الأقباط متحدون - الإرهاب وتجديد الخطاب الأمنى
  • ٠٨:٠٥
  • الجمعة , ٢١ ابريل ٢٠١٧
English version

الإرهاب وتجديد الخطاب الأمنى

مقالات مختارة | ياسر مشالى

٥١: ٠١ م +02:00 EET

الجمعة ٢١ ابريل ٢٠١٧

ياسر مشالى
ياسر مشالى

كلنا يحارب الإرهاب ويفتدى مصر بروحه، وجميعنا يقدر مجهودات رجال الجيش والشرطة وتضحياتهم؛ فكم من شهيد قدموا وسيقدمون، وكلنا نطالب بمواجهة شاملة لإرهاب هؤلاء الذين ضلوا الطريق وبغوا على الجميع، مواجهة تشمل تجديد وتغيير الخطاب السياسى والدينى والثقافى.. وأنا أضيف عليها تغيير الخطاب الأمنى، وهنا أقصد تحديداً «الأمن الوقائى»، الذى يعتمد كلياً على «جمع معلومات صحيحة عن الخلايا التى تعتنق فكر التكفير والعنف الإرهابى».

فكل متابع مدقق للحوادث الإرهابية الأخيرة «الكبيرة»، منذ جريمة تفجير الكنيسة البطرسية فى العباسية، مروراً بتفجير كنيستى مارجرجس فى طنطا، والمرقسية فى الإسكندرية، وأخيراً إطلاق النار على كمين أمنى يبعد 2 كيلومتر عن دير سانت كاترين جنوب سيناء، يكتشف بسهولة أن الأزمة «فى نقص أو غياب المعلومات» عن هؤلاء المجرمين الذين خططوا ونفذوا هذه الجرائم، التى لا تفرق بين مسلم ومسيحى وبين مواطن مدنى ورجل شرطة أو عسكرى فى الجيش، فلا يوجد لدينا عجز فى العتاد أو المعدات أو الأسلحة أو نقص فى قوات التأمين أو خلل فى تمركزها، لكن المصيبة الكبرى فى «جمع المعلومات»، وهى مهمة أجهزة بعينها منها الأمن الوطنى الذى يحتاج إلى تحديث أساليبه فى جمع المعلومات لتواكب الثورة التكنولوجية الهائلة التى يستفيد منها «عتاة الإرهاب».

أيضاً تجديد الخطاب الأمنى يجب أن يشمل وبشكل صارم هؤلاء المسئولين و«المصادر الأمنية»، الذين يستبقون الأحداث أحياناً ويطلقون تصريحات ما أنزل الله بها من سلطان، تسىء إلى الأجهزة الأمنية عند قطاعات واسعة من الرأى العام، وعلى سبيل المثال التصريحات الأولية عن حادث إطلاق النار على كمين سانت كاترين، وأنه وقع بالخطأ نتيجة تنظيف سلاح أحد أفراد الكمين، ثم تبين أنه هجوم إرهابى، لتعلن وزارة الداخلية بعدها أنها لاحقت منفذ العملية وقتلته، وأيضاً خذ تصريح مدير أمن جنوب سيناء اللواء أحمد طايل، الذى أعلن أن قوات الأمن تحاصر إرهابياً يدعى «سلامة» منذ شهر تسلل من شمال سيناء إلى جنوبها، «فما طبيعة هذا الإرهابى الخارق الذى تفشل القوات فى القبض عليه رغم محاصرته لمدة شهر كامل فى مكان مكشوف؟!»، وغيرها كثير من التصريحات المتسرعة غير المدروسة.

الحرب على الإرهاب لا تحتمل التراخى أو الاستسهال، لا فى جمع المعلومات وسرعة ودقة تحليلها، ولا فى إطلاق التصريحات الأمنية التى تبدو فى بعض الأحيان متناقضة.. إنه قول فصل وما هو بالهزل.

حفظ الله مصر من شرور الإرهاب.. ومن عبث العابثين وكوارث المهملين.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع