جاء في إنجيل يوحنا: "تعرفون الحق والحق يحرركم".
 
ما أجمل الحق والحقيقة عندما تمتزج بنكهة الحرية ! فلنحرر فكرنا ونكسر القيود ونتعرف على أول جماعة مشرقية كان لها مكانة ومنزلة عند الله.
من هم الأقباط ولماذا هم دائماً الضحية ؟
 
عندما نسمع بكلمة أقباط تخطر على بالنا فورأ دولة مصر، وهذا طبيعي فللأقباط مع مصر تاريخ طويل مجبول بالظلم والدم والاضطهاد. فإن أول من رفع راية الديانة المسيحية على أرض مصر هم الأقباط وذلك بعد انتهاء الحكم الفرعوني، فقد وقف الأقباط بوجه الديانات الوثنية (الفرعونية واليونانية).
 
جاءت تسمية المسيحيين بالأقباط بسبب ارتباطهم بأرض مصر، فكلمة قبطي هي كلمة يونانية أطلقت على سكان مصر وتعني "أهل مصر"، وعند الفتح العربي لمصر ودخول المسلمين تمَّ تخصيص كلمة أقباط للمسيحيين فقط، ولكن بالواقع كل شخص مصري هو قبطي معنوياً. والأقباط هم أكبر أقلية في منطقة الشرق الأوسط وأكبر تجمع مسيحي مشرقي، فبحسب التقديرات هناك حوالي 8 مليون قبطي في مصر وحوالي 2 مليون قبطي في دول الانتشار (الأغلبية العظمى تتمركز في الولايات المتحدة الأميركية)، وللأقباط لغتهم الخاصة والتي تعد من أقدم اللغات.
 
إن التاريخ القبطي حافل بالاضطهادات والظلم، فقد قال السيد المسيح: "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر". ولأن الأقباط هم تلامذة وأتباع السيد المسيح فقد واجهوا الظلم والاساءة بالتسامح  والعفو. فمنذ بداية التاريخ القبطي إلى يومنا هذا والمعاملة التميزية السيئة مرافقة لكل قبطي، بسبب قناعاتهم الراسخة ووقوفهم بوجه الديانات الوثنية (فرعونية ويونانية)، كما وتمَّ اضطهادهم من قبل الحكم الفارسي ومن ثم الروماني، وقد اعتُبِرَ المسيحيين في مصر درجة ثانية من خلال إعطاءهم الوظائف المهينة وأعمال السخرة.
 
بدأت أحوال أقباط مصر بالتغير إلى الأفضل والتحسن مع وصول محمد علي باشا إلى الحكم عام 1805، فقد اتبع هذا الحاكم سياسة المساواة وعدم التفريق وإلغاء القيود عن الأقباط في ممارسة طقوسهم الدينية، كما وأنه ساعد في إصلاح الكنائس وبناء المزيد منها، وفي عهده منح رتبة البكوية للأقباط  واتخذ له مستشارين أقباط. أكمل سعيد باشا سياسة المساواة والعدالة، وقد تميز عهده بالسماح للأقباط بدخول الجيش للمرة الأولى في التاريخ المصري. وفي عهد الخديوي اسماعيل باشا تمَّ توسيع الصلاحيات أكثر وإعلان إمكانية ترشح الأقباط لإنتخابات أعضاء مجلس الشورى وتعيين قضاة أقباط في المحاكم.
 
لم يتوقف الظلم عن اللحاق بأقباط مصر، ففي عهد الرئيس أنور السادات اعتزمت سلطته عام 1977 إصدار قانون "الردة" الذي يعاقب كل مرتد عن الإسلام بالإعدام، وهذا القرار يعتبر رسالة مباشرة إلى أقباط مصر. ناهيك عن التمييز المستمر بين مسلم وقبطي، ومسلسل التفجيرات الذي يستهدف المصلين والمؤمنين والأبرياء الأقباط. بطرس بطرس غالي هو نموذج عن الحضارة القبطية التي تنجب دعاة سلام.
 
وأنا بلساني أقول: "أنه من يعتدي على قبطي هو الكافر والمجرم.. الأقباط لا يريدون سوى العيش بكرامة وحرية في وطنهم الأول والنهائي مصر".
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع