الأقباط متحدون - سعفات المدينة المتآكلة ..
  • ٠٩:٥٠
  • الجمعة , ٧ ابريل ٢٠١٧
English version

سعفات المدينة المتآكلة ..

ماجدة سيدهم

مساحة رأي

٠٠: ٠٤ م +02:00 EET

الجمعة ٧ ابريل ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ماجدة سيدهم
مر من هنا ياسيد.. فلا زالت الطرق لدينا  غير مدونة في قائمة التعريف ..

مر من هنا   ياسيد .. الأطفال  يقفون حفاة  بعدما خلت  أصابعهم من الإشارة  ..مختزل الضحك عن الشفاة ..والأيدي عارية من  التصفيق ..

مر من هنا ياسيد ..حيث الشجرات  لاتعرف أي ثمر يجب أن يبشر المواسم بالمجيء .. والنخلات ارتفعت  حتى وصلت إلى رأسها  ولم تجد ظلا  أو حلوا في العراجين  ..

النخلات المستقيمة لا تثير  روح الرسامين بخدش اللون  في وهم الاستقامة ..لذا يميلونها  فوق  حكايا البيوت ..يحركونها  تلثم ثغر  النهر .. بينما تطيع بخجل أمسيات  القمر  الفاهم والمشرف من أعلى عن  كيف يحيك  من الضوء ملحمة عدل  رغم عتمة الأحراش ..

مر من هنا ياسيد ..اطرق البوابات ..فهنا لايوجد غناء  .. والعاصفة تمرح بملابسنا المتهرئة .. وما تبقى  معلقا بأجسادنا  لازال ينمو فوق أوردة مولعة بالدفق والقدوم السعيد .. 

مر من هنا ياسيد ..ف سامريات الظهيرة  تكسرت  جرار أحلامهن  خوفا ..وتبعثر في المضاجع  جوع المجلديات عشقا للتقدير ..شغل الطاعون موائد الولاة .. فيما راح الكهنة  ينصبون في الزوايا فخاخ الخرافة والنبوءات المجعدة من  عتمة الضمير .....

مر من هنا ياسيد ..فالمدينة التى نقطنها  مطعون خصرها بالجذام  ..كتبها ..موسيقاتها .. مسارحها  ..شعائرها.. أخبارها ..حكامها .. أنبياؤها ..لصوصها .. عشاقها ..العنب رديء هذا الموسم  والخمر مغشوش على بطاقات مزيفة بالاستقامة .. ..

مر من هنا ياسيد ..فقد سرقنا السعفات رغم عيون الرقباء المحشوة بالتلصص والعمى..نصنع  صعودا من آبار الموت الجاف كي  نملك حصتنا في كل  الوميض.. ..

.نحن وحدنا بسطاء الحي.. رغم تآكل النهار  وضمور أطراف القصيدة  لازلنا نحلم لازلنا نجدل اليقين  ضفائر من أوتار وضحك وتلويحات  .. تتنافس بالصياح ..تشير لك  «من هنا ياسيد ..من هنا  الطريق إلينا ..

اضحك  ياسيد.. ففي المدن المنتحرة   نجيد زراعة التطلع والرقص وأيضا عناق زيتونات  المسرة لسعف النخيل .. مختوم بكفوفنا إسمك  ..وبأوجاع الاختناق  منقوش وجهك اليقيني ..فنحن المطوبون رغم التآكل ..

هكذا  سعفات المدن التعبى  تشير لجموع  الارصفة  من أين يسلك السؤال الحائر  الطريق إلى أورشليم ..

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع