المجند سيد عرفة الذى أنقذ قائده: ليس مجرد ضابط.. بل أخ أكبر

لم يتوقف المجند سيد عرفة لحظة واحدة ليفكر فيما يفعل فى مثل هذا الموقف، وقفز دون تردد من سيارة الشرطة المتوقفة قرب الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، متوجهاً إلى الداخل، رغم النيران والأدخنة الناتجة عن الانفجار الإرهابى، بمجرد سماعه بالتفجير الإرهابى الذى استهدف الكنيسة، وكل ما كان يفكر فيه أن يجد قائده العميد شريف الحسينى، الذى يعمل «عرفة» سائقاً لسيارته منذ عامين و4 أشهر.

انتشل العميد «شريف» من بين الجثث
«عرفة» ذو الـ23 عاماً، لخص ما حدث قائلاً: «عندما سمعت دوى الانفجار، كنت جالساً فى السيارة، فخرجت مسرعاً لأبحث بين الجثث الملقاة على الأرض، وعندما لمحت العميد شريف، حملته بمساعدة بعض الناس، ثم نقلناه للسيارة، وتوجهت بسرعة إلى مستشفى الشرطة لإنقاذه».

التصرف السريع للمجند كان من أبرز أسباب إنقاذ حياة الضابط، بعدما ترددت شائعات عديدة عن استشهاده فى التفجير، يقول «عرفة»: «الحمد لله الذى قدرنى على إنقاذ العميد شريف، وهو بالنسبة لى ليس مجرد ضابط أعمل معه، بل أخى الأكبر، ومكانته كبيرة فى قلبى، وأنا أعمل معه منذ أكثر من عامين». وعن اللحظات السابقة للانفجار، قال: «وصلنا الكنيسة الساعة 5 بعد الفجر، وتوقفنا أمام الباب، وتوجه العميد شريف للداخل لمباشرة عمله، بينما بقيت بالقرب منه على يمين الباب حتى 9 صباحاً، عندما طلب منى إرجاع السيارة 20 متراً إلى الخلف، ثم ذهب إلى الجهة المقابلة للكنيسة للجلوس بجوار العميد نجوى الحجار، وباقى الضباط». وأضاف «عرفة»: «استأذنت العميد شريف أن أبقى داخل السيارة حتى أنفذ أى أمر فى حال احتياجه لى، ثم فوجئت بوقوع الانفجار، وعندها أسرعت إلى الموقع، ولم يكن يشغلنى سوى إنقاذ العميد شريف، وظللت أبحث عنه حتى تمكنت من العثور عليه، وطوال الطريق للمستشفى كان يردد: الحمد لله».