الأقباط متحدون - الجمعية الأوروبية للكبد: الحرب المقبلة ضد فيروس «بى»
  • ٢٠:٢٤
  • الخميس , ١١ مايو ٢٠١٧
English version

الجمعية الأوروبية للكبد: الحرب المقبلة ضد فيروس «بى»

مقالات مختارة | خالد منتصر

٤٩: ٠٦ م +02:00 EET

الخميس ١١ مايو ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

المؤتمرات العلمية الطبية هى شحن سنوى لبطارية الإبداع والابتكار العلمى، لذلك كنت حريصاً على نشر رسائل تغطية تلك المؤتمرات مكتوبة بأيدى الأساتذة المتخصصين الذين حضروها، وليست بأيدى مراسلين هواة. وصلتنى تلك التغطية من د. محمد على مخلص، أستاذ الكبد بالمركز القومى للبحوث عن المؤتمر السنوى للجمعية الأوروبية لدراسة الكبد EASL فى الفترة من ۱۹ إلى ۲۳ أبريل بمدينة أمستردام، يقول د. مخلص:

حفلت مائدة المؤتمر على مدار أيامه الخمسة بالوجبات العلمية المتنوعة عالية القيمة، التى تضع المرء أمام صعوبة الاختيار، حيث تقام أغلب الجلسات، كما تعلم سيادتكم، بالتوازى فى الوقت نفسه. وفى خضم هذا الزخم العلمى، أود التوقف عند بعض النقاط، أولاً: صدرت التوصيات الجديدة للجمعية الأوروبية لدراسة الكبد الخاصة بالالتهاب الكبدى الفيروسى «بى»، لتحديث التوصيات الصادرة فى ۲۰۱۲، ونستطيع القول إن التوصيات الأخيرة أظهرت مرونة نسبية مقارنة بسابقتها فيما يتعلق بعلاج فيروس «بى»، فعلى سبيل المثال سمحت بالعلاج لمن يظهر تحليل كم الفيروس لديه ما فوق الـ۲۰۰۰ وحدة دولية مع ارتفاع بأنزيمات الكبد مع درجة متوسطة من التهاب نسيج الكبد بعد أن كانت تشترط فى السابق وجود درجة من متوسطة إلى عنيفة لالتهاب نسيج الكبد، كما جعلت من وجود تاريخ مرضى عائلى لسرطان الكبد من دواعى العلاج دونما النظر إلى محددات العلاج ككم الفيروس وارتفاع أنزيمات الكبد ودرجة التهاب وتليف نسيج الكبد، وتغيرت بالكامل المسميات الخاصة بمختلف مراحل المرض،

ثانياً: شهد المؤتمر صدور التقرير العالمى الأول لمنظمة الصحة العالمية الخاص بالفيروسات الكبدية، وهو ما يعكس الأهمية القصوى للفيروسات الكبدية كتحدٍّ صحى يواجهه العالم، ومن أبرز ما جاء فى التقرير أن عدد المصابين بفيروس الكبد سى فى ۲۰۱٥ يقدر بـ٧۱ مليون شخص، أى ۱٪ من سكان العالم ونتيجة للممارسات الصحية غير الآمنة يواجه العالم مليوناً و٧٥۰ ألف إصابة جديدة كل عام، وتمثل منطقتا شرق المتوسط وأوروبا أعلى نسبتى إصابة، بمعنى أن المعدل العالمى نحو ۲٤ إصابة لكل مائة ألف من السكان، بينما فى شرق المتوسط يبلغ المعدل ٦۳ إصابة لكل مائة ألف من السكان، وفى أوروبا ٦۲ إصابة لكل مائة ألف من السكان، أما بالنسبة لفيروس الكبد «بى»، فقدرت الإصابة فى ۲۰۱٥ بـ۲٥٧ مليون شخص، أى ۳٫٥٪ من سكان العالم. ونأتى للنقطة الأهم فى التقرير، الذى أوضح أن نسبة الوفيات بسبب الالتهابات الكبدية الفيروسية قد زادت بنسبة ۲۲٪ منذ سنة ۲۰۰۰، إذ أدت لمليون و۳٤۰ ألف حالة وفاة فى ۲۰۱٥ عن طريق مضاعفاتها، كتشمع الكبد (٧۲۰ ألف حالة وفاة) وسرطان الكبد (٤۲۰ ألف حالة وفاة)، وهو ما يفوق عدد الوفيات نتيجة الإيدز، لذلك وفى إطار سعى منظمة الصحة العالمية لتحقيق هدفها بالقضاء التام على الفيروسات الكبدية بحلول عام ۲۰۳۰، فقد شدد التقرير على أهمية وضع برامج محكمة للتشخيص، ومن ثم العلاج وتجدر الإشارة إلى أن التقرير قد أوضح جلياً وجود قصور فى التشخيص، أما النقطة الثالثة، فخاصة بالكبد الدهنى، حيث عرض المؤتمر نتائج مبشرة لعقاقير تتعامل مباشرة مع الكبد الدهنى، لننتقل من مرحلة معالجة المسبب وتغيير نمط الحياة -ولهم أهميتهم المعتبرة- إلى وجود عقاقير تتعامل مباشرة مع الكبد الدهنى. ما أمتع العلم، وما أهون الساعات التى يقضيها المرء فى محرابه، منتقلاً من قاعة إلى أخرى، لاهثاً حتى لا تفوته فائتة، عائداً إلى الوطن، مغتسلاً بنور يدفعه إلى مزيد من العمل والبحث.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع