الأقباط متحدون - إهدار الأرض والدم على أيدي المستهترين والخونة
  • ٠١:٠٦
  • الثلاثاء , ١٣ يونيو ٢٠١٧
English version

إهدار الأرض والدم على أيدي المستهترين والخونة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٢: ٠٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٣ يونيو ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر   
لا يعرف قيمة الأرض إلا المنتمي للوطن، ولا يعرف قيمة الوطن إلا من كان له فضل عليه، وليس جهات به أوصلته لما هو عليه، فيبحث عن رضاها، وكلا منا يرضي من له فضل عليه، فمن كان لضميره فضل عليه أرضاه، ومن كان لأهله فضل عليه ارضاهم، ومن كان لجهات أخرى فضل خدمهم وأرضاهم.

وفي هذا المقال، أحدثكم عن أرض أهدرها الخونة والمستهترون والمتهاونون في حق الوطن لم يكونوا جاهزين لأي شيء، فنال منهم عدوهم وساومهم على الأرض، لم يستعدوا للمعركة فباغتهم عدوهم واستولى عليها، لم يكونوا دارسين لكيفية خوض المعارك والقتال بها والاستبسال من أجل الأرض لأنها لم تكن ذات قيمة لهم، فضاعت من أيديهم، أحدثكم عن مجموعة من الطائشين الذين أدخلونا في سلسلة من المصائب، فبتنا مديونين ومضغوطين تحت ضروس الآخر، العدو الندل الذي لا يرحم من يقع تحت سكينته، فقطع الرقبة وأخذ الأرض.

 أحدثكم اليوم أصدقائي القراء، عن فشلة تولوا أمرننا وما هم بخيرنا، بل أُناس بلا فكر استراتيجي ولا رؤية مستقبلية، ولا خطة واضحة في أي مجال، فكانت النتيجة أن أذلونا لمن عايرونا حتى أخذوا أرضنا.

صديقي القارئ، للأسف ما أقوله وأكثر منه حدث في مصرنا الغالية وأرضها الثمينة، وعلى مرأى ومسمع من شعبها الذي يأبى التفريط في الأرض وإهدارها، فخرج في مظاهرات رافضة المصيبة التي حلت بأرض وطنه، فكان القمع أسلوبهم لينالوا منه فسجنوا شبابه ليكتموا صوتهم ويكبتوا حريتهم، لكن بقت إرادة المصريين الحرة نابضة تصرخ بأحقيتهم في الأرض، يصرخون وينادون ويعملون عن كثب لإعادتها رغم أنف المهملين غير المدركين لأهمية الأرض.

صديقي القارئ، لم يكن مصير الشباب فحسب هو السجن لأنه رفض أفعال مهدري الأرض والفشلة والمتهاونين في حق الوطن، بل أغلقت أفواه الكتاب وسجن عدد منهم، وقصفت أقلام، واتبعت أقصى درجات الاستبداد والقهر المعاداة لحقوق الإنسان والحريات ضد كل مثقف قال لا لمهدري الأرض، وامتلأت السجون بكل معارض ورافض لتلك الطريقة المهينة والمذلة التي بها ضاعت الأرض.

صديقي القارئ، عن أرض سيناء أتحدث عن أرض الفيروز التي ضاعت بأفعال صبيانية من غلق لمضيق تيران بحسب تقارير غير صحيحة عن حشود إسرائيلية على الحدود السورية، عن أرض سيناء التي أهدرها قلة من غير المسؤولين قبل خمسين عام، لكن الأرض أعادها الشعب المصري بعمل جاد وزال النظام الذي قمع مظاهرات الشباب في فبراير 1968 التي خرجت رافضة له، وخرج أصحاب الرأي والمثقفين من السجون، وعادت مصر أبية تنهش بمخالبها في قلب كل من تسول له نفسه أن ينال من أرضها، وذهب كل من تسبب في التفريط في الأرض ولو لسنوات قليلة لمزبلة التاريخ، يشهد عنهم دماء الشهداء والمعذبين في السجون بأنهم فشلة ومخربي للأوطان ورطوه في ديون طائلة بسياساتهم الفاشلة.

المختصر المفيد حقاً من حفظ التاريخ في صدره وعي أعماراً فوق عمره

ملحوظة: درس من خمسين سنة عن نكسة يونيو أتحدث.