الأقباط متحدون - غضب الأقباط.. ومخاوف ضرب الوحدة الوطنية
  • ١١:١٢
  • الثلاثاء , ٦ يونيو ٢٠١٧
English version

غضب الأقباط.. ومخاوف ضرب الوحدة الوطنية

سليمان شفيق

مساحة رأي

٢٩: ١١ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٦ يونيو ٢٠١٧

أرشيفية
أرشيفية

بقلم سليمان شفيق
 مثل شعبى مصرى قديم، يتردد فى أذهانى حاليًا (كتر الدق يفك اللحام)، وينتابنى ويعلق فى ذهنى خاصة بعد حالة الغضب المشروع للمواطنين المصريين الأقباط، والحقيقة التى لابد أن اعترف بها أن قلبى مع المواطنين الأقباط المصريين، وعقلى مع وطنى مصر، أدخل فى حيرة نبيلة بين الاستهداف الممنهج الإرهابى ضد المواطنين المصريين الأقباط.. كما أن الهدف الأساسى للعمليات الإرهابية ضد الأقباط هى أيضًا، ضرب النسيج الوطنى وتفكيك السبيكة الوطنية.
 

والسؤال الثانى هو هل الإرهاب يستهدف الأقباط بالأساس لمواقفهم الوطنية تجاه 30 يونيو أم أنه يستهدفهم على الهوية الدينية ؟.. وإن كنت أعتقد أنه ليس هناك فصل تعسفى بين (السياسى والدينى) فهما وجهان لعملة واحدة، لأن الكنيسة المصرية كنيسة وطنية، يسبق لاهوت الوطن فيها لاهوت العقيدة فى مسمى (الكنائس الثلاث: تبدأ تسميتها بـ «القبطية» وبعدها الإشارة للعقيدة «الأرثوذكسية الكاثوليكية الإنجيلية» والاستهداف الدينى واضح وفق أى معايير لأن حوادث البطرسية ومارجرجس طنطا والمرقسية بالإسكندرية، وأخيرًا دير الأنبا صموائيل كانت تستهدفهم وهم يصلون، أو فى طريقهم للصلاة فى الدير.. بل ووفق شهادة اللواء عصام بديوى محافظ المنيا بمداخلة ببرنامج «على مسئوليتى» للزميل أحمد موسى أكد أن الإرهابيين حاولوا أن يستنتقوا الضحايا بـ «الشهادتين» ولكن الضحايا رفضوا !! 
 
الأقباط بين الحرمان الوطنى والحرمان الكنسى: 
تحت هذا العنوان كتبت منذ ربع قرن كتبت دراسة نشرت فى كتاب، والكتاب يروى كيف يكافح المواطنين المصريين الأقباط من أجل الوطن ووفق نظرية «الحرمان النسبى»، يتوقع الأقباط حصولهم على بعض الحقوق لاستكمال مسيرة المواطنة فى وطن قائم على المساواة والقانون ولكن منذ ثورة 1804 وصولًا إلى ثورة 30 يونيو مرورًا بثورات 1882، 1919، 1952، كان التوقع أكبر من التضحيات، مما كان يجعلهم دائمًا رغم رفضهم لكونهم أقلية إلا أنهم فى لحظات الشعور «بالاضطهاد» يتصرفون كما لو كانوا أقلية ؟!!
 
حيث تغلب عليهم «خيبة الأمل»، خاصة بأنهم كانوا من الأعمدة الرئيسية لثورة 30 يونيو إلا أنهم دائمًا يدفعون الثمن، بالطبع أبناء القوات المسلحة والشرطة يسبقونهم فى دفع الثمن لكن المواطن القبطى يدفع الثمن مرتين، مرة مع أخيه المسلم كوطنى وأخرى كمسيحى بشكل عقيدى، الأمر الذى يؤدى بقطاع كبير من الأقباط إلى القلق المشروع، وعدم الشعور بالأمان، والانكفاء مرة أخرى داخل «السور المضمون للكنيسة»، حتى لو كان هناك من يهاجم قداسة البابا فهذا دليل على العودة إليه كنائب عنهم لدى السلطة الدينية والزمنية.. هكذا كشف الحادث الإرهابى الأخير الذى استهدف زوار دير الأنبا صموائيل عن كثير من الألم والجراح فى جسد الوطن خاصة فى الجزء المسيحى من الجسد. 
 
ما العمل ؟ كيفية استعادة الثقة: 
أعتقد أن قطاعًا كبيرًا من الرأى العام المصرى عامة والمسيحى خاصة، قلق جدًا من استراتيجية مواجهة الإرهاب، ولكن المواطنين المصريين المسيحيين معركتهم مع الإرهاب معركة مزدوجة فهم مستهدفون دينيًا ووطنيًا، كما أنهم عزل وغير مسلحين، أى أنها معركة «وجود»، والخطورة أن الذين يضطهدونهم جماعات إرهابية تسعى لتصفيتهم جسديًا، وجماعات متطرفة تسعى لاضطهادهم ومنعهم من الصلاة ؟!! والأخطر أن اضطهادهم من المتطرفين يتم تحت سمع وبصر السلطات، الأمر الذى يدعو للإرباك هل هذا نتيجة تحالف النظام مع السلفيين؟ أم أن هناك شبهة تواطؤ بين بعض صغار الضباط والمتطرفين ؟ 
 
لذلك لابد من حل مشاكل الأقباط التى بالمستطاع وهى: 
1ـ الأماكن التى يتعذر فيها بناء الكنائس، وهى النجوع والتوابع التى يقطنها أعداد قليلة يمكن الاتفاق على الترخيص بأماكن للصلاة. 
2ـ عودة جلسات النصح والإرشاد 
3ـ تطبيق القانون وإعادة القاصرات (أقل من 18 سنة) إلى ذويهم. 
4ـ توفير الحماية اللازمة والمبتكرة لأماكن الصلاة. 
5ـ ترخيص بناء كنيسة فى العدوة لأنها المركز الوحيد فى مصر الذى ليس به كنيسة وأعتقد هذا لا يليق بعد ثورتين فى مصر
6ـ إقامة نصب تذكارى للشهداء، وإحاطته بسور، وحمايته ليظل رمزًا لأبطال دفعوا حياتهم من أجل الوطن.