الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. جمال عبد الناصر دعى قوات الأمم المتحدة للانسحاب ( المتمركزة منذ 1957 للفصل بين القوات المصرية و الاسرائيلية )
  • ٠٩:١٦
  • الخميس , ١٨ مايو ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. جمال عبد الناصر دعى قوات الأمم المتحدة للانسحاب ( المتمركزة منذ 1957 للفصل بين القوات المصرية و الاسرائيلية )

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٠٥: ١٠ ص +02:00 EET

الخميس ١٨ مايو ٢٠١٧

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر

فى مثل هذا اليوم18 من مايو عام1967م..

سامح جميل

قرار إغلاق خليج العقبة عندها ترتفع نسبة الحرب إلى 80 بالمائة.... في هذا السياق كان رهان عبد الناصر أن الجيش المصري بتجهيزاته التي يعرفها و بكل ما فيه من حسن و سيء قادر على إدارة معركة دفاعية معقولة داخل صحن سيناء تدوم أياما أو أكثر، ثم يتدخل القطبان الأعظم بعد توازن قتالي معقول لفك الاشتباك .

ومع ذلك وبعده فهو قادر على استخلاص تسوية سياسية مقبولة تضع حدا للعربدة الإسرائيلية و تفتح ملف حقوق شعب فلسطين بطريقة أكثر ملاءمة .
- لذا فعندما رفض يوثانت طلب مصر سحبا جزئيا للقوات الدولية وخيَرها بين البقاء الكامل أو الانسحاب الكامل بإيعاز أمريكي عبر مساعده الأمريكي الأسود رالف بانش ، وجد عبد الناصر لزاما عليه أن يطلب سحبها الكامل يوم 18 مايو 1967، وبكل ما يعنيه ذلك من إخلائها لشرم الشيخ وبالتالي ضرورة أن تحل محلها القوات المصرية ، والتي ستجد بالتالي لزاما عليها إغلاق خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية ، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل حرب 1956 .

وبرغم أن هذا السيناريو غير مستحب إلا أنه لا يزال في إطار المخاطرة المحسوبة إذا ما أكدت القيادة العسكرية قدرتها على تحمل تبعات هذه المخاطرة .
عند ذلك المفصل عقد عبد الناصر اجتماعا للقيادة السياسية العليا يوم 21 مايو في منزله ( ضم الاجتماع المشير عبد الحكيم عامر وزكريا محي الدين وحسين الشافعي وأنور السادات وعلي صبري وصدقي سليمان ) ، وكان قد مضى على بدء الحشد في سيناء أسبوع كامل .
موضوع البحث الوحيد كان إغلاق خليج العقبة ....

حدد عبد الناصر في بداية الاجتماع أن المسألة برمتها تتوقف على جاهزية القيادة العسكرية ، فإن أشارت بنعم فهو يفضل الإغلاق و الانتهاء من ملف أثار 1956 ومواصلة الضغط المضاد على الولايات المتحدة عبر موقفه الحاسم من إسرائيل..... أما إن أشارت بلا فهو يستطيع أن يغطي سياسيا على ترك الخليج مفتوحا فيما القوات الدولية قد غادرته , وتحت مقولة أن غلق الخليج يعني حتمية الحرب ، وأن قرار الحرب لا تمليه عليه ظروف معينة وإنما يحتفظ بخياره في الزمان و المكان ، وأن حلفاء الأمريكان من العرب مسؤولون عن الفرقة في الساحة العربية , ولعدم اكتمال الاستعدادات الدفاعية في الأردن و سوريا و لبنان ، ومن ثم فهو لن يغامر بغلق الخليج ليرى الضفة الغربية قد ضاعت ... إلى أخر ما هنالك من حجج .
وكان صدقي سليمان رئيس الوزراء هو الوحيد الذي تحفظ بالمجمل لقناعته أن مواصلة خطة التنمية تتضارب مع خوض معركة مسلحة في القريب الآجل اذ أنها ستأخذ من طريقها الكثير من الموارد .

أما زكريا والشافعي والسادات و صبري فكانوا من نفس منطق عبد الناصر، بينما كان المشير يزأر طوال الاجتماع مصرا على أن الجيش و قيادته جاهزان ومستعدان بل ويتلمظان لخوض معركة طال اشتياقهم لها .

عندها اتخذت اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكي قرارها بغلق الخليج ، وبذا وصل احتمال الحرب إلى 80 بالمائة ...!!