الأقباط متحدون - أكتب ولا أتجمل لسلطة!
  • ٠٨:٠٦
  • الثلاثاء , ١٣ يونيو ٢٠١٧
English version

أكتب ولا أتجمل لسلطة!

مقالات مختارة | بقلم: مفيد فوزي

٤٠: ٠٩ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٣ يونيو ٢٠١٧

مفيد فوزي
مفيد فوزي

 كنت أكتب في أهرام «أسامة سرايا» بدعوة كريمة منه. أكتب على ورق أبيض غير مسطر بقلم فلوماستر أسود وأرسل المقال بالفاكس للكاتب السياسى د. حسن أبوطالب الذي لم يحرمنى من كلمات ثناء على بعض ما أكتب. وطوال رئاسة «سرايا» للأهرام واظبت وكنت مذاقاً مختلفاً في الأسلوب لقارئ الأهرام الرصين. ومن جاء بعد أسامة أرسل لى «خطاب شكر» أنهى علاقتى بالأهرام بدعوى أن «الأهرام للأهراميين».

 
وقد جمعت مقالاتى في الأهرام في كتاب «كلام مفيد» نقلت سطوره نبض وجدانى ورؤيتى الحياتية. ولم تكن هذه أول مرة أكتب في الأهرام، فقد حللت ضيفاً على صفحات أهرام «إبراهيم نافع» مرتين- كمحاور- إذ أجريت حوارين، أحدهما مع كورت فالدهايم، الأمين السابق للأمم المتحدة، الذي التقيته في فيينا بمساعدة د. مصطفى الفقى سفيرنا في النمسا آنذاك، والحوار الثانى كان مع «هتلر طنطاوى»، رئيس الرقابة الإدارية حينئذ، وسبق لى أن تعرفت عليه وهو أمين وزارة الدفاع.
 
وأتذكر أن اليوم الذي أنهى فيه الأهرام علاقتى بها تلقيت مكالمة من الصديق المحترف صحافة الأستاذ مجدى الجلاد يدعونى للكتابة في «المصرى اليوم» على أن يظهر مقالى نهار السبت، نفس الموعد الذي كنت أطل على القراء فيه، واعتبرت مكالمة مجدى الجلاد «سيناريو إلهى» إذ كان التوقيت غريباً، وكل ما كان يربطنى قبل ذلك بـ«المصرى اليوم» هو تلك المناقشات الطويلة في المجلس الأعلى للصحافة إبان صدوره، وكنت عضواً فيه بحكم رئاستى لتحرير مجلة صباح الخير.
 
ويوم صدرت «المصرى اليوم» ولاقت هوى وصدى عند الناس، أدركت سر الخلطة في النجاح عند المهندس الناشر صلاح دياب وهى «الحلم وتحقيق الهدف». وصرت كاتباً في «المصرى اليوم» أطل على قارئ متابع صباح كل سبت في نفس المكان من صفحات الرأى. ولا أصدق أن ثلاثة عشر عاماً قد مرت في عمر هذه المطبوعة التي زاملت فيها «شارل المصرى» رمانة ميزان الجريدة والمهنى الصاحى المتفانى. وزاملت المهذب الخلوق عماد سيد أحمد، المشرف على صفحات الرأى.
 
وعندما قررت يوماً أن أقيس حماسى المهنى، قمت بحوارات صحفية بدأتها برجل فوق المائة هو والد الوزير منير فخرى عبدالنور ورافقت حسام دياب صاحب العدسة اليقظة وسمير صادق الذي صرنا أصدقاء منذ حوارى عن سلوى حجازى فهو صديق بدرجة فنان وإخلاصه للكاميرا كإخلاصه لامرأة.
 
ولم أذهب لـ«المصرى اليوم» إلا مرتين، مرة لرئيس تحريرها المحترم المهذب المهموم بالنجاح «محمود مسلم» ومرة ثانية لرئيس تحريرها الحالى محمد السيد صالح، إحدى دعائم الجورنال ودريكسيونه قبل أن يتولى المهمة التي يقودها ضمن المجموع. أما ياسر رزق، فقد كنا نتناقش في الاقتراحات عبر التليفون. وأعرف ياسر رزق منذ أن كان له نشاط مرموق في نقابة الصحفيين حتى شق طريقه بصبر وكفاح وقلم وأوراق.
 
إن الكتابة في «المصرى» هي «الكتابة في الهواء الطلق» والعبارة لكامل زهيرى، نقيب النقباء، أنا أكتب ولا أنظر خلفى!. أنا أكتب ولا أتحسس كلماتى! أنا أكتب ولا أتجمل لسلطة! أنا أكتب بلسان قارئ لا أعرفه يريد أن يقول شيئاً ومهمتى أن أصوغ ما يريد أن يقول بأسلوب غير مزركش!.
 
الكتابة في «المصرى اليوم» هي «مرايا مصقولة لنظام سياسى» يرى نفسه فيها جيدا!!. الكتابة في «المصرى اليوم» هي دعوة مخلصة للمسؤول «للسير فوق الأشواك» يتحسسها ليعرف كم يعانى الناس منها!. الكتابة في «المصرى اليوم» هي «وضع النقاط فوق الحروف» في موضوعات تمس حياة الجماهير العريضة. الكتابة في «المصرى اليوم» «عزف لأوركسترا من الكتاب من اتجاهات مختلفة ولكن بلا نشاز». الكتابة في «المصرى اليوم» «رياضة عقلية» تمارسها الجريدة مع قارئها المتميز!. الكتابة في «المصرى اليوم» «بلا ربطة عنق أو طربوش» تقابل قارئها في مقهى أو مطعم أو على ناصية شارع. الكتابة في «المصرى اليوم» «انحياز مطلق للشارع المصرى». الكتابة في «المصرى اليوم» «ضفيرة من كل الأطياف في بوتقة واحدة».
 
وبالمناسبة يشكو قرائى من صغر حجم الحروف في «المصرى اليوم» التي تحتاج إلى نظارة نظر أو عدسة مكبرة!!. وربما تكافئ «المصرى اليوم» بحروف معقولة تمكن قارئها من المطالعة مع فنجان قهوته بيسر. ربما يعلم هذه المعلومة «مجدى الحفناوى»، مدير التوزيع، إذا أجرى استفتاءً شخصياً مع قارئ المطبوعة الذي يحب القفز فوق السطور!.
 
تحية لنجوم لا يراهم قارئ «المصرى اليوم» وهم فرسان السكرتارية الصحفية وكتيبة عمال المطابع ووزارة مالية «المصرى اليوم»!! ويا كل قارئ لـ«المصرى اليوم» تذكر أن «وجبة الصباح» مع فنجان قهوتك- على مدى 13 سنة- يعده لك طهاة أكفاء متمرسون بطعم خاص ومذاق خاص ورؤية خاصة لعلها في نهاية الأمر، سر «المصرى اليوم»!.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع