الأقباط متحدون - فى معركة الإرهاب.. تخلص من سلاحك القديم
  • ١١:٣٢
  • الجمعة , ١٤ ابريل ٢٠١٧
English version

فى معركة الإرهاب.. تخلص من سلاحك القديم

مقالات مختارة | خالد منتصر

٥٦: ١٠ ص +02:00 EET

الجمعة ١٤ ابريل ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

كما نجدد سلاحنا العسكرى بطائرات «رافال» وفرقاطات «فريم» ودبابات «أرماتا»، لا بد أن نجدد سلاحنا الفكرى ضد التطرف ولمقاومة الإرهاب بأسلحة حديثة وأفكار مبتكرة وبإيقاع أسرع وأكثر سخونة، الوجوه نفسها التى صنعت الفكر التحريضى نجدها على الشاشات تحلل لنا وتبحث عن الحل وترشد الدولة للخلطة السحرية لمقاومة الإرهاب!!

بعد تفجير الكنيستين وجدنا السادة الأفاضل كمال حبيب ونبيل نعيم وناجح إبراهيم على ثلاث فضائيات مهمة غير محسوبة على المعارضة فى التوقيت نفسه يقدمون لنا روشتة العلاج، على عينى وراسى تقديمهم كأفراد تابوا عن التفكير الجهادى التكفيرى، مستعد أن أقتنع بأنهم قد عدلوا مسارهم ولن ندخل فى النيات وبالنسبة لقبول توبتهم فهو شأن إلهى خاص سيفصل فيه الرب، لكن كل هذا لا يعنى أن هؤلاء ومن على شاكلتهم ويقف فى طابورهم هم من يملكون الرؤية والحل، ويوجهون عبر الأثير الأدمغة وقرارات المسئولين واتجاهات الرأى العام!

على سبيل المثال، قال الأستاذ كمال حبيب على قناة «dmc»، يوم الانفجار، إن العلمانيين بهجومهم على الشيخ محمد حسان هم السبب فى استفزاز هذا الانتحارى الذى فجر المرقسية!!

تحليل يلتف على كل الحقائق الواضحة الدامغة التى تحمّل دعاة السلفية الوهابية مسئولية نشر هذا الفكر التكفيرى الذى أكل الأخضر واليابس وصحّر الوجدان والروح وغسل الأدمغة وزيّف الوعى وليسمح المفكر الخبير حبيب بأن يدلنى على علمانى واحد ذبح حتى فرخة!!

أما الكارثة الكبرى فكانت حين استعان الإعلامى أحمد موسى بالشيخ الأزهرى عبدالله رشدى وهو الذى أفتى فى مناظرته مع إسلام بحيرى بزواج بنت الست سنوات إذا كانت مربربة وملظلظة وتطيق الوطء والنكاح!!، استعان به لكى يقدم لنا رؤيته المستنيرة لحل مشكلة الإرهاب والفتنة الطائفية العنصرية، بدأ المستنير عرض خطته الفكرية اللوذعية الرهيبة بتوصيف المسيحيين بلفظ الكفار!!، وعندما اعترض «موسى» أدخلنا الشيخ الأزهرى المجدد فى معضلات لغوية عن معنى الكافر وأنها كلمة عادية جداً وان المسيحى ما دام مؤمناً بالصليب وليس مؤمناً بسيدنا محمد فهو كافر... الخ، نفس الخطاب الداعشى فوتوكوبى، الفرق فقط هو أن الشيخ رشدى يلبس بدلة سينييه slim fit وكرافت كارتييه وساعة رولكس بينما يرتدى أبوبكر البغدادى الجلباب وفى جيبه السواك وعلى رأسه العمامة الأفغانية القندهارية!!

ليس المهم يا شيخ عبدالله المعنى اللغوى لكلمة كافر فمن يسمعون فضيلتك لا يحملون مختار الصحاح بل يحملون تراثاً طويلاً من معانٍ راسخة لتلك الكلمة التى تعنى تحقير الآخر وكراهيته واستباحته، ولا نريد لفاً ودوراناً وتلاعباً بالألفاظ، المهم دلالة الكلمة عند من يسمعك وتشحنه بتلك الكلمة، المهم معناها فى القاموس الشعبى المصرى والإسلامى عموماً وليس معناها فى القاموس المحيط، أليست هناك أحكام تملأ مجلدات عن قتل الكافر، أليس ابن تيمية وهو المرجع المعتمد لهذا الانتحارى يملأ كتاب فتاويه بأسباب ومبررات قطع رقبة الكافر، هل سنظل نجادل الانتحارى فى حصة لغة عربية من فضيلتك ليفهم مقصدك ونأتى له وهو يرتدى حزامه الناسف لنقنعه بعزومة فى مجمع اللغة العربية للحوار حول الأصل اللغوى لكلمة الكافر؟!، لا بد أن نقتنع بأن غيط الحصرم ومشتل الصبار لن يمنحنا الفل والياسمين أبداً، وأن الديناصور لا يمكن أن نقاتله بالنبلة!
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع