الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم ..الملك فاروق ينجو من محاولة اغتيال بتدبير من «ناهد رشاد»
  • ١٧:٠٧
  • السبت , ١٥ ابريل ٢٠١٧
English version

في مثل هذا اليوم ..الملك فاروق ينجو من محاولة اغتيال بتدبير من «ناهد رشاد»

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٤٨: ٠١ م +02:00 EET

السبت ١٥ ابريل ٢٠١٧

الملك فاروق و ناهد رشاد
الملك فاروق و ناهد رشاد

ذات يوم .. 15 أبريل 1952..

سامح جميل

كانت الساعة العاشرة مساء حين توجه الملك فاروق إلى منزل ناهد رشاد ليتناول العشاء، ويلعب الورق مع بعض أصدقائه، وحسب وصف مرتضى المراغى، «آخر وزير للداخلية قبل ثورة 23 يوليو 1952» فى مذكراته «شاهد على حكم فاروق» عن «دار المعارف - القاهرة»: «كان مدخل المنزل قليل الضوء يحجبه عن المنزل المجاور حائط مكلل بأشجار الياسمين، ولم يكن الحائط عاليا، ونهايته التى تؤدى إلى المدخل الداخلى للمنزل كانت مظلمة تمامًا، ولما نزل الملك من السيارة، لم يتقدم هو للدخول، بل سبقه رجل الحاشية الإيطالى بولى وتبعه الملك، وأطلق شخص كان فى الناحية الأخرى من الحائط النار، فأصاب بولى فى ساقه ونجا الملك، وفر الذى أطلق النار يوم 15 أبريل «مثل هذا اليوم» 1952».

يكشف المراغى رد فعل الملك قائلا: «أخفى الملك عن وزارة الداخلية الحادث، ولكنه طلب تعيين حارسين أحدهما أمام المنزل والآخر وراء الحائط، كما أمر بوضع أنوار فوق الحائط، ولكنى علمت بالحادث وتحريت، وعلمت أن مصطفى كان موجودًا فى القاهرة ذلك اليوم، وأنه غادر منزله الساعة التاسعة فى سيارة يقودها بنفسه، لأنه أخبر نهى تليفونيًا أنه سيخرج للنزهة، وأجابته نهى: «إن شاء الله ترجع سالما.اعمل حسابك وأنت بتسوق لأن الحوادث كثيرة»، ولم يتكلم مصطفى مع نهى بعد عودته، ولكنى علمت أنها ذهبت إلى منزله فى اليوم التالى وقابلته».

نهى التى يتحدث عنها «المراغى»، ويذكر صراحة فى مذكراته أنه اختار لها هذا الاسم حتى لا يفصح عن شخصيتها الحقيقية، هى ناهد رشاد حسب تأكيد «حنفى المحلاوى» فى كتابه «ناهد والملك فاروق» عن «مكتبة الدار العربية للكتاب - القاهرة»، أما «مصطفى» فهو« «اليوزباشى مصطفى
كامل صدقى»، فما الذى جمع الاثنين ودفع مصطفى إلى الإقدام على خطوة اغتيال الملك؟
يطرح «لمراغى» القصة من بدايتها حين قرر الملك نقل يوسف رشاد من سلاح البحرية، وكان يعمل فيه طبيبًا متخصصًا إلى القصر الملكى لإعجابه بشخصيته وقت قيامه بعلاج ومتابعة الملك فى مستشفى الجيش البريطانية بالقصاصين، الذى انتقل إليها لإصابته فى حادث تصادم أثناء قيادته السيارة على طريق الإسماعيلية يوم 15 نوفمبر 1943، وحسب المراغى: «لم يكن يوسف رشاد وحده هو الذى استولى على إعجاب الملك فاروق، فقد شاركته فى هذا الإعجاب أيضًا زوجته، التى اشتهرت باسم ناهد رشاد، وكانت سيدة صغيرة شقراء ذات عينين سوداوين كعيون نساء المغول، وتنحدر من أصل شركسى، وكنت مثل معظم نساء الشركس جميلة، وقرر فاروق أن يلحقها هى الأخرى بالقصر وتصبح وصيفة شقيقته فايزة، ولكن فيما بعد أصبحت من أقرب النساء إلى قلبه وأكثر الشخصيات تأثيرًا عليه».

أصبح يوسف رشاد منذ أن ألحقه فاروق بالقصر «شريكًا دائمًا فى الحاشية، التى تحيط بفاروق فى تنقلاته» حسب «المراغى»، وكان له الدور الأكبر فى تشكيل «الحرس الحديدى»، الذى ضم ضباطًا مهمتهم قتل من يريد فاروق قتلهم، وكان مصطفى كامل صدقى الشيوعى التروتسكى من هؤلاء الضباط الذين ضمهم «رشاد».

تواصلت علاقة ناهد بالملك وحلمت بالزواج منه «رغم أنها متزوجة» بأمل أنها ستصبح ملكة، وذلك بعد طلاق فريدة منه، وفى نفس الوقت كان إعجابها بمصطفى كامل صدقى يتسلل إليها، يقول المراغى: «شعرت ناهد بالضعف أمامه، فهى امرأة جريئة أمام الملك وكبار القوم يقبلون يديها وينحنون أمامها، أما هذا الضابط الصغير فإنه يغمزها ويلمزها، ومن ثم أخذت تشعر بأنه أقوى منها، وأنها أضعف منه، لقد أحست بانجذاب غريب ناحيته، وكان وجهها يحمر كلما التقى نظرها بنظره»، ويؤكد المراغى أنه ونظرًا لعدم تحقيق حلمها بالزواج من فاروق، الذى تزوج ناريمان قررت الانتقام منه، وكان مصطفى كامل صدقى هو أداتها فيما حدث يوم 15 أبريل، ويؤكد المراغى: «كان من بين التقارير، التى تعرض علينا أثناء عملى وزيرًا للداخلية نصوص الأحاديث المسجلة بين مصطفى وناهد، وفى فبراير 1952 استلفت نظرى حديث مسجل بينهما كان بالغ العاطفة والبذاءة معًا، كان يطلبها فى اليوم الواحد ثلاث أو أربع مرات، ويناجيها بغرام مصطنع وتناجيه بغرام لا يقل اصطناعًا»...!!