الأقباط متحدون - مساجين خارج أسوار السجون
  • ٠٩:٥١
  • الخميس , ١٣ ابريل ٢٠١٧
English version

مساجين خارج أسوار السجون

مقالات مختارة | كتب: اشرف عبده

٣٥: ١٢ م +02:00 EET

الخميس ١٣ ابريل ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عندما يرتكب شخصا جريمة سواء كانت مخلة بالشرف كالقتل والاغتصاب والسرقة والاتجار في الواد المخدرة

او كانت غير مخلة بالشرف كقضايا شيكات بدون رصيد او كمبيالات لشرائه شيئا وتعذر في السداد لظروفنا خارجة عن إرادته. 

وهناك من يسجن في جرائم ظلما وهذا لعدم قدرته على إثبات براءته من التهم التي نسبت اليه

جميعهم عندما يسجونوا يدفعون ثمن جرائمهم من حياتهم وحياة من حولهم حيث انهم ليسوا هم المساجين فقط بل هناك أشخاصا اخرين يسجنوا معهم ولكن خلف اسوار السجون

هناك أشخاصا يعانون من سجن ذويهم وهم خارج السجون نعم ان أسرة السجين هى من تدفع الثمن الأكبر وهى من تحاسب حسابا اكبر من المسجون ذاته .نعم فحياة الأسرة كاملة تدمر لسجن فردا منها بل تنهار تماما حياة تلك الأسرة.

تتأثر حياة الاسرة اقتصاديا اذا كان السجين هو العائل الوحيد لها اذا كان عائلا لابيه وامه لكبر سنهما او ان كان عائلا لزوجته وابنائه او كان عائلا لاخواته الصغار لعدم قدرة ابيه على العمل لعجز او كبر السن او غير ذلك

وبالأخص ان كان من يعولهم في مراحل تعليمية مختلفة فأن سجن هذا العائل يؤثر عليهم وقد يتركوا التعليم كي يعملوان مبكرا لسد احتياجاتهم وايضا اذا كان للمسجون زوجة فهى من تتحمل العبأ الأكبر بعد سجن زوجها فهى تعمل على توفير احتياجات ابنائها وايضا احتياجات الزوج المسجون نفسه فتتحمل هي كل تلك الاعباء على حساب نفسها واحيانا تلجأ الى الانحراف اللاخلاقي سواء هى او احد افراد الاسرة لسد احتياجات الآخرين

تتأثر حياة الاسرة اجتماعيا حيث ينفر منهم من حولهم وهذا لان المجتمع الذى نعيشه لا يتقبل الاخريين فسمعة المسجون وارتكابه الاخطاء التى ارتكبها تكون وصمة عارا على جبين الاسرة كلها فجميع من حولهم سواء اقاربهم او جيرانهم او اصدقائهم ينفرون منهم جميعا والاسرة للاسف تعيش بين الاخرين وكأنها وحيدة او في عالما اخر

الابناء يتركون المدارس والجامعات لمعاملة زملائهم ومدرسيهم لهم معاملة سيئة

الولد او البنت تنهار زيجاتهم بسبب سجن والدهم

الاسرة جميعها لا يتقبلها احد في المجتمع

تتأثر حياة الاسرة ايضا نفسيا وعصبيا حيث ان معاملة الاخرين لهم تجعلهم يعيشون في عزلة ولا يرغبون هم في التعامل مع احد وتنتشر بينهم العصبية والحزن المستمرين

كيف يؤخذ هؤلاء بذنبا لم يرتكبوه فحقا المساجين خارج السجون وليسوا داخلها وهؤلاء من يعيشون مرارة السجن اكثر ممن داخله

يجب ان نتكاتف جميعا ونسعى لاعانتهم والعمل على اعادتهم للمجتمع وعدم عزلتهم عنا فهم ليسوا مذنبين بل المذنب هو من يتجاهلهم ،اذنب في حقهم شخص فلا يذنب في حقهم مجتمع اعينوهم أعانكم الله.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع