فى مثل هذا اليوم.. مقتل شهدى عطية شافعى

نشرت فى مجلة صباح الخير فى 13 اكتوبر 1960 رباعية مجهولة تشبه رباعيات صلاح جاهين :

"قتلوه من التعذيب وقالوا انتحر..

فكرت لحظة ،وقلت آه ياغجر..

لوجنسكم سبناه يعيش فى الحياة..

اللى انتحر..راح يبقى جنس البشر.."

 

فى مثل هذا اليوم من عام 1960 قتل القطب الشيوعى الكبيروالقائد اليسارى شهدى عطية شافعى المولود باﻻسكندرية عام 1912 واحد المؤيدين لسياسات عبد الناصر،خصوصا فى منحاها الوطنى واﻻجتماعى،والذى كتب كتابا عام 1957 عن الحركة الوطنية المصرية اثنى فيه على السياسة المصرية الناصرية..وشهدى انخرط فى الحركة الطﻻبية منذ الثﻻثينات وعمل مدرسا ثانويا وحصل على منحة من وزارة المعارف العمومية للسفر ﻻنجلترا وعاد لمصر 1947 وعين مفتشا للغة اﻻنجليزية ..وانضم لمنظمة اسكرا او الشعلة الشيوعية واندمجت اسكرا مع الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى وتشكلت "حديتو"،،التى ساهمت فى طبع منشورات الضباط اﻻحرار قبل الثورة واصطدم شهدى مع هنرى كورييل
 

اليهودى احد كبار مؤسسى المنظمات الشيوعية فى مصر..وحوكم شهدى عام 1948 بتهمة اﻻنضمام لمنظمة شيوعية وحكم عليه بالسجن 8 سنوات وعند قيام ثورة يوليو ايدها شهدى وكتب كتابه الهام "تطور الحركة الوطنية المصرية1982 -1956وطبعته دار النديم عام 1957 ..وعندما قامت ثورة تموز 1958 فى العراق ثم تازمت العﻻقة بين مصر وحكومة عبد الكريم قاسم وفى يناير 1959 اعتقل مئات الشيوعين المصريين ..وكان شهدى من كتاب جريدة المساء وكان قد كتب فيها روايته الوحيدة "جارة ام الحسينى"..واعتقل شهدى وارسل لمعتقل الواحات مع الكثيرين منهم المهندس فوزى الحبشى والذى كتب كتابه 
 

"معتقل لكل العصور"وصنع الله ابراهيم "يوميات فى الواحات "وفتحى عبد الفتاح "شيوعيون وناصريون".. وكتاب فخرى لبيب الذى وثق التعذيب واﻻغتيال "الشيوعيون وعبد الناصر"..وكتاب "الجريمة"رفعت السعيد..
 

ورحل شهدى من الواحات للاسكندرية للحضور جلسة فى قضية شيوعية ثم رحل ﻻوردى ابوزعبل او معتقل ابوزعبل ..ووصلوا اﻻوردى صباح 15 يونيو 1960 وتسلمه اليوزباشى عبد اللطيف رشدى وقال انت شيوعى ياولد؟ورد عليه شهدى بانه ليس ولدا فقال له رشدى قول انا مرة..ورد شهدى انت بهذا تسىء لنظام عبد الناصر واذا بعبد اللطيف رشدى يصرخ فى جنوده لضرب شهدى وحضر الصاغ حسن منير قائد اﻻوردى وطالب من السجانة شدة التعذيب ﻻرضاء السيد اللواء اسماعيل همت وكيل مصلحة السجون الذى كان قد وصل للاشراف على حفلة تعذيب المسجونيين القادمين للاوردى..وفى المساء استشهد المناضل شهدى عطيةشافعى..
 

وكان عبد الناصر فى بلغراد بيوغسلافيا وفى مؤتمر صحفى وقف احد الصحفيين وطلب الوقوف حدادا على شهيد الشيوعية المصرى شهدى عطية شافعى ..ورد عبد الناصر بان نظامه لم يقتل احدا ..وابرق للداخلية المصريةلتبدأ تحقيقا عاجلا..،!!