الأقباط متحدون - الكاسبان الوحيدان ترامب والسيسي1-2
  • ٠٦:١٥
  • الاربعاء , ٢٤ مايو ٢٠١٧
English version

الكاسبان الوحيدان ترامب والسيسي1-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥١: ١٢ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٤ مايو ٢٠١٧

ترامب والسيسي
ترامب والسيسي

د. مينا ملاك عازر
المتأمل في الزيارة الترامبية لمنطقة الشرق الأوسط، والتي بدأت بالسعودية من خلال القمم الثلاثة الأمريكية السعودية، والأمريكية الخليجية، والأمريكية الإسلامية، يجد أن ترامب هو أكثر الرابحين منها، إذ اختطف لبلاده أكثر من أربع مئة وستين مليار دولار، موفراً فرص عمل وسيولة نقدية من العملة التي تُمثل أكثر من سبعين بالمئة من نسبة النقود السائلة بالسوق العالمية، وضامناً لشركات السلاح عشر سنوات من العمل المستمر لمصلحة السعودية، ناهيك عن ما سيستجد من صفقات سلاح سيتعاقد عليها ترامب مع دول الكويت والبحرين والإمارات وغيرها من بلدان الخليج، ناهيك عن ما يباع بشكل عادي من تلك الشركات في السوق العالمية.

ترامب أيضاً ربح من زيارته الشرق أوسطية أن تخفف؟؟؟ من الضغوط الإعلامية التي تبحث في قضية تعاونه مع روسيا للوصول لكرسي الرئاسة في البيت الأبيض، القضية التي تسببت من هول ضغوطها أن تدفع ترامب لاقتراف حماقة إقالة جيمس كومي رئيس المباحث الفيدرالية، فيما ينبئ عن خوفه، وخوفه يؤكد تورطه في خطأ ما يقلقه، دفعه لعمل هذا الخطأ الجسيم الذي أدانه والذي دفع الأمريكان لتعيين محقق خاص في هذه القضية مما قد يؤدي للإطاحة به سريعاً.

على أي حال لقد هرب ترامب من الضغوط الإعلامية، ولفت أنظارهم لنجاحات خارجية، ذكرتني بمثيلتها التي قام بها نيكسون قبل أن يطاح به من منصبه بشهرين تقريباً حين أتى لمصر وشاهد حفاوة الاستقبال من الحكومة المصرية ومن الشعب المصري الهم إلا قلة قليلة من المعارضين له، قال حينها أشرف غربال السفير المصري بواشنطن أنه كان يرى في عيني نيكسون أمنيات بأن يرى مثل هذه الحفاوة الشعبية به في بلاده بدلاً من الهجمات التي تحاصره بسبب ما عُرِف وقتها بفضيحة ووتر جيت.

ترامب كذلك كانت حفاوة الاستقبال التي مُنِي بها في السعودية من زعماء العالم الإسلامي واضحة، كانت الكاميرات تلاحقه وزوجته وابنته التي تحرش بها الكثير من الرجال السعوديين ، بما فيهم الحرس الخاص بالتشريفه، كل هذا معرض لأن يخبو فجأة ودون سابق إنذار لو ثبت تورط ترامب في كارثة التعاون مع روسيا أو أن لروسيا يد في فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية، فمستشاره للأمن القومي السابق نفسه عُزِل لاتصال هاتفي بينه وبين السفير الروسي في واشنطن،وعندما يمثل بين أيدي أعضاء لجنة الاستماع بالكونجرس بشأن التحقيقات الجارية حول التورط الروسي في إخراج نتيجة الانتخابات الأمريكية بالنتيجة التي خرجت عليها، لعله يفضح ما لم يكن يتوقعه أحد خاصة بعدما تخلى عنه ترامب وعزله.

صديقي القارئ، لتنتظر للمقال لقادم - بإذن الله- لترى معي كيف أن الرئيس السيسي هو الرابح الآخر من بين رابحين وحيدين في القمة الإسلامية الأمريكية، هذا إن عشنا وكان لقلمنا كتابة.

المختصر المفيد السياسة فن المستحيل ليكون ممكناً.