الأقباط متحدون - نرجو المصارحة.. هل تمت المصالحة؟
  • ١٢:٠٦
  • الاربعاء , ٥ ابريل ٢٠١٧
English version

نرجو المصارحة.. هل تمت المصالحة؟

مقالات مختارة | خالد منتصر

٤٧: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ٥ ابريل ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

مشاكلنا مع الإخوان وجرائمهم وخيانتهم وعمالتهم تحولت فجأة من مشاكل مع الشعب المصرى إلى مشاكل مع النظام المصرى!! وهذه هى الطامة الكبرى أن تُختزل تلك القضية المصيرية التى خرجنا من أجلها فى الشوارع فى 30 يونيو إلى قضية عداء ما بين السيسى والإخوان أو مجرد جفوة ما بين الدولة ومكتب الإرشاد، وحينما يذوب جليد تلك الجفوة وتنقشع غيوم ذلك العداء سرعان ما سيتم الصلح ويعود الوئام و«صافى يا لبن والصلح خير قوم نتصالح... إلخ»، لذلك لا بد أن تتم المصارحة ويخبرنا من يديرون الدولة: هل هناك مصالحة بالفعل بين النظام وبين الإخوان؟،

وهل تصويت مجلس شورى الإخوان على وثيقة المصالحة وغضب صقور الإخوان من أمثال وجدى غنيم والقرضاوى من تلك الخطوة هو تأكيد على أن الإخوان أخذوا الإشارة الخضراء من النظام المصرى؟ وهل تخلى مجموعة عزت القوية المسيطرة عن شباب الإخوان الهاربين فى السودان هو كبش الفداء الذى يقدمه الإخوان على مذبح النظام لبيان حسن النية ولكسب الرضا من قادته؟ هل العفو الرئاسى الأخير الذى خرجت فيه لأول مرة ذقون نحن نعرف جيداً هويتها وشعورها العدائى للدولة وللشعب نفسه هو غزل عفيف للتيار الإسلامى؟ أسئلة شرعية نحتار فى إجاباتها ومما يزيد حيرتنا أنه لا يوجد أحد فى الدولة يستنكر أو يُصدر بيان تكذيب أو حتى يُبدى امتعاضاً!! إذا كانت هناك بوادر مصالحة فلا بد أن يتم الإعلان،

لا بد أن نخبر ونعرف حتى نبنى مواقفنا بناء على هذا الإعلان وتلك المصالحة، التفويض الذى منحه الشعب كان تفويضاً لإزاحة الإخوان لذلك فالعودة لأحضان الإخوان ثانية لا بد أن تكون بتفويض أيضاً، بداية اللعبة الجهنمية من الشد والجذب مع الضبع الإخوانى والتى مارستها كل الأنظمة منذ الملك فاروق وحتى مبارك حفظناها وعرفنا نهاياتها وحصلنا على دكتوراه فى تبعاتها، وإذا كان النظام لا يعرفها أو يتجاهلها فنحن على استعداد لسرد هذا التاريخ من التقرب والتودد إليهم والذى ينتهى دائماً بالدم وغالباً ما يكون من سعى إلى مصالحتهم هو الضحية الأولى والقربان الأعظم!! لا بد أن يعرف المثقف هل هناك مصالحة حتى إذا تمت يكون الفراق، لأن بنود الكونتراتو بين المثقف الذى خرج ووضع رأسه على كفه فى 30 يونيو وبين النظام الذى استجاب وأزاح الإخوان، تلك البنود قد تم الإخلال بها فى حالة المصالحة، لا بد أن يعرف أهل الشهداء من العسكريين والمدنيين هل هناك مصالحة وهل ذهبت دماؤهم هدراً رخيصة وتحول النزف والبتر والأشلاء والدموع والصراخ والعويل واليتم والثكالى، تحول كل هذا إلى مجرد نقاط دعم فى مفاوضات الفصال وجلسات سيب وأنا أسيب وشوية عليك وشوية عليا؟!،

لا بد أن يعرف كل من احترق بيته أو هُدمت كنيسته أو دُمرت سيارته أو ضاع مستقبله بسبب فاشية الإخوان وكراهيتهم وحقدهم وعنفهم المزمن، لا بد أن يعرف هل هو مجرد عسكرى شطرنج فى لعبة ستنتهى بمصافحة الخصمين وإعلان التعادل أم هو عسكرى فى مسيرة إصلاح وطن مكلوم مأزوم؟!! لا بد أن يخرج رأس الدولة ويعلنها صريحة وبلا مواربة أو احتمال تأويل، بلا ألوان طيف أو ظلال شك، يعلنها قائلاً: «مصالحة الإخوان وهمٌ وخرافة أم واقع وحقيقة!!»، فنحن لا نمنح أبداً شيكات على بياض موقّعة بدماء ضحايا عصابة الإخوان مهما كانت الإغراءات فنحن لم نتحمل كل هذا العناء من أجل هذه اللحظة التى سنُذبح فيها جميعاً من الوريد إلى الوريد ونرى الجزار الجلاد القاتل على منصة التتويج.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع