الأقباط متحدون - بالمعنى المباشر.. ادخل شاشة التلفاز وعش ما تشتهي من أدوار
  • ١٧:١١
  • السبت , ١ ابريل ٢٠١٧
English version

بالمعنى المباشر.. ادخل شاشة التلفاز وعش ما تشتهي من أدوار

منوعات | روسيا اليوم

٢٤: ٠٤ م +02:00 EET

السبت ١ ابريل ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 كشفت شركة منتجات إلكترونية عن اختراع تقنية تتيح مشاهدة الأفلام بتقمص الدور المفضل في الفيلم بعد مشاهدته، إذ يتسنى للراغبين "دخول الشاشة" ومعايشة الحدث وإعادة الكرة بدور آخر وهكذا..

 
ويؤكد القائمون على هذا الاختراع أن دخول الشاشة، إن أمكن التعبير، لن يتجاوز إطار ما شاهده وهو خارجها.. بمعنى أن الأحداث التي سيجد نفسه جزءا منها ستبدو واقعية، وسيستشعرها بكل ما تحمله من انفعالات عاطفية كالشخصية في الفيلم لا الممثل، أي أن نظره لن يقع على المخرج وتقنيي الإضاءة، ولا على المساعدين ممن شارك في تصوير الفيلم.
 
من جانبه نوّه سايمون كنتاكي، وهو مخترع التقنية الحديثة لمعايشة الشخصية في الفيلم، إلى أن الأمر لا يشبه تقنية 3D المعهودة بل يتجاوز ذلك. فهذه التقنية قادرة على تفعيل أجزاء محددة من المخ، اكتُشف مؤخراً أنها المسؤولة عن منح الإنسان أحاسيس حقيقية تعيشها الشخصية في الفيلم على الجانب الآخر من الشاشة، وذلك بفضل دراسة وبحث عملي مطولين، أشرف عليهما طبيب الأعصاب البلجيكي، البروفيسور باتريك سينيويه.
 
وجاء في تعليق كتبه كنتاكي على صفحته في موقع الـ "فيسبوك" أنه "كثيراً ما يندمج المشاهد حتى تراه يقترب من الشاشة التي تعرض الفيلم أكثر فأكثر وكأنه يستعد للقفز فيها.. وهو ما يبدو أنه سيكون في متناول اليد في المستقبل المنظور".
 
إلى ذلك أعلن سايمون كينتاكي أن اختراعه سيقتصر في الفترة الراهنة على بعض الأفلام الحديثة "لأن إخضاع الأفلام القديمة لهذه التقنية سيكون أمرا معقدا للغاية".. علماً أنه أكد مباشرة أن ذلك ممكن نظرياً ولكنه يحتاج إلى وقت. وأضاف أن أفلام الرسوم المتحركة لن تخضع للمعالجة التي تسمح بتقمص أدوار الشخصيات المشاركة فيها، منوهاً إلى أن هذا الأمر مستحيل.. وإن استدرك على الفور قائلاً: "هو مستحيل الآن.. الآن مستحيل" حسب ما جاء في تعليق آخر على صفحته في الـ "فيسبوك".
 
كما أشار المسؤولون في الشركة المصنعة للتقنية الحديثة إلى أن استخدامها لن يقتصر على الأفلام الفنية، إذ ستشمل كذلك الوثائقية والفيديو كليب والبرامج التي ترصد سلوكيات الحيوانات الأليفة والمتوحشة.. "فمن يود أن يؤدي دور ضفدع أو جحش أو سمكة.. أو نحلة تمتص رحيق الأزهار سيكون قادراً على ذلك أيضا.. أو حتى أن يستشعر أحاسيس ورقة شجرة تتأرجح على أنسام الخريف".
 
وفي الشأن ذاته قال رئيس الشركة المصنعة إن هذا الاختراع لن يكون متاحاً للراغبين بتقمص شخصيات من الأفلام الإباحية.. وإن أعلن عن ثقته التامة بقدرة شركات غير مرخصة على استنساخ هذه التقنية وتوفيرها بحيث تشمل كافة الأفلام والفيديوهات بما فيها الـ "بورنو"، ما سيسمح للراغبين والراغبات باختيار دور الممثل أو الممثلة المفضل لدى المتلقي.. بغض النظر عن جنس بطل الفيلم.
 
كما أعرب رئيس الشركة عن حماسه الشديد لأن يكون ضمن أوائل من يجرب هذه التقنية، ورغبته بأن يتقمص شخصية الفارس كريس آدمز التي أداها الممثل الأمريكي الروسي الأصل يول براينر في فيلم "السبعة الرائعون"، فيما عبر نائبه عن رغبته بأن يؤدي دور الحصان.. على أن يتبادلا دوريهما في ما بعد.
 
وعلى الرغم من أن الاختراع لم ير النور حتى الآن إلا أنه أثار زوبعة من نقاش حاد بين القائمين على صناعة الفن السابع في العالم.. وحتى في صفوف المصنعين والقائمين على التقنية الجديدة.
 
فقد اعترض عدد كبير من السينمائيين على هذه التقنية لأنها ستفقد المشاهد إحساسه بالعمل الفني كمشاهد وتجعله ناقداً للعمل من الداخل لا مجرد متلق، الأمر الذي سينعكس على صناعة السينما وسيدخلها مرحلة جديدة في عالم الترفيه، هي متقدمة على الصعيد التقني ولكنها متراجعة على الصعيد الفني لأنها "تضعها على قدم المساواة مع ألعاب playstation" حسب وصف هؤلاء.
 
من جانب آخر رأى بعض القائمين على صناعة السينما أنها ستجعل المشاهد يُقبل بشكل أكبر على مشاهدة الأفلام بهذه التقنية التي ستضعه على درجة أعلى من التفاعل مع الشخصية، فضلاً عن أنها ستجعله شريكاً مباشراً في العمل الفني.. علماً أن عدد من تبنى وجهة النظر هذه كان أقل بكثير من أصحاب الرأي المعاكس.
 
إلى ذلك فقد أعرب مدير قسم الترويج في الشركة عن استيائه من "القيود" التي ستفرضها الشركة على الراغبين باستخدام التقنية الحديثة في الأفلام الإباحية، مشيراً إلى أنه من الممكن توفير هذه الخدمة للمتزوجين فقط لإثراء الانطباع ولتعزيز العلاقة الحميمية بينهما.
 
وأضاف سريعاً أنه لا يحق لأحد أن يؤدي دور المصلح الاجتماعي بتحديد المعايير الأخلاقية، وأن "كل إنسان يتمتع بالحرية وبالحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية"، وأنه حتى لو قرر أحدهم أن يستغل الإمكانية المُتاحة لخوض مغامرة تكسبه مشاعر متميزة لن يتمكن من الحصول عليها في حياته الخاصة فهذا أمر يعود له وحده فقط.. معرباً عن ثقته بأنه "حتى الخيانة الزوجية بواسطة تقمص الشخصية تظل افتراضية وليست عملية بكل ما تحمله من أحاسيس حقيقية للغاية".. كما اقترح تحديد فئة عمرية يُسمح لها الاستفادة من هذه الاختراع.
 
الجدير بالذكر أن فكرة هذه الاختراع تعود إلى عالم النفس النيوزلندي ماكسيميليان هاريدي (وربما هريدي ما يعني أنه قد يكون من أصول مصرية) صاحب فكرة اختراع تقنية تسمح بتقمص شخصيات تظهر على الشاشة بهدف تفعيلها في street racing للحد من وقوع الحوادث ومن أجل الحفاظ على أرواح المغامرين من عُشاق هذا النوع من المخاطرات ولحماية من قد يتعرض للأذى بسببهم، واعتمادها في الملاكمة أيضاً ومختلف أنواع المصارعة لمساعدة المصابين بنزعة سادية على تفريغ الشحنة السلبية لديهم.. وربما تحريرهم من سلوكهم العدواني.
 
هذا وقد أبدى أحد أبرز المحسنين والمتبرعين لأعمال الخير في العالم، رجل الأعمال البريطاني - اليوناني ماثيو كاسافيتس، أبدى اهتماماً بالاختراع الجديد، معرباً عن خشيته من أن يتم تحويل التقنية الجديدة عن أهدافها النبيلة لتصبح مجرد وسيلة ترفيه عصرية.. ومن ثم إلى وسيلة قمع وتعذيب مستذكراً اختراع الديناميت.
 
كذلك أعرب رجل الخير عن رغبته في المساهمة بتمويل الاختراع الجديد. وقال كاسافاتيس في تسجيل صوتي منتشر على الانترنت: "آمل أن يسعى مصنعو "تقنية التقمص" إلى استخدامها بما يعود بالنفع على البشرية، وذلك بالعمل على الترويج لها بين أكبر شريحة ممكنة من الناس لمساعدتهم بالإحساس بما يعانيه مشردو الحروب. كما آمل أن يمتلك الرؤساء ومن يملكون سلطة اتخاذ القرار وتجييش المخدوعين الشجاعة في استخدامها، بهدف الإحساس بما يقاسيه المرضى من مآسٍ وألا يقتصر الأمر على التعاطف اللحظي كمن يتعاطف مع مصاب جراء حادث سير سرعان ما ينساه ما أن يتجاوزه. فربما.. ربما يتم إنفاق تلك الأموال التي تصرف اليوم على التسليح وللترويج لروح العداء في تمويل اختراعات تفيد البشرية.. ذات يوم".
 
قراء موقع RT الأعزاء.. يقدم الموقع لكم أجمل الأمنيات وذلك بحلول الأول من أبريل الذي يعد واحدة من المناسبات اللطيفة التي تمنح هامشاً من الحرية في اختلاق الأخبار، وإن قررنا استغلال هذه المناسبة لطرح فكرة ربما تتحقق ذات يوم "بما يعود بالنفع على البشرية" كما قال فاعل الخير الذي لا وجود له، رجل الأعمال البريطاني - اليوناني ماثيو كاسافيتس.. وكل عام وأنتم بخير...