الأقباط متحدون - رئيس حكومة «الوفاق»: مصر بذلت جهوداً كبيرة لتحقيق التوافق بين الطوائف الليبية
  • ١١:٣٤
  • الخميس , ٦ ابريل ٢٠١٧
English version

رئيس حكومة «الوفاق»: مصر بذلت جهوداً كبيرة لتحقيق التوافق بين الطوائف الليبية

٢٩: ١٠ ص +02:00 EET

الخميس ٦ ابريل ٢٠١٧

فائز السراج
فائز السراج

 قال رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج: إن المشير خليفة حفتر له دور مهم فى هيكلة القوات المسلحة الليبية، مؤكداً أنه فوجئ برفض «حفتر» الاجتماع معه بعد 24 ساعة من وصوله إلى القاهرة. وقال «السراج»، فى حوار لـ«الوطن»، إنه طالب فى قمة البحر الميت بموقف عربى موحّد حول ليبيا والضغط على الأطراف التى تُعرقل الاتفاق السياسى. وأضاف «السراج» لـ«الوطن»، أنه لم يطلب من حلف الناتو التدخل عسكرياً فى ليبيا، مؤكداً أنه يرفض أى تدخل عسكرى من أى طرف، إلا فى حالات محدّدة، وبالتنسيق مع حكومة «الوفاق» فقط، وإلى نص الحوار:

 
«السراج» لـ«الوطن»: ليس لدى مشكلة مع «حفتر».. ودوره مهم فى هيكلة القوات المسلحة
■ أبدأ معك من القمة العربية فى «عمان» التى شاركت فيها رئيساً لوزراء ليبيا.. ما رأيك بخصوص مخرجات القمة بخصوص الأزمة الليبية؟
 
- مخرجات القمة العربية الأخيرة حول الأوضاع فى ليبيا تحديداً تعتبر داعماً لمسيرة الاستقرار ولـ«المجلس الرئاسى» و«حكومة الوفاق الوطنى»، وأكدت القمة بوضوح عدم تعاملها مع أى أجسام موازية.. فاستقرار ليبيا السياسى من شأنه ضمان الاستقرار الأمنى، ليس فقط فى ليبيا، بل فى دول الجوار والعالم، ولقد طالبنا بموقف عربى موحد حول ليبيا، كما طلبنا من الجميع الضغط على الأطراف المعرقلة لـ«الاتفاق السياسى»، لتنضم إلى مسيرة الوفاق والتوافق، ودعوتها للكف عن المناورات السياسية، وعقدنا على هامش القمة اجتماعات مهمة ومثمرة مع فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الملك عبدالله بن الحسين، ملك الأردن، ورئيس لبنان، العماد ميشيل عون.
 
■ وماذا كان موقفهم؟
 
- جميعهم أبدوا الاستعداد للعمل من أجل أن تجتاز بلادنا الأزمة الراهنة، وهذه جميعها مخرجات إيجابية بالنسبة للقمة العربية فى «البحر الميت».
 
■ «مجلس النواب» الليبى قرر الشهر الماضى سحب اعتماد «الاتفاق السياسى»، كيف قرأتم هذا القرار وما انعكاساته على الأزمة الليبية؟ وما الطريقة التى سيتعامل بها «المجلس الرئاسى» الذى تقوده مع قرار «النواب»؟
 
- قرار إلغاء «الاتفاق السياسى» يعنى إلغاء «مجلس النواب» لنفسه وعمله، فمجلس النواب ذاته يكتسب شرعيته من «الاتفاق السياسى»، فهو ما مد فى عمره بعد أن انتهت مدته، وانتهى أيضاً التمديد الذى منحه لنفسه، ثم هل يعقل أن يتخذ المجلس قراراً مصيرياً مثل هذا عن طريق تصويت 38 عضواً فقط، وبحضور 56 عضواً من مجلس يضم 188 عضوا؟ لقد رد 75 نائباً من المؤيدين للاتفاق على قرار زملائهم موضحين العيوب التى شابت قرارهم.
 
«حفتر» أضاع فرصة كنا نأمل أن تكون مدخلاً للحل برفضه الاجتماع معنا فى مصر ودون مبررات
■ وكيف تعامل «المجلس الرئاسى» مع هذا القرار؟
 
- المجلس الرئاسى تعامل مع ما حدث بكل هدوء، داعياً مرة تلو الأخرى أن يلتزم المجلس بتنفيذ استحقاقات «الاتفاق السياسى»، فالاتفاق هو الإطار الوحيد للحل السياسى فى ليبيا الذى اتفق عليه الليبيون، بعد أكثر من عام من الحوار بين مختلف أطراف المشهد السياسى الليبى، والمجلس مستمر فى عمله متحملاً لمسئولياته تجاه المواطنين.
 
■ لكن الداعمين لقرار «مجلس النواب»، قالوا إنه رد على ما وصفوه بدعم «حكومة الوفاق الوطنى» لـ«ميليشيات إرهابية»، وفق وصفهم، فى الهجوم على المنشآت النفطية، فما ردك؟
 
- ردى يتضمنه بيان «المجلس الرئاسى»، الذى صدر فور وقوع هذه الأحداث التى لا علاقة لـ«المجلس الرئاسى» بها، لقد أكدنا فى البيان أن النفط هو ثروة الليبيين جميعاً وهو مصدر رزقهم الوحيد، وأن مناطق النفط يجب ألا تكون ساحة للصراع، ولقد دعونا إلى توحيد جهاز حرس المنشآت النفطية، وأن تقوم «المؤسسة الوطنية للنفط» وبشكل مباشر بإدارة هذا الحرس الموحد والإشراف عليه، إننا بكل وضوح نرفض تماماً العبث بثروة الليبيين من أى جهة كانت، وندين أى تصرف غير مسئول يحبط آمال الليبيين فى حقن الدماء وتحقيق الاستقرار، ويتناقض مع مسيرة الوفاق التى نأمل ونعمل على أن تصل بالبلاد إلى بر الأمان، أما الأبواق المتخصصة فى التضليل وإثارة الفتن فنقول لها اتقوا الله فى وطنكم.
 
■ وما رأيك فى قرار رئيس «مجلس النواب» المستشار عقيلة صالح ببحث إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بحلول فبراير 2018؟ هل ليبيا مستعدة لذلك؟ وهل ترى أن العودة للشارع ليحدد من يمثله ويحكمه هى الحل الأفضل؟
 
- هذا رأيه الشخصى، والجميع يعرف أن تعنت رئاسة «مجلس النواب» هو من عرقل الوصول سريعاً إلى الانتخابات، لو التزم «مجلس النواب» بمخرجات «الاتفاق السياسى»، لكنا قد أتممنا الآن الاستحقاق الدستورى، والتصويت عليه ومعرفة شكل الدولة التى يريدها الشعب.
 
مخرجات «قمة الأردن» تدعم استقرار ليبيا.. وطالبت بموقف عربى موحد للضغط على الأطراف المُعرقلة
■ نعود قليلاً للخلف، ما الذى جرى خلال وجودك فى «القاهرة»؟ ولماذا فشل اللقاء الذى كان مرتقباً بينك وبين «حفتر»؟
 
- من منطلق السعى لإيجاد مخرج للأزمة الراهنة، توجهنا إلى «القاهرة» فى فبراير تلبية لدعوة كريمة من القيادة المصرية، لإجراء حوار مباشر مع السيد خليفة حفتر، نبحث خلاله نقاط الاختلاف وسبل إيجاد حل لها فى إطار «الاتفاق السياسى»، وبما يفضى إلى صيغة عملية قابلة للتطبيق.
 
■ وما الذى جرى بعد وصولكم «القاهرة»؟
 
- أجرينا فور وصولنا لقاءات تشاورية مع الأشقاء فى اللجنة المصرية المكلفة بالملف الليبى، وانتظرنا لقاء السيد «حفتر»، الذى أُبلغنا بقدومه إلى «القاهرة» بدعوة مماثلة ولنفس الهدف. وللأسف فوجئنا بعد مضى 24 ساعة على وصولنا برفضه الاجتماع معنا دون إبداء أى مبررات أو أعذار، لتضيع فرصة كنا نأمل أن تكون مدخلاً لحل ينهى حالة الانقسام ويرفع المعاناة عن شعبنا، هذا ما حدث بشكل دقيق ولا أعرف حتى اللحظة سبب رفض السيد «حفتر» وما هى مبرراته.
 
■ لو توصل السيد فائز السراج مع «حفتر» لاتفاق ما، فهل تقدر على فرضه على التنظيمات المسلحة الموجودة داخل «طرابلس»؟
 
- هذا سؤال افتراضى، فلم نلتق السيد «حفتر»، عموماً بصفتى رئيساً لـ«المجلس الرئاسى» أمثل كل الأطياف والقوى السياسية، و«طرابلس» ليس كما تتصور، الحياة تسير فيها بشكل طبيعى، التلاميذ يذهبون إلى مدارسهم، والأسواق مفتوحة، والشوارع مزدحمة، حدثت خروقات أمنية من بعض المعرقلين والخارجين عن القانون وتعاملت معها قوات الأمن الحكومية بكل حزم، وإذا تكررت هذه الحوادث فسيلقى مرتكبوها الردع المناسب، والقيادة المصرية تعرف كل ذلك، ورأت أن لقائى والسيد «حفتر» سيكون مدخلاً للحل.
 
لم نطلب من «الناتو» التدخل العسكرى.. ونرفض تدخل أى طرف إلا فى حالات محددة ضد الإرهاب
■ هناك من يرى أن أزمة ليبيا تتمثل فى «حفتر»، ضعوه على سلطة الجيش تنحل الأزمة، ما رأيك؟ وما الشراكة التى يمكن إقامتها مع «حفتر» لحل الصراع؟ بمعنى هل تقبلون بوضعه على رأس الجيش؟
 
- ليقولوا ذلك صراحة بدلاً عن البحث المستمر عما يعرقل مسيرة الوفاق، وإجابة على سؤالك أقول ليست لدينا مشكلة شخصية مع السيد «حفتر»، ولا نريد إقصاء أى طرف، بل نمد يد الوفاق لكل الأطراف لتسهم فى بناء الوطن، الوطن للجميع وينهض بجهد الجميع، ولا بد من التوافق وقبول كل طرف للآخر، لقد سبق أن التقيت بالسيد «حفتر» وتحدثت معه بصراحة بضرورة الالتزام بـ«الاتفاق السياسى» ومخرجاته وهو كرجل عسكرى له دور مهم فى هيكلة القوات المسلحة الموحدة، ويجب أن تكون القيادة العسكرية تحت القيادة السياسية، هذا لم نخترعه بل هو المتبع فى كل دول العالم، وهذا ما يتضمنه «الاتفاق السياسى»، فهناك قوات مسلحة أخرى إضافة للقوات التى يقودها السيد «حفتر»، قوات فى غرب البلاد وجنوبها وهى بدورها تحارب «الإرهاب» واستطاعت قوات «البنيان المرصوص» تحرير مدينة «سرت» من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابى بأداء عسكرى رفيع وتضحيات كبيرة، وبالمثل قدم أبناء ليبيا فى «بنغازى» و«درنة» و«صبراتة» تضحيات كبيرة فى مواجهة هذا التنظيم الإرهابى، ونحيى كل أبطالنا وشهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن فى مواجهة هذا التنظيم وغيره من المجموعات الإرهابية.
 
لا يمكن أن نوافق على توطين اللاجئين بليبيا والحل إعادتهم إلى بلدانهم ودعم تلك الدول اقتصادياً
■ فى هذا السياق، ماذا عن الاشتباكات التى تحدث من وقت لآخر داخل «طرابلس» والقول إن «حكومة الوفاق» لا تتجاوز حدودها قاعدة «أبوستة»؟
 
- كما ذكرت، الحياة تسير بشكل طبيعى، قد تحدث خروقات أمنية مثلما تحدث فى عواصم عديدة لكن هناك سيطرة واضحة لقوات الأمن الحكومية، الوزارات تعمل فى أنحاء مختلفة من العاصمة و«المجلس الرئاسى» لديه أكثر من مقر فى مناطق مختلفة وأقوم من حين لآخر بزيارة المؤسسات الخدمية لمتابعة سير العمل، ويمكن لصحيفتكم أن ترسل صحفييها لتحرى الحقيقة على أرض الواقع مثل ما تفعل المؤسسات الإعلامية الأخرى من مختلف أنحاء العالم ولا تعتمد على ما يروجه بعض معارضى «الوفاق» من أقوال تجافى الحقيقة.
 
■ ما تقييمك لجهود مصر تجاه الأزمة الليبية؟
 
- مصر هى الشقيقة الكبرى، والعلاقة بين ليبيا ومصر هى علاقة خاصة وأبدية بحكم الجغرافيا والتاريخ، ويرتبط الشعبان بروابط اجتماعية وثقافية واقتصادية، القيادة فى مصر بذلت وتبذل جهوداً كبيرة لتحقيق توافق بين الأطراف السياسية الليبية، وشكلت لجنة على أعلى مستوى معنية بالشأن الليبى، ونتمنى أن تنجح هذه الجهود.
 
■ لكن يقال إن المجلس الرئاسى يفضل تولى الجزائر وتونس رعاية مبادرات الحل فى ليبيا عن مصر، ما تعليقك؟
 
- لا أدرى من قال هذا الكلام، إننا ندعم كل التحركات والجهود الأمينة والشفافة التى تقوم بها مصر منفردة أو مع الأشقاء أو فى المحافل الدولية، لإعادة الاستقرار إلى بلادنا ونؤيد الخطوط العريضة لمبادرة الدول الشقيقة الثلاث وننتظر التفاصيل.
 
■ طلبت مساعدة «الناتو»، ما طبيعة المساعدة التى طلبتها؟ وما رد «الناتو» عليك؟ وهل يمكن أن يشن الحلف عمليات عسكرية فى ليبيا؟ وإن حدث ذلك فضد من؟
 
- طلبنا المساعدة من كل الدول الشقيقة والصديقة وليس من «الناتو» فقط، للمساعدة فى إعادة بناء المؤسسات العسكرية والأمنية فى البلاد، ولحلف «الناتو» تجارب ناجحة سابقة فى هذا الاتجاه، ونرغب فى الاستفادة من خبرة الحلف فى التأهيل المؤسسى، ورفع قدرات المؤسسة العسكرية والأمنية فى ليبيا التى تشرذمت بسبب الانقسامات السياسية، ونحن نسعى إلى بناء مؤسسة عسكرية واحدة فى البلاد تواجه العدو المشترك وهو الإرهاب، وقد رحب الحلف بتقديم المساعدة فى المجالات التى ذكرتها.
 
■ وهل يقوم «الناتو» بعمليات عسكرية فى ليبيا مرة أخرى؟
 
- الشق الثانى من السؤال يوجه لحلف «الناتو»، نحن لم نطلب التدخل العسكرى، ونرفض أى تدخل عسكرى من أى طرف إلا فى حالات محددة وبالتنسيق الكامل مع حكومة «الوفاق الوطنى» وضد «قوى الإرهاب»، وسبق أن استعنا بالطيران الأمريكى، حيث قام بضربات جوية محددة على تحصينات تنظيم «داعش» الإرهابى فى مدينة «سرت» وبما ساعد قواتنا على اقتحام معاقل التنظيم وتحرير المدينة من قبضة التنظيم.
 
■ مسألة «توطين اللاجئين» فى ليبيا تثير جدلاً كبيراً، ما الذى يمكن أن تقوله فى هذا الصدد؟
 
- التوطين مرفوض بأى صيغة كانت، لقد وقعنا مع رئيس الوزراء الإيطالى باولو جينتيلونى، مذكرة تفاهم لدعم مراقبة الهجرة غير المشروعة، ومكافحة الاتجار بالبشر والتهريب والسيطرة على الحدود الجنوبية، وتعتبر مذكرة التفاهم تفعيلاً لاتفاقيات سابقة الأولى وقعت فى عام 2008، والثانية تم إبرامها عام 2012، وأؤكد من جديد لا يمكن أن نوافق على توطين اللاجئين، ليبيا دولة عبور وليست دولة مصدر للهجرة، وهى ضحية لهذه الهجرة.
 
■ وما الحل فى وجهة نظرك لأزمة اللاجئين؟
 
- الحل يكمن فى إعادة هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم التى قدموا منها ودعم تلك الدول اقتصادياً.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.