الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. وفاة عبد الرحمن الكواكبى ..صاحب طبائع الاستبداد
  • ٢٠:٣٦
  • الاربعاء , ١٤ يونيو ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. وفاة عبد الرحمن الكواكبى ..صاحب طبائع الاستبداد

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٠١: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٤ يونيو ٢٠١٧

عبد الرحمن الكواكبى
عبد الرحمن الكواكبى

فى مثل هذا اليوم 14 يونيو 1902..
يدهشنا أن نقف على كثير من أوجه الشبه بل التطابق أحيانا بين ما ورد في كتاب المفكرالسورى الحلبى عبدالرحمن الكواكبى«طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» وبين واقع الحكم في المنطقة العربية خلال النصف قرن الأخير رغم أن عمر هذا الكتاب يزيدعن قرن وقد كتب الكواكبى هذا الكتاب مستضيئا بسنوات الاستبداد العثماني قبيل سقوط الخلافة العثمانية التي كانت سوريا تقع تحت وطأتها وينطبق ما قاله على أنظمة استأسدت على شعوبها ووهنت أمام أعداء الأمة.

وكان الدكتور أسعد الحمراني قد أعاد نشر كتاب عبدالرحمن الكواكبى عام ٢٠٠٦ بمناسبة الذكرى المئوية لرحيل الكواكبى وبعد ذلك بعام أصدر الدكتور محمد عمارة كتابا بعنوان «الكواكبى..شهيد الحرية ومجدد الإسلام» تضمن سيرة الكواكبي وتحليل رؤاه وأفكاره، ولعله من الملفت للنظر ذلك التطابق اللافت بين ما ورد في كتاب المفكر السوري الحلبى عبدالرحمن الكواكبي «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد».

وبين واقع الحكم في المنطقة العربية وبالأخص خلال النصف قرن الأخير رغم أن عمر هذا الكتاب يزيد عن قرن وقد كتب الكواكبى هذا الكتاب مستضيئا بسنوات الاستبداد العثمانى قبيل سقوط الخلافة العثمانية التي كانت سوريا تقع تحت وطأتها وينطبق ما قاله على أنظمة استأسدت على شعوبها ووهنت أمام أعداء الأمة.
ووفقا لما ورد في كتابى الدكتور الحمرانى والدكتور عمارة، تقول سيرة الكواكبي أنه مولود في ١٨٥٤ في مدينة حلب السورية لأبوين من الأشراف تلقى تعليمه في المدرسة الكواكبية التي كان والده مدرساً فيها ومديراً لها وعندما بلغ الثانية والعشرين في ١٨٧٦ عمل في جريدة «فرات» الرسمية، وسرعان ما تركها ليصدر أول جريدة باسم «الشهباء» في حلب بالاشتراك مع السيد هاشم العطار في ١٨٧٧، لكن الأتراك الذين كانوا يحكمون البلاد في تلك الفترة لم يتركوها أكثر من ١٦ عددا على أثر مقالاته النارية ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

لم يستسلم الكواكبي فأسس جريدة الاعتدال عام ١٨٧٩ وواصل فيها مقالاته النارية حتى أغلقت هي الأخرى ومع بلوغ الصراع ذروته الكواكبى والسلطة العثمانية بحلب وبدأت المكائد تحاك ضده، قرر الهجرة إلى مصر ووصلها في ١٨٩٩ وفيها وجد المناخ الحر والجو الصحى الذي يتيح له نشر أفكاره بعيداً عن تسلط العثمانيين، لأن الاحتلال الإنجليزى في مصر كان يتيح قدراً من الحرية لأعداء الأتراك، بالإضافة إلى اجتماع القيادات العربية الثائرة والحرة في أحضان القاهرة.
ولم يكد الكواكبى يستقر في القاهرة حتى استأجر الأتراك العثمانيون أحد عملائهم فحضر إلى القاهرة ودس السم للكواكبى فأدركته الوفاة مساء الخميس في ر١٤ يونيو ١٩٠٢ وشيعت جنازته في موكب مهيب ودفن بقرافة باب الوزير بسفح جبل المقطم على نفقة الخديو عباس الثانى وأقام له الشيخ على يوسف صاحب جريدة «المؤيد» مأتماً استمر ثلاثة أيام.

ويقول الدكتور أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهرورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية إن الكواكبي أحد رموز الجيل الفريد الذ ظهر في أواخر القرن التاسع عشر والذين ينتمون لمدرسة الأفغاني وحققوا نقلة نوعية في طريقة التفكيروتناول القضايا والموضوعات وقد بدأ هذه المدرسة رفاعة الطهطاوي الذي أحدث نقلة معرفية من خلال دراسة وتأمل التجربة الفكرية والسياسية الغربية وأتصور أن القائمين على أمورالحكم في الوطن العربي عليهم أن يعيدوا قراءة كتاب الكواكبي «طبائع الاستبداد» فقد رأ ي كثيرون منهم في وقت مبكر كتاب «الأمير»لميكيافيلي وكثير منهم اقتدي به بل تجاوز مافيه حين اعتمدوا على المبدأ السياسي «الغاية تبرر الوسيلة»...!!

وكان الخديو عباس حلمى قد ابدى رغبته للكواكبى لاصطحابه للاستانة لاسترضاء الخليفة السلطان عبد الحميد الثانى ولكن الكواكبى رفض..وفى مثل هذا اليوم جلس كعادته على مقهى يلدز فى حديقة الازبكية ..وشرب قهوته السادة وبعد نصف ساعة طلب حنطورا وكوب ماء..وعاد الى بيته بحى الحسين ..وبدات الالام من الامعاء الى الصدر ..واتهم عملاء اللسلطان بانهم دسوا له السم....!!