الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. اعتيال الصحفى كامل مروة ..بيروت
  • ١٤:٠١
  • الثلاثاء , ١٦ مايو ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. اعتيال الصحفى كامل مروة ..بيروت

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٥: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٦ مايو ٢٠١٧

الصحفى كامل مروة
الصحفى كامل مروة

فى مثل هذا اليوم 16 مايو 1966 ..
اغتيل في ساحة السلطة الرابعة من اجل الحقيقة فخسر العرب كامل مروة، واحداً من ابرز صحافييهم كتابة ورصانة. وفلسطين بدورها فقدت، كامل مروة الذي كان رجلاً قد نذر نفسه في سبيل خدمتها وكان من الذين هم أكثر غيرة وحرصاً عليها، حتى أنه وهب حياته وصحفه لها ("الحياة" و"ذي ديلي ستار" و"بيروت ماتان") وجنّدها في خدمة فلسطين العرب. لقد كان كامل مروة يعتبر العمل في سبيل هذه القضية واجباً من يومياته، وحتى عندما تخلى الكثيرون عنها ظل كامل مروة حاملاً مشعل "النكبة" لتبقى هذه القضية إرثاً تاريخياً فمقالاته اليومية كانت تأريخاً للأجيال لتبقى قضية فلسطين قضية حق للعرب. هو الصحافي الجنوبي العصامي، صاحب ومؤسس الصحف: "الحياة" و"ذي ديلي ستار"، و"بيروت ماتان" ادخل الحداثة على عالم الصحافة وابتكاره أسلوب المقال الافتتاحي القصير الجذاب وهو أول من استخدم الالات الطباعة وأتقنها واسرعها انتاجاً وجعل عنوان مقالاته" قل كلمتك وامشي "التي اراد بقولها آلا يخشى احد قول الحق وآلا يأبه شيئاً لما يمكن ان يصيبه بسببها. فقال كلمته ومشى بعد عشرين عاماً من نضال كبير في خدمة الصحافة، أغتيل والقلم في يده يوم الاثنين 16 أيار سنة 1966، وفي قلبه لبنان وفي عقله العروبة وفي ضميره فلسطين. جعل صحفه منبراً حراً وحرص على ان ينشر الرسائل التي ترده انتقاداً له أو متحاملة ومتجنية عليه، وكان يؤمن بحرية القول واحترام الرأي الآخر وجدوى النقاش شرط أن تكون الكلمة مهذبة.

جذوره التاريخية وحصاد عمره
كامل مروة ولد عام 1915 هو من بلدة الزرارية قضاء الزهراني في جنوب لبنان، يعود بالاصل الى مالك الاشتر من قبيلة همدان في اليمن من شبه الجزيرة العربية، والده جميل مروة الذي كان من اوائل المغتربيين اللبنانيين إلى المكسيك الذي بقي فيها قرابة 15عاماً ومن ثم عاد منها في أواخر عام 1914 فسكن في مدينة صور ثم انتقل إلى الزرارية وبعدها إلى صيدا وعمر ولده كامل ثمانية اشهر، حيث قام بتأسيس مؤسسة تجارية فكان مقصداً لكبار العلماء والشعراء والوجهاء الجنوبيين آنذاك. وتوفي والده عام 1925 وكان عمر كامل وقتها 10 سنوات. وعندما كبر كامل مروة وأصبح شاباً اقترح على رشيد بيضون رئيس الجمعية العاملية السفر إلى افريقيا الغربية لجمع التبرعات بقصد توسيع المدرسة العاملية، فاقتنع بيضون بهذا الاقتراح وسافرا معاً عام 1937 واستطاع كامل مروة بشبكة علاقاته الواسعة الاتصال بأقربائه من آل مروة والجالية اللبنانية عامة والجنوبية خاصة هناك، وجمع مبالغ كبيرة من التبرعات تسلمها رشيد بيضون الذي كان يرافقه خلال هذه الرحلة التي دامت ثمانية أشهر. ومع عودته قام بتأليف كتابه بعنوان" نحن في افريقيا".. تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة المقاصد في صيدا، ثم تابع دراسته الثانوية في مدرسة الفنون الجميلة وبعد انتهاء دراسته في صيدا انتقل إلى بيروت وعين معلماً لمادتي التاريخ والجغرافيا في المدرسة العاملية .

ابتدأ عمله الصحفي عام 1933 في جريدة "النداء" التي كان يصدرها كاظم الصلح، كما عمل مراسلاً لصحف عالمية عدة. وبعدها التحق عام 1935 بجريدة النهار أيام جبران تويني. أنشأ كامل مروة مع الشيخ فؤاد حبيش في مطلع الحرب العالمية الثانية مجلة" الحرب الجديدة المصورة" لكنه ما لبث ان اضطر إلى مغادرة لبنان هرباً من سلطات الانتداب الفرنسي. فلجأ إلى اسطنبول عام 1941 ومنها إلى بلغاريا ورومانيا والمانيا، ملتحقاً بجماعات المجاهدين العرب الذين كانت تلاحقهم دول الحلفاء آنذاك. بعدها عاد من بلغاريا إلى بيروت أواخر عام 1944 فاعتقلته سلطات الانتداب الفرنسي أربعة أشهر ثم اطلقت سراحه. وفي العام 1946 اصدر جريدة "الحياة" فلاقت نجاحاً سريعاً ولم تلبث أن أصبحت إحدى أهم الصحف العربية وأكثرها رواجاً وتأثيراً. في العام 1952 أصدر جريدة باللغة الإنكليزية سمّاها "ذي ديلي ستار"، وفي العام 1959 أصدر جريدة باللغة الفرنسية سمّاها "بيروت ماتان". كامل مروة يعتبر من ألمع الصحافيين في عصره عرف بجرأته في معالجة القضايا العربية لا سيما قضية فلسطين وكان داعية إلى الاتحاد العربي ومؤيداً لحركة التضامن الاسلامي. كما كان رحّالة اذ زار ما يزيد عن 60 دولة في مختلف القارات وعقد صلات وصداقة وشبكة علاقات ضخمة مع أركان الجاليات العربية القاطنة فيها. اغتيل مساء يوم الاثنين في 16 ايار 1966 في مكتبه في دار الحياة في بيروت برصاصتين أطلقتا من مسدس كاتم للصوت فأصابتاه في القلب وكان عمره 51 عاماً فقال كلمته ومشى غير آبه..!!