الأقباط متحدون - ضد التيار: أين الحقيقة ياسيادة الرئيس ؟
  • ٠٤:٠١
  • الخميس , ٢٠ ابريل ٢٠١٧
English version

ضد التيار: أين الحقيقة ياسيادة الرئيس ؟

مقالات مختارة | أمينة النقاش

٠٤: ١٠ م +02:00 EET

الخميس ٢٠ ابريل ٢٠١٧

أمينة النقاش
أمينة النقاش

سيل من الشائعات ينتشر ولا يتوقف فى بعض الفضائيات وبعض الصحف، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يُمرض البدن، ويربك العقول، ويشوش المواقف، ويغمر العواطف الفياضة بموجات تشاؤم ويأس لا شاطئ لها.. ووسط هذا الارتباك والإرباك لا أحد يتكرم على خلق الله بتوضيح أو كلمة، تكشف الحقائق، وتنفى المخاوف، وتطمئن النفوس، أن ما يشاع غير صحيح، أو أنه صحيح ويجري التصدي له، أو أنه مبالغ فيه لأسباب يستدعيها الصراع السياسي والأمني مع أعداء الوطن.

كلام كثير يخرج عن مسئولين سابقين وحاليين يدور حول صراع عنيف بين الأجهزة التي تدير شئون الدولة، لا شأن له بالمصلحة العامة للوطن والمواطن، يتصاعد هذا الصراع بمنطق الشللية والمداهنات ويستمر بضمان الولاء المطلق الذي يلفظ كل كفاءة ويبعد أي موهبة ويدير ظهره للصالح العام، لتبقى « الشللية « تتصدر المشهد العام، ولا تكف عن تصغير كل شيء فى البلاد مهما ارتفعت قامته وكبرت أهليته وجدارته، ليصحو المواطن ويبيت وهو غير قادر على التفرقة بين الأخطاء التي تقع عن سوء تقدير، والأخرى التي تقع لنقص فى الكفاءة والعلم والمعرفة، والتي تقود حتماً إلى طريق الانحراف والفساد !.

كيف بوسعنا أن نفسر للمواطن، مصادر الحق الذي يخول لمجموعات مصالح باتت منتشرة بشكل مخيف وتبسط ظلها على مسار الحياة العامة، وكنا نظن أن ثورتين كفيلتين بتجفيف نفوذها ومحاصرته، برغم أنها تشمل انتهازيين وذيولا ونكرات أكلوا على كل الموائد، وعابثوا كل العصور، ونافقوا كل الرؤساء، من رئيس الجمهورية إلى رئيس المصلحة، سعياً للترقي الوظيفى والاجتماعي خارج الأطر القانونية والأخلاقية، ومعايير الجدارة والأهلية.
فى الأنظمة السابقة التي اسقطتها ثورتان، كانت هذه الجماعات والشلل تستمد قوة بقائها من رعاية السلطة لبعضها على حساب البعض الآخر، حتى صارت أكبر من الدولة، بل دولة داخل الدولة.

تتسابق شلل المصالح السائدة الآن على الفوز بالغنائم والمناصب عبر حرفة « العلاقات العامة « التي باتت تتقنها وتتصارع من أجل منافعها، بلا وخز من ضمير يحسب الخسائر التي تنجم عنها، بجرها المجتمع إلى الخلف، كلما هم بالتعافى من أحد أمراضه، فتصيبه بأمراض اجتماعية ونفسية واقتصادية جديدة.

وهى أمراض تفقد المواطنين الثقة فى النفس، ومن قبل ذلك تفقده الثقة فى المستقبل، الذي بات معروفا لكل من يهمه الأمر، إن الناس تتحمل بصبر نادر مصاعب حاضرها وضغوطه الاقتصادية، أملاً فى بناء هذا المستقبل على أسس شفافة وعادلة، وتحقيقاً لأحلامها ببناء دولة الحق والقانون والحرية والكرامة الانسانية، التي تتناقض مع مؤسسات الشلل المتصارعة، التي تثخن الوطن بجراح لا تندمل، وتصيب بالغموض والالتباس القرار السياسي الصائب منه والخائب، وتبرز فى المشهد العام أصحاب الشلل من النكرات والمهرجين الذين لا يحركهم سوى مصالح صغيرة وتافهة.
والصمت على ذلك دون توضيح واحتواء الغضب المشروع والأسئلة الحائرة دون إجابات شافية،هو هروب من المواجهة، لا يسمح سوى بتحويل الغضب إلى يأس وعداء وتحويل الأسئلة المشروعة إلى دعوات للتحريض والتشكيك فى كل ما يجري فى أمر البلاد، سعياً للوقوع فى شراك العدمية التي تساوي بين الخير والشر، والنور والديجور.

ولقد علمتنا تجارب التاريخ المعاصر، أن هذه وصفة سهلة، لإسقاط الأمم والدول والامبراطوريات العظمى، وليس أقل من أن يشمل الرئيس باهتمامه ورعايته ومصارحته الخائفين من هذا المشهد البائس الذي لن يحمي استقرارا ولن يصون أمنا، بل يهوى بنا جميعاً إلى قاع القاع !.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع