الأقباط متحدون - القرار المنتظر
  • ١١:٤٠
  • الاثنين , ١٠ ابريل ٢٠١٧
English version

القرار المنتظر

مقالات مختارة | بقلم نيوتن

٤٤: ٠٧ م +02:00 EET

الاثنين ١٠ ابريل ٢٠١٧

الدكتور طارق شوقى
الدكتور طارق شوقى

القرار المنتظر الذى لم تتخذه الدولة بعد. أتمنى أن تشرع فى اتخاذه. لاسيما أنهم اليوم لديهم وسيلة قد لا تتكرر. قد لا تستمر. ممثلة فى الدكتور طارق شوقى وزير التعليم الحالى. يتعلق بالثانوية العامة. أهم حلقة من حلقات التعذيب فى مصر. حياة المصريين تدور حول الثانوية العامة. أصبحت هدفا وليست وسيلة. تحتل كل بيت فى مصر. إذا كان الاحتلال الإنجليزى فى الثكنات فقط. فإن مشكلة الثانوية العامة تحتل كل أسرة فى مصر.

يشب الطلبة على الدروس الخصوصية منذ طفولتهم. عملية مُحزنة تسحل الأسر وهى تدفع بكل ما تملك مقابل أسوأ نظام تعليمى على وجه الكرة الأرضية. خصوصاً عندما نرى نتيجة ما يؤدى إليه هذا النظام فى نهاية الأمر.

نسلم أطفالنا للمدارس القائمة. خاصة كانت أو حكومية. يتم إعدادهم وتأهيلهم منذ اليوم الأول للحدث العظيم. الثانوية العامة. من أجل ذلك يدخلون نفق الدروس الخصوصية. يخضعون لمعلمين غير مؤهلين. لا علاقة لهم بنظم التعليم المتطور فى العالم. فى اليابان. سنغافورة. بريطانيا. شيلى. حتى فى بعض الدول العربية حاليا. كلهم تجاوزونا.

التعليم تغيرت وسائله. أصبح متصلا بشبكة المعلومات. يستخدم كل أدوات العصر والتكنولوجيا.

مازال تعليمنا فى كتب المطالعة. أما تطويرها فهو للأسوأ دائما. طورناها لحساب طابعى الكتب المدرسية. وليمة لكل مَن لديه مطبعة. ليس هذا فحسب بل وُجدت كتب موازية. تجارية الهدف والمضمون. يستعين بها معظم التلاميذ. يهرولون ناحيتها. كل ذلك من أجل الإعداد للثانوية العامة. يمكثون عشر سنوات فى التعليم الابتدائى. الإعدادى. الثانوى. خلال امتحانات الثانوية. نرى مانشيتات الصحف التى لا مثيل لها فى العالم. تقول مثل «مأساة فى امتحان الكيمياء». «انفراجة فى امتحان التاريخ». «كابوس فى امتحان الفيزياء». وهكذا..

الهدف كله بعدها هو مكتب التنسيق. العيون موجهة إليه. مكتب التنسيق ينظم كل شىء. يُعلِّب التلاميذ فى كليات لا علاقة لها برغباتهم. بمواهبهم. أو قدراتهم.

الطالب الذى ينشد كلية الطب أو الصيدلة أو الهندسة. يقذف به مكتب التنسيق فى معهد التعاون. أو الخدمة الاجتماعية. بعدها يتخرج. يجد نفسه عاطلا عن العمل. خاليا من أى تدريب حتى لو كان قيادة توك توك. أو القيام بأى عمل له قيمة.

هكذا انهارت المنظومة التعليمية فى مصر. الجامعات والمدارس على السواء. ثم بعدها ندافع عن شعار مجانية التعليم.

اليوم لدينا 20 مليون طالب فى مراحل التعليم الابتدائى. الإعدادى. الثانوى. يقابلهم 40 مليونا من أولياء الأمور. الجميع يلهث وراء سراب. ليتخرجوا بعد سنوات وهم خالون من أى فائدة أو قيمة يمكن أن يضيفوها.

هذا الكابوس الذى احتل مصر يجب أن نتحرر منه. لا أستبعد ذلك على النظام الذى حررنا من سطوة الإخوان الظلامية. على مَن حررنا من الاقتصاد المغشوش. فأصبحنا نتعامل مع اقتصاد الواقع.

اليوم مطلوب من نفس النظام. تحرير كل المصريين من هذا الكابوس. من هذا الوهم العظيم. مطلوب أن نتعامل مع التعليم. كما يتعامل العالم كله.

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع