الأقباط متحدون - إيش ياخد الريح من البلاط؟!
  • ١١:٣٦
  • الخميس , ٦ ابريل ٢٠١٧
English version

إيش ياخد الريح من البلاط؟!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٣٥: ٠٩ م +02:00 EET

الخميس ٦ ابريل ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

مر يوم الضرائب المصرى، يوم 31 مارس، أحلم بيوم يدفع القادرون فيه ضرائبهم طواعية على داير مليم، فى أوروبا والبلاد المتقدمة التهرب من دفع الضرائب جريمة ماسّة بالشرف، ومن الشرف دفع الضرائب على وقتها وعلى كمالها، لا تنقص بنساً واحداً.

من الأخبار الجيدة أن مصلحة الضرائب تلقت 2.1 مليون إقرار ضريبى حتى الآن من إقرارات ضرائب الدخل للأفراد، بإجمالى 3.3 مليار جنيه، مقابل 2.8 مليار جنيه قيمة إقرارات العام الماضى.

مليونان ومائة ألف من الشرفاء تقدموا بإقراراتهم الضريبية، وأعلم أن مثل هذا الرقم ويزيد يخشى الضرائب أو متقاعس أو متهرب عن دفع حق الشعب فى أرباحهم عن عام مضى، وقليل لم تسعفهم الأيام ليتقدموا بإقراراتهم فى الموعد المحدد، 31 مارس، ومرقت الأيام من بين أيديهم، هلّا مدت مصلحة الضرائب المهلة شهرا أو شهرين لتمكين المتلكئين والمتأخرين من تقديم إقراراتهم، ولو على سبيل الحافز؟

ما أطلبه يضيف كثيرا إلى الحصيلة المرتجاة، وإذا كانت حصيلة الضرائب منذ بداية العام المالى يوليو الماضى حتى نهاية شهر مارس الماضى قد بلغت 238 مليار جنيه، مقابل 187 مليار جنيه فى نفس الفترة من العام الماضى، فأتوقع حصيلة ثمينة هذا العام، إذا صدقت النوايا.

مصلحة الضرائب ليست خصما لدودا للممولين ويجب ألا تكون، ولابد من تغيير الذهنية بأن الممول مشروع متهرب، والتخلى عن الروح الانتقامية من الممولين، وتمكينهم من تسوية ملفاتهم الضرائبية بكرامة واحترام، وأعلم أن تغييرا هائلا طرأ على أفكار مصلحة الضرائب (خبرتها بنفسى)، ولكن لاتزال بقايا الفكر القديم تنقص الحصيلة بقدر إخلاصها لفكرة «الجباية».

ولابد من التفكير خارج الصندوق لإدماج الشريحة المترددة فى التعامل مع الضرائب، والتجارب المريرة تسرى بين الناس، فيخشون من «مأمور الضرائب» قدر خشيتهم من «مأمور القسم»، فيتهربون، ولهم فى الهروب الكبير مسالك شتى يعلم دروبها جيدا خبراء التهرب الضرائبى.

هذا القطاع الخائف يحتاج لغة جديدة وفكرا مختلفا، وعليه لماذا لا يشجع هؤلاء على اللحاق بالركب الضرائبى بإعفاءات وتسهيلات تُمكِّنهم مطمئنين من التعامل الرشيد مع مصلحة الضرائب، حاليا «إيش ياخد الريح من البلاط؟»، وعصر قشر الليمون لا يصنع عصيرا، والحساب بأثر رجعى على صغار التجار يغلق الأبواب فى وجوههم جميعا، افتحوا الأبواب حتى تتدفق الضرائب أنهارا.

حسنا أن نشرت بعض المواقع بعض أسماء كبار الممولين، أسوة حسنة، ولكن القضية فى صغار الممولين، لماذا لا يقدم الخبراء روشتة لجذب القطاع المتهرب إلى القافلة، لماذا البهدلة والمحاكم، ماذا تجنى المصلحة من وقف الحال سوى خسارة فادحة؟ كل ممول هو مضاف إليه، وكل جنيه تحصيل يسند الموازنة.

لم تجدب العقول عن ابتكار الأفكار، فقد توفر الإرادة فى إدارة ملف الضرائب، الزيادة المتحققة بنصف مليار العام المالى الماضى تخفى مليارات ضائعة، فلنَسْعَ إلى جذبها فى العام الجديد بأفكار جديدة، وحوافز مُقدرة، وتسهيلات فى السداد مُقدرة، مثلا هل يمكن تقسيط الضرائب، هل مطروح الجدولة؟ ربما يُجدى هذا نفعا، وكله إلا التشهير بالأسماء، فهذا مدعاة للخشية وإخفاء الإيرادات فى سراديب مظلمة.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع