الأقباط متحدون - الخلوة الشرعية في السجون المصرية بين التطبيق واللاتطبيق
  • ٠٢:٢٤
  • السبت , ١٥ ابريل ٢٠١٧
English version

الخلوة الشرعية في السجون المصرية بين التطبيق واللاتطبيق

مقالات مختارة | اشرف عبد الحميد

٥٨: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ١٥ ابريل ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتب اشرف عبد الحميد
عندما يرتكب شخصا جريمة سواء كانت مخلة بالشرف كالقتل والاغتصاب والسرقة والاتجار في الواد المخدرة او كانت غير مخلة بالشرف كقضايا شيكات بدون رصيد او كمبيالات لشرائه شيئا وتعذر في السداد لظروفا خارجة عن ارادته وهناك من يسجن في جرائم ظلما وهذا لعدم قدرته على اثبات براءته من التهم التى نسبت اليه جميعهم عندما يسجونوا يدفعون ثمن جرائمهم من حياتهم وحياة من حولهم حيث انهم ليسوا هم المساجين فقط بل هناك اشخاصا اخرين يسجنوا معهم ولكن خلف اسوار السجون هناك اشخاصا يعانون من سجن ذويهم وهم خارج السجون نعم ان اسرة السجين هى من تدفع الثمن الاكبر وهى من تحاسب حسابا اكبر من المسجون ذاته نعم فحياة الاسرة كاملة تدمر لسجن فردا منها بل تنهار تماما حياة تلك الاسرة
تتأثر حياة الاسرة اقتصاديا اذا كان السجين هو العائل الوحيد لها اذا كان عائلا لابيه وامه لكبر سنهما او ان كان عائلا لزوجته وابنائه او كان عائلا لاخواته الصغار لعدم قدرة ابيه على العمل لعجز او كبر السن او غير ذلك وبالاخص ان كان من يعولهم في مراحل تعليمية مختلفة فأن سجن هذا العائل يؤثر عليهم وقد يتركوا التعليم كي يعملوان مبكرا لسد احتياجاتهم وايضا اذا كان للمسجون زوجة فهى من تتحمل العبأ الاكبر بعد سجن زوجها

فهى تعمل على توفير احتياجات ابنائها وايضا احتياجات الزوج المسجون نفسه فتتحمل هي كل تلك الاعباء على حساب نفسها واحيانا تلجأ الى الانحراف اللاخلاقي سواء هى او احد افراد الاسرة لسد احتياجات الاخرين,كما ان هناك حق شرعي لزوجة يغفله للاسف المسؤولين في مجتمعنا ولا يطبق الا لافراد بعينهم وهو الخلوة الشرعية حيث تواجه زوجات المساجين او تواجه المسجونات او المساجين انفسهم وهو الحرمان من الزوج او الزوجة وعدم اتاحة الخلوة الشرعية داخل السجون وبسبب ذلك تحدث العديد من المشكلات وتنتهى اما بطلب الزوجة للطلاق او لانحراف الزوجة وتنتشر قضايا الزنا بسبب تلك المشكلة وايضا ينتشر الشذوذ الجنسي بين المساجين والعلاقات الغير شرعية داخل السجون مما يؤدى الى انتشار الامراض والأوبئة بينهم ومن المساجين يلجأ للهروب بسبب تلك المشكلة كانت أول خلوة شرعية في السجون المصرية حدثت عام 1952 في عهد الملك فاروق عندما سجن وزير الحربية في ذلك الوقت اللواء حسين سري عامر بعد فشله على أيدي "الضباط الاحرار" في رئاسة نادي ضباط الجيش وفوز اللواء محمد نجيب، فتم ايداع اللواء سري السجن وطلب رؤية زوجته فسمحوا له بالاختلاء بها لتكون أول خلوة شرعية في مصر بالمخالفة للوائح السجن وهو ما انتقدته الصحف حينئذ واعتبرته تجاوزا وسلوكا مشينا.

أما أشـهر خلوة شرعية في السجون المصرية فكانت للشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لتنظيم "الجماعة الاسلامية" المحظور في مصر، والذي توفيفي السجن بالولايات المتحدة بتهمة التحريض على تفجير مركز التجارة العالمي، حيث قال شهود عيان من السجانين الذي عاصروا الفترة التي سجن فيها الشيخ عمر انه كان يختلي بزوجته داخل خيمة في فناء السجن، وانها أنجبت له أثناء سجنه صبيا واحتفل بذلك مع اعضاء الجماعة. وقد طبقت الخلوة الشرعية في العديد من دول العالم بما فيها كاليمن والسعودية والكويت والاردن وماليزيا تسمح بالخلوة الشرعية، وأن هناك تجارب في دول عديدة بعضها يعتمد علي توفير أماكن للخلوة الشرعية بجوار السجون تشبه الفنادق لقضاء الخلوة الشرعية فيها، أو العمل بنظام الأجازات بمعني إعطاء السجين أجازة يوم كل فترة للذهاب إلى منزله بحراسه أو بدون لقضاء الخلوة الشرعية ثم العودة وأن الدراسات تشير إلى تحسن سلوكيات المسجونين في هذه الحالات وتناقص عدد حالات الشذوذ داخل السجون.ومن اهم تجارب تطبيق الخلوة الشرعية تجربة المملكة العربية السعودية والتى تطبق ضمن اليوم العائلي في سجون المملكة واليوم العائلي في سجون المملكة.. برنامج إنساني واجتماعي فريد من نوعه على مستوى العالم.. يهدف إلى جمع الأسرة مع أبيهم في مكان مهيئ لاستقبالهم دون حواجز أو قيود.. يحصل اللقاء.. والسكن والمودة.. في أجواء معبرة.. فيها الحب.. والعناق.. والدموع..البرنامج قُصد منه مزيداً من الاستقرار الأسري في حياة السجين، وطمأنة لنفسيته المتألمة من العقوبة.. والرغبة في تهذيب سلوكه وإصلاح الخطأ وعدم الرجوع إليه.. البرنامج هو أيضاً حفظ لأسرة السجين من الضياع، وتحويل السجون إلى دور إصلاح بدلاً من دور للعقوبة.. البرنامج كذلك فرصة للراغبين في عمل الخير لتبنيه في سجون المملكة، سواءً في إقامة مشروعات جديدة أو تطوير أخرى قائمة..الرياض» زارت عدداً من السجون في المملكة، والتقت عدداً من السجناء المستفيدين من البرنامج، حيث اشادوا بهذا البرنامج والقائمين عليه، مؤكدين انه برنامج إنساني لا يشعر به إلا من هو خلف القضبان، حين ينتظر الفرصة للقاء زوجته وأطفاله في مكان واحد، ويقضي معهم يوماً كاملاً يحصل فيه الخلوة الشرعية.. وتناول الطعام سوياً.. وتبادل الأحاديث الخاصة داخل غرف تتمتع بالخصوصية الكاملة

نتمنى ان يتم العمل على تطبيق الخلوة الشرعية في السجون المصرية حتى نعطى للزوجة حقها الشرعي وايضا حتى تنتهى ظواهر الاختلاط الجنسي والتعامل الجنسي الخاطئ والمحرم بين السجناء مع وضع قواعد ومعايير وانشاء اماكن مجهزة لتطبيقها حتى لا يكون هناك حرج للزوجة
منطقة المرفقات
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع