الأقباط متحدون - اكتشاف ديانا جوزيف نيقولا
  • ٠٤:٢٢
  • الجمعة , ١٤ ابريل ٢٠١٧
English version

اكتشاف ديانا جوزيف نيقولا

مقالات مختارة | بقلم مفيد فوزي

٢٩: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ١٤ ابريل ٢٠١٧

مفيد فوزي
مفيد فوزي

حينما أحاور شخصية ما، أهتم بالتفاصيل، لأن الإنسان فى نهاية الأمر هو حفنة تفاصيل صغيرة، عادات وطقوس. ورغم أنى فضولى ولدىَّ شغف بمعرفة التفاصيل، لكنى لا أفصح عن كل ما أعرفه. لقد قلت عن عندليب الغناء ثلث ما أعرفه واحتفظت بالثلثين، فهو وحده صاحب الحق فى الإفصاح عنه. لقد علمنى الناقد الكبير الراحل مدحت عاصم ألا «أسطو» على حياة الفنان أو أكشف جروحه لأحتفظ بصورته الجميلة أمام الناس. أقدم الصورة دون الظلال. وكم قمت بتقليم أظافر فضولى وأنا أحلم بمحاورة أم كلثوم ولكن ذلك لم يحدث إذ وصفتنى إحدى صديقاتها المقربات بأنى «حشرى جداً» فرفضت دائماً فكرة الحوار معى، رغم أن فيروز وافقت على الحوار التليفزيونى معى عند سفح الهرم ولم يتم المشروع لظروف تعاقدية مع المتعهد بالحفل الذى جاءت من أجله. وكنت قد أجريت حواراً مطولاً معها فى الأردن إبان مهرجان جرش. كنت أتمنى محاورة عاصى الرحبانى، لكنه مضى دون أن أعرفه. كنت أتمنى محاورة رياض السنباطى ولكنه مضى دون أن أعرفه. ورغم ذلك أعتز بالحوارات التى أجريتها مع عمالقة فى الأدب والفكر والعلم والفن تضاف حقاً إلى جهدى ورصيدى ككاتب. فمازال الحوار عندى رياضة فكرية أمارسها بين حين وآخر حتى أشتاق. وأعترف أنى اشتقت لاكتشاف صاحبة الصوت الجبلى الجميل العذب فى قوته المغموس فى صفاء، صوت «ديانا حداد» البيتوتية التى تسكن أحد أحياء دبى الراقية وتحمل جنسية دولة الإمارات العربية. كنت قد تعرفت عليها فى إحدى زياراتى للإمارات ولاحظت أنها امرأة خجولة وصوت منخفض «!» وقلقة- كأم- على أولادها. ذلك المساء تكلمت أكثر منها وأحببت أن تعرفنى عملاً بالعبارة الخالدة «تكلم حتى أراك»، تكلمت وفضفضت وكنت أتحدث عن قلقى على ابنتى حنان وهى طفلة وصبية حتى وهى زوجة ولها ابن «حفيدى». يبدو لى أننا- ديانا حداد وأنا- تلاقينا عند نقطة «القلق على الأولاد» وسافرت إلى مصر ولكنها تركت فى نفسى انطباعاً بالدماثة والرقى وجنون الفنان المروض!

الانطباع عن ديانا حداد أنها قليلة الأسفار والسُفْرة الواحدة لأيام محدودة. عاقلة جداً ومحاطة بسياج من صنعها هى. تقيم حساباً لكلام الناس. حرفتها الغناء ولا شىء قبله أو بعده. تخاصم المغامرات غير المحسوبة وتكره الافتعال وتمقت الفضائح المؤدية إلى سوق الإعلان للانتشار.

وفى آخر زيارة لى للإمارات كنت قد أخبرتها قبل موعد سفرى بأسبوعين أنى «مشتاق لاكتشافك» وردت بالموافقة بعبارة «نتواصل». وقد تواصلنا حتى اختارت مقهى يواجه البحر فى الشارقة وكأننا نجلس سوياً على ضفافه. جلست أنتظرها بعض الوقت بصحبة «حلمى» مدير أعمالها، الفارس الذى يحافظ عليها إلى حد الحياة داخل بيت مقطر وهواء معطر. قلت له قبل أن تصل ديانا «لماذا حضورها على ساحة الغناء محدودا بالقياس إلى مطربات أخريات؟» رد حلمى: هل أصابعك مثل بعضها؟ وهل بصمات الأصابع متشابهة عند كل الناس؟ ست ديانا هيك. أعجبنى رده وأعجبنى وصفه بـ«ست» من باب الاحترام. كان من الممكن أن ينطق اسمها دون لقب «ست» ولكن يبدو لى أن من أهم ما عرفته عن ديانا حداد أنها تفرض الاحترام على الآخرين.

وجاءت ديانا حداد تلميذة سميرة توفيق فى مدرسة الغناء. جاءت فى ملابس بسيطة وأنيقة ونظارة شمس جميلة كأنها طالبة بالجامعة الأمريكية بالشارقة، لا ينقصها سوى كتب وكراسات محاضرات ولاب توب للبحث. تصافحنا بحرارة ومن الوهلة الأولى رأيت «إشراقاً يمنح طاقة إيجابية» اختارت للجلوس ركناً هادئاً يسمح لنا أن نتحاور وجلس مدير أعمالها فى ركن آخر حتى يتيح لى اكتشاف ديانا حداد. لماذا قلت لها مشتاق لاكتشافك؟. لأنى عندما أتكلم عنها أو أذكر اسمها يقولون «هى فين؟» والبعض يصارحنى «ليه مش مطأطأة؟» وآخرون يتساءلون: «لها غنوة عاملة ضجة؟» الحق أقول لكم قررت أن أصارحها بآراء الناس فربما لا يصارحها أحد. ربما يجاملها من يقابلها ويهزه لطفها ورقتها الشديدة ونبرة صوتها الآسرة.

لكن يظل السؤال: لمن تغنى ديانا حداد؟ للشباب أم للبنات أم للأطفال؟.. وما هى توليفة الغناء عندها؟.. أتذكر فى إحدى رحلاتى قبل المغادرة للإمارات أرسلت إليها مجموعة دواوين شعر لتغرق فى بحور القصائد وتهوى قصيدة تغنيها.

■ أحب الكرة جداً!
قلت لديانا حداد: هل تفضلين السؤال، قالت: أرحب به عندما أجيب عليه بأى إضافة ولكنى عموماً أفضل الاستماع ولا أفضل أن أحبس نفسى فى قاعدة مش عارفة شو عم بيصير حوالىَّ. أنا متأكدة إن لكل مجال مقاما. أصارحك أنى أحب القراءة وإضافة معلومات جديدة، الفنان يتجمد إذا حبس نفسه فى قالب الشغل. المهم أن يقرأ ويرى ويسافر ويقابل ناس.. أنا عندما أعثر على معلومة على الواتس أبعتها لكل الناس مابحصرها لإلى.

سألت ديانا: لماذا اخترت هذا المكان؟.. قالت: الزمن اللى عشته مع أهلى بالجبل فى لبنان، يمكن لأنهم رحلوا فدايماً فى حنان واشتياق لذكريات تأخذنى إلى الطبيعة. وأنا أحب الأماكن التى أرتاح فيها ذهنياً من ضغوط فى حياتى. لا تنس أنى الأب والأم منذ كنت فى السابعة عشرة. نعم تزوجت صغيرة وأصبحت أما فى سن مبكرة وصرت نجمة بنفس العمر فاختلطت الأمور علىَّ. ومجرد ألاقى وقت لنفسى لحالى فى حضن طبيعة أو فى ظل جبل أو بجوار نهر أو خضار تجدنى فى الحال منجذبة له. أحياناً المكان يملؤك بعبق الذكريات وأحياناً يمكن يخفف عليك ضغوط الحياة. بالمناسبة أنا لا أستطيع الحياة فى هدوء قاتل ولا أميل أيضاً للصخب الشديد، يمكن بنشعر فى رؤوسنا بالصخب أكتر من صخب الشارع. قلت لديانا: هل الملل يزورك؟ قالت: الملل رفاهية وأنا لم أصل بعد لهذه المرحلة. «فأنا منذ الصباح الباكر ست بيت أدير شؤون بيتى. صحيح عندى طباخة علمتها الأكل اللبنانى والأكل الخليجى وباتابع أمور بناتى ودراستهم وأكلهم ولبسهم وعندى وقت للرياضة. أحب مسلسلات جميلة تركية أتابعها. باحاول لا أصل لمرحلة الملل. وإذا دق الملل على بابى دعوته للدخول إلى غرفة التأملات. أنا بيتوتية بامتياز والناس تتصور أن حياة الفنان ليل وصخب وسهر. بالعكس، إذا سهرت أسهر فى بيتى، وأنام فى الواحدة والنصف إذا كان عندى حفلة أو تسجيل جديد. ومن الممكن أتجاوز الواحدة والنصف إلى الفجر لو كانت هناك مباراة كرة قدم مهمة والعالم يتابعها. ساعتها «ياخدنى الماتش من الهموم والضغوط». قلت لديانا حداد: مم تخافين؟

- أنا إيمانى قوى جداً برب العالمين وأؤمن بالقدر وبالنهاية. أؤمن بالمقدر والمكتوب وأدرس حالياً علم الطاقة الذى يجعلك تنظر نظرة إيجابية لكل الأمور، فأنا بحاجة إلى قوى داخلية تمنحنى السيطرة والكنترول فى أمور الحياة بدءاً ببناتى وحياتى المهنية.

■ أنا من جيل الراديو!
قلت لديانا: هل أستطيع أن أقترب أكثر وأسألك عن حياتك الشخصية؟.. قالت: اسأل! قلت: منذ كم سنة عشتِ الأب والأم؟ قالت: منذ وقت بعيد. وللعلم حتى كنت زوجة، كنت مشرفة على كل شىء لأن تركيزه بعمله. قلت: أنا لا أعرف زوجك؟ قالت: سهيل عبدول من أوائل مخرجى الخليج وأنجحهم وقدم برامج فنية. كان يكبرنى بـ17 سنة حين تزوجنا ولم أشعر بالفارق لأنى أفضل الرجل الناضج. وعندى منه بنتان واستمر زواجنا 14 سنة باعتبرهم سنوات نجاح واحترام بعيدة عن المشاكل. أحيطك علماً أنه أول شخص كان داعماً لى بعد أهلى لأننا كنا فى نفس المجال. قدمنا معاً أعمالاً ونجحنا سوا ولكن فى الفترة الأخيرة انشغل بعمله.

قاطعتها: هل الانشغال عنكِ يضايقك؟.. ضحكت كطفلة بضفاير وقالت: مع أنى فى بعض الأحيان أحب الوحدة. لكن هو إنسان عملى جداً جداً وأنا برج الميزان رومانسية جداً وهو من برج الجدى فكيف قضينا الأربعتاشر سنة؟.. مش عارفة. غيرت الموضوع بسرعة: من أين لك هذا الصوت الجبلى وأنت من عصافير الغناء؟ قالت ديانا: أنت كتبت عنى يوماً «هذا الصوت الجبلى الذى هز أعمدة بعلبك» يجب أن تعلم أن الصوت القوى وراثة. أبى كان يملك صوتاً جميلاً وكذلك عماتى وهن بارعات فى غناء الموشحات الأندلسية والقدود الحلبية وعبدالوهاب. كنا نسهر مطلع كل شهر نسمع أم كلثوم ولا تنس أنى من جيل الراديو. ومن المهم أن تعرف أنه فى لبنان وسوريا والأردن أصوات تتميز بالمساحة العريضة القوية وأصحاب الصوت الجبلى يغنون المواويل والعتابا والميجانة بينما صوت ماجدة الرومى يميل أكثر للأداء الرومانسى الكلاسيكى. الصوت الجبلى مرتبط بالمناطق الجبلية ببلاد الشام وخصوصاً فى لبنان «عاصى الحلانى ونجوى كرم» ومرتبط بالضيعة. وأنا كما تعلم من جنوب لبنان حيث الطبيعة والصوت القوى وأنا اتربيت على صوت وديع الصافى الأستاذ والست سميرة توفيق ولاتزال تربطنى بها صداقة. قلت لديانا: هل أسرتك رحبت بك مطربة؟.. قالت: والدى كان معارضاً فى البداية ورافضاً للمبدأ. ولكن لما قدمت لستديو الفن وكان عمرى 14 سنة وكنت أصغر موهبة أنا ووائل كفورى واليسا ومعين شريف وكانت لجنة التحكيم مكونة من 14 فرداً فى جميع التخصصات وكنت باغنى موال وطلعت الأولى على محافظة الجنوب والثانية على لبنان. كان اسمى وقتها ديانا جوزيف نيقولا حداد واختصر الاسم ديانا حداد.

■ صداقات الفن لا تدوم!
قلت لديانا حداد: كيف طورت من أدائك كمطربة؟

قالت: أصبحت أهتم باللفظ والإيقاع الموسيقى للكلمة ودرست اللغة العربية ولا تنس أن لغة أهل الخليج منحازة للغة العربية.

قاطعتها: لماذا لم تستهوكِ القصائد؟ قالت: غنيت أوبريتات ولم أفكر فى القصائد؟ ربما لأن القصيدة تحتاج رومانسية كلاسيكية وأنا أعتز أن لونى الغنائى لا ينافسنى فيه أحد.

سألت ديانا عن الصداقات فى حياتها.. فقالت: صداقات الفن لا تدوم. هناك الغيرة والتنافس. لا توجد صداقة عميقة ممتدة إلا نادراً. وزمان كانت الصداقات قائمة وأفضل. كان المناخ يسمح بهذا السخاء فى المشاعر أما الآن فالمصالح تحكم كل شىء، الآن اختلط الحابل بالنابل أنا احترمت عبدالحليم حافظ وأحببت صوته وكان أجمل الأصوات العربية ولم يكن باستطاعتى أن أغنى شيئاً من أشعار نزار قبانى. إنها تجربة لم أعشها بعد. ربما أنا لا أريد أن أخرج من منطقة صوتية تميزت بها ونجحت وربما خائفة من المغامرة وأنا شديدة الحرص على استمرارية حب الجمهور لى، مع أنه يجب أن أعرف رغبات الناس «شو بتحب» ومن الممكن أن أطرح السؤال بصيغة أخرى «شو بتحب الناس من ديانا...؟» وهذا مهم بالنسبة لى. أنا من المطربات اللائى يتقن قراءة الناس. أنا مثلاً عندى غنوة باللهجة العراقية اسمها «أنا الإنسان» صورتها فى بداية حرب لبنان وغنيتها فى الجزائر ولبنان وممكن تتذاع فى سوريا وليبيا. لازم تكون البلد بتعانى من أزمات وحروب والحقيقة الناس «بدها الفرح» حتى القصيدة الطويلة الناس لا تعطيها الاهتمام. أتحدث عن شريحة من الشباب يريدون أغنية سريعة أقصاها 7 دقائق. أضف إلى هذا «الدعم الإعلامى» للمطرب ولا تنس واحد قاعد بالبيت بيشغل الكاميرا ويقول غنوته على التويتر والانستجرام وخلاص صار عنده متابعين. ماذا أقول لك؟.. هل هذه معادلة عادلة بعد 20 سنة شغل وكفاح وسهر وتعب. أصبح من خلال شاشة تليفونك توصل للعالم. الوضع للغناء صار أصعب. أنا أتمنى أن أغنى قصيدة فيها حب وتفاؤل تنقل الفرح للناس.

قلت لديانا حداد: يا صاحبة الصوت الجبلى الفصيح القادم من وراء الغابة والزهور والشمس: يوم غنيت مع عاصى الحلانى كانت بهجة للسامعين ومتعة للمشاهدين، لماذا لا تعودين للطبيعة كما عودتينا تتسلقين التلال وتركبين العجلات وتغنين بالجينز. أنت فريدة فى ظهورك، بسيطة وجميلة.. لماذا لا تخرجين من كهف الضغوط وسيف الحرص والحذر. إن مصر لم تسمعك بجد. نعم، أنت محترمة وصاحبة مبادئ وأم من نوع يتفانى فى أمومته. كل عبارة تنطقين بها تضيفين كلمة «بناتى» لماذا لا تغامرين بجديد يكسر كل القوالب. أسألك يا سيدتى عن حجم الجنون لديك..؟

■ زوجى الأول والأخير!
صمتت ديانا وتكومت كالقطة فى مقعدها وخلعت النظارة الشمسية ثم عادت تقول لى: أنا مجنونة وجريئة بس بحدود اللى اتربيت عليه وبحدود قناعاتى، أنا قبل دراستى للتنمية البشرية كنت أهتم بآراء الناس وهذا من مبدأ احترام الناس لى. الناس تقول عنى «صوتها جميل وإنسانة محترمة».

قلت لها: الجنون فى الفن مشروع، أجمل الأغانى وليدة جنون.

قالت: الاحترام يقيدنى.

قلت: مغامرات الفن احترام للفنان.

قالت: تربيتى محافظة للغاية واسترحت لإحساس الناس إنى محترمة. يكفينى هذا.

قلت: ولكنك فنانة ولك دور. أنت لست مُدرسة ولا إخصائية اجتماعية. ثم إن الغناء الجميل رسالة فرح.

قالت: أنا متصالحة مع نفسى.

قلت: ليست هذه دعوة لخصام النفس ولكن إمكانيات صوتك عريضة ولا تستثمرى منها إلا مساحة صغيرة. اغفرى لى هذا الاقتحام. إن هذا الحوار هو محاولة أمينة لاكتشاف ديانا جوزيف نيقولا حداد.

ردت بصوت فيه نبرة شجن: ما احبش أغلط ودائماً حريصة. لقد عشت معاناة لأصل إلى هذا الوصف: الاحترام.

قلت لها: لفت نظرى أنك تتكلمين عن زوجك الأول باحترام.

قاطعتنى: الأول والأخير. ما باتخيل أن أدخل حدا على بناتى وما بتخيل أنى مع حدا بالبيت. اتعودت من 9 سنين أنى لحالى باكل واشرب وأنام وقت ما باريد ومعظم وقتى مع بناتى وحياتى لهم.

سألتها: هل يكتب المؤلف بعضاً من أفكارك للغناء.

قالت: أحياناً وليس دائماً.

سألتها: من أصحاب الأصوات الجميلة عندك؟

أجابت بحذر: يتعدوا على الأصابع. وأضافت قبل عشرين سنة كان الفن فن وإحنا فى تدهور فنى ووسائل التواصل الاجتماعى لها تأثير سيئ على الفن رغم نواحيه الإيجابية على الحياة.

قلت لها فجأة: وجهك طفولى ولا يشى بعمرك.

ردت: التصالح مع النفس نعمة. والصفاء بيد الله وربنا ما خلق الجاذبية عبث وإلا كنا طايرين دلوقتى فى علم الطاقة أن الإنسان إما يترك انطباع إيجابى أو العكس وده ناتج عن اللى جوه لابد تحب نفسك لتحب الآخرين وتقدم لهم الخير.

قلت لها: ما اسم مطرب أو مطربة دخلت ملف اهتمامك.

قالت ديانا دون أن تفكر: صوت ذكرى- الله يرحمها- لن يتكرر وطيبة قلبها. قدمنا معاً «الحلم العربى» وحبيت ذكرى.

■ حريصة ولست حذرة!
قلت لديانا حداد: مصر فى حياة ديانا حداد قليلة الحضور، قليلة الحفلات. قليلة الرؤية!

قالت: ليست مصر فقط، أنا قليلة الرؤية فى كل الأماكن حتى لبنان بلدى، وكذلك الإمارات التى أحمل جنسيتها.. ليه؟ نرجع لنقطة التواصل الاجتماعى قربت كتير الفنان من جمهوره ومحبيه، فلما أشوفك باستمرار تدفع للملل. ولست مضطرة أصل لهذه المرحلة. ليش أحرق صورتى؟!

قاطعتها: هل تحبين الندرة؟

قالت: حريصة على صورتى وعلى احترام الناس لى. جمهورى يدخل معادلة الفن فى حياتى. ولو هاطلع فى برنامج أحاسب نفسى ماذا يضيف لى وأعرف لفين هياخدونى.

قلت لديانا: لماذا توقفت سعاد الصباح عند صوت ذكرى؟

قالت: لأنها بتفهم وتميز. لو غنت ذكرى غربى مثل سيلين ديون ووتينى هيوستن بتاخد العقل.

سألت ديانا: هل أنت انطوائية؟ ردت: بحدود معينة.

سألتها: هل تقرئين الناس جيداً؟

قالت: أنا كتير طيبة مع الناس وأكلت «ضروبة» من الناس على طيبتى وياما حصل لى استغلال. الناس بتفكر فى الطيب إنه أهبل. مايعرفوا إن الطيب قوى ومتسامح. وعندى نقطة مهمة أصارحك بها «إن كشيت من حد مااحبش أواجهه مرة تانية».

قلت لديانا: انت متحفظة. قالت: بعض الشىء.

قلت لها: حذرة؟ قالت: حريصة.

قلت لها: هل أنضجتك تجارب الحياة؟

أجابت: تحملت المسؤولية من صغرى ولم أكن بالمواجهة. كان زوجى بالواجهة، هو من يتعامل مع الناس ومؤخراً طلعت من قوقعتى. أحب الهدوء وأحياناً أحب الجنون. هكذا برج الميزان يتقلب مع أنه عادل جداً. مرة أكون رايقة ومرة عصبية.

قلت لها: بتسيطرى على أمورك؟

قالت: السيطرة ضرورية وإذن كل كلمة أسمعها وأفكر فى كل كلمة أنطقها. وأنا عفوية مع المقربين منى.

قلت لديانا حداد: طريقتك فى الحياة خسرت بسببها فرصا كثيرة كمطربة؟

قالت على الفور: صح. بس ضياع الفرص بسبب التملق ولا أحبه ولا عمرى مسحت جوخ. أعتز بكرامتى، هيك اتربيت.

قلت لديانا: هل لك أخوات؟

- أخت أصغر منى و3 شبان.

سألتها: هل تخططين لحياتك؟ قالت: أكيد والباقى على الله.

سألتها: هل القريحة العربية نضبت؟

قالت: فى الكلمة والأفكار.

قلت: هل تشعرين بالرضا عن نفسك؟

قالت: نعم رغم المطبات.

ماذا فيك؟

قلت لديانا حداد صاحبة الصوت الفصيح المعطر:

- ماذا فيك من العصفورة؟

قالت: حب السلام والترحال الدائم داخل النفس.

- ماذا فيك من الحصان؟

- قالت: الصبر والكبرياء والشموخ.

- ماذا تعشقين من الألوان؟

- قالت: الأخضر، لون النماء.

- هل اكتشفت ديانا جوزيف نيقولا حداد؟.. سألت نفسى.

وقلت: اكتشفت الصورة.. وتبقى الظلال!!

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع