الأقباط متحدون - ومتى يخطب وزير التموين الجمعة!
  • ٠١:٤٧
  • الاربعاء , ١٩ ابريل ٢٠١٧
English version

ومتى يخطب وزير التموين الجمعة!

مقالات مختارة | بقلم:حمدي رزق

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٩ ابريل ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

 وأن المساجد لله.. لم أستسغ، ولم أهضم، وأرفض قرار الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، بافتتاح 1000 منفذ للسلع الغذائية فى المساجد، المساجد للعبادة، للصلاة، للاعتكاف، لقراءة القرآن، ليست أبداً لبيع اللحوم والدواجن والزيت والسكر المدعوم.

 
هذا حرف لرسالة المسجد يا مولانا الوزير، المساجد ليست منافذ لبيع السلع الاستهلاكية، ووزارة الأوقاف ليست لها خبرة وأهلية وزارة التموين، لكلٍ مهمته، والتطوع ليس هكذا، إذا كان وزير الأوقاف سيطرح السلع فى المساجد، هل مقبول أن يفتح وزير التموين منافذ السلع الاستهلاكية لصلاة الجمعة بدلاً من الصلاة على الرصيف!
 
خلط غير مستحب ولا مقبول مهما حسنت وصدقت نوايا الوزير جمعة فى الإسهام العملى فى وصول السلع الغذائية بأسعار شعبية إلى عموم المصلين، هناك طرق أخرى أمام الوزير للإسهام، يكفى أن يدعم جهود وزارة التموين بـ«جعل» مالى من أموال الوقف زكاة شهرياً أو سنوياً يمكنها من خفض الأسعار على بطاقات التموين لصالح الطبقات الفقيرة والمهمشة، وليس هناك مانع شرعى من إشارة إلى دعم الوزارة مشكورة على أكياس السكر وزجاجات الزيت، هكذا «بدعم من وزارة الأوقاف».
 
سيادة الوزير أقلع عن هذا، متى كانت المساجد محال للبيع والشراء، وهل الوزارة تملك خبرة فى هذا المجال، ولو استعانت بخبرة وزارة التموين فى إدارة هذه المنافذ، لما لا تترك العيش لخبازه، وتكتفى بالدعم المالى، وستحسب فى حسنات الوزارة والوزير والحكومة، ولكن فى إطار التنسيق والتخصص المطلوب.
 
صحيح القوات المسلحة تضطلع بدور حيوى ومهم فى توفير السلع بالأسعار الشعبية لعموم المواطنين، وكذا تفعل. وزارة الداخلية، ولكن هذا خارج الثكنات العسكرية والمراكز الشرطية، وبجهاز كائن بالفعل فى الجيش والشرطة كان مخصصاً لخدمة المنتسبين عسكرياً وشرطياً وعائلاتهم، فجرى فتح هذه المنافذ لعموم المواطنين فى ظل أزمة طاحنة، وكذا فتح المراكز العلاجية لعموم المواطنين تكليفا وواجبا.
 
المساجد لها حرمة وصورة فى الأذهان، وليست مؤهلة لمثل هذه النشاطات التموينية، الإخوان والتابعون استخدموها قبلا، لا حاجة لنا بهذا الاستخدام المعيب، مشكور الوزير أن خلّص المساجد من أدران السياسة والحزبية المقيتة، ولكن غرز المساجد فى معجنة التموين لا يستقيم دينياً ولا سياسياً، هل يقصد المواطن المسجد للصلاة أم للشراء، أم يقصدها ليصلى ويشترى أيضاً؟
 
ولمن هذه المنافذ، طبعا لأنها فى المساجد لن يقصدها إذن سوى المصلين من المسلمين، هل هذا مهضوم، وهل سيكون مهضوماً أيضاً أن تفتح الكنائس منافذ لبيع السلع الاستهلاكية للمصلين من المسيحيين، ما هذه الافتكاسات الغريبة التى تقسم مصر إلى مساجد وكنائس، لن أحدثكم بما يشاع قولاً، وهذا نقل مهذب لحديث متواتر على وسائل التواصل الاجتماعى مستهجن قرار الوزير ومستغربه تماماً.
 
حتى الوزير يتحسب من القيل والقال، ويعلم ماذا سيقال، ويقطع بأن البيع سيكون فى الأماكن غير المستغلة فى المساجد، يعنى بعيداً عن صحن المسجد، أفضل للوزير أن يقلع عن هذا المشروع الذى لن يقدم ولن يؤخر فى جهود الحكومة لسد حاجات المواطنين، وإذا كان وزير الأوقاف مصرّاً على دخول ساحة التموين، فعليه أن يكلف وزير التموين بخطبة الجمعة القادمة!!
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع