الأقباط متحدون - «سيدة البامبرز».. واغتصاب المجتمع!!
  • ١٦:٤٥
  • السبت , ١ ابريل ٢٠١٧
English version

«سيدة البامبرز».. واغتصاب المجتمع!!

مقالات مختارة | عبدالعظيم درويش

٣٠: ٠٣ م +02:00 EET

السبت ١ ابريل ٢٠١٧

عبدالعظيم درويش
عبدالعظيم درويش

على الرغم من أن عمرها لا يتجاوز العام والثمانية أشهر فإن عشرات السنوات قد أضيفت عليه لتحيلها إلى سيدة تعانى الهزيمة والانكسار، تخشى الحياة التى هزمتها حتى قبل أن تبدأها، تجتر ذكريات أليمة بعد أن عاشت سنوات من الرعب، تعلن احتجاجها على ما جرى لها برفض تناول الطعام، بعد معاناتها من ارتفاع مستمر فى درجة حرارة جسدها الذى انتُهك رغم عدم اكتماله بما يغرى ضعاف النفوس على انتهاكه، تدخل دائماً فى نوبات بكاء هيستيرى بمجرد أن يلمس جسدها أحد، متأثرة بما تعرضت له، وتلعن تلك الظروف التى أوقعتها فى طريق ذلك السفاح، فالجريمة البشعة التى أقدم عليها ذلك «الكائن» ستبقى محفورة فى ذاكرة «جنا رضيعة البامبرز» مهما باعدت بينهما الأيام!!

بأى ذنب ذُبحت براءتها وشُقت قلوب كل من تجمعها معهم بيانات بطاقة الهوية؟! وأى جريمة ارتكبتها حتى يكون مصيرها بين يدى «مخلوق أو كائن» لا يرقى أبداً لأن يكون إنساناً؟! وأى انحراف فى سلوكها سمحت به أيامها القليلة فى الدنيا جعلها «نهباً» لمن يتربص لـ«ضحاياه» كى يتصيدهم بدم بارد بعد أن يتوهم بأن ما يفعله إنما هو جزاء عادل لمن اختارت الانحراف منهجاً لحياتها؟!

بين يد من لا يخاف الله سبحانه وتعالى تحولت «جنا رضيعة البامبرز» إلى فريسة نشب فيها أنيابه، وغرس مخالبه، واعتصر لحمها، ولم يرقّ قلبه -إن كان له قلب- لصراخها وأنّاتها، ولم تشفع لها براءة طفولتها فى أن يتركها دون أن يخنق تلك البراءة ودون أن يئد الحلم‏ حتى قبل أن يبدأ ودون أن يغرس سكيناً فى قلوبنا ويبكينا جميعاً..!

«إبراهيم. م» غول سفاح تخفّى فى صورة بشر -والبشر منه براء- وجد ضالته فى «براءة تجسّدت فى صورة رضيعة» ليرتوى من دمائها ودماء أهلها دون أن يرفق بحالها أو حالهم، ودون يهتز له «رمش» وهو يرشق أنيابه فى جسدها الصغير بعد أن تجسّد فى صورة «دفتر أحوال» ليضيف سطراً جديداً إلى سوابقه التى آن الأوان لأن تُكتب لها النهاية بـ«قصاص عادل» -يتدلى به جسده من مشنقة الإعدام جزاء ما ارتكبه من جرم- بعد أن كشفت التحقيقات أن لذلك «الغول» عدة سوابق من بينها إشعاله النار فى منزل أحد جيرانه وإحراق منزل والده بسبب مشاجرة معه واتهامه فى جريمة قتل جرى حبسه بسببها 6 أشهر أفرجت عنه النيابة بعدها، إضافة إلى أن أهالى القرية لا يختلطون به نظراً لسلوكه العدوانى.

قبل سنوات قليلة اهتز الرأى العام بجريمة مماثلة سقطت فيها طفلة السنوات الخمس من عمرها.. «زينة» طفلة بورسعيد ضحية لاثنين من «غير البشر» ألقياها من الدور الحادى عشر للعمارة التى كانت تسكن فيها مع أهلها بعد أن فشلا فى اغتصابها لتسقط على الأرض وتسقط معها كل «قيم الرحمة والإنسانية» ليُحكم عليهما فى النهاية بالسجن 15 عاماً باعتبارهما «حدثين» لم يصلا بعد إلى سن الرشد «21 سنة»، أى إن القانون اعتبرهما غير مسئولين عن أفعالهما على حين أنه يُجرى تجنيد من فى مثل سنهما أو يتزوج ويصبح مسئولاً عن أسرة!

وإذا كان أهالى «دملاش»، وهى القرية التى شهدت تلك الجريمة البشعة بمحافظة الدقهلية، قد تجمعوا لإحراق منزل ذلك الجانى لولا تدخل الأمن وإقناعهم بضرورة الالتزام بالقانون، فإنهم قد بدأوا عداً تنازلياً انتظاراً لأن يصدر الحكم الذى يرقى إلى بشاعة تلك الجريمة فى أسرع وقت من بدء محاكمته يوم الثلاثاء المقبل.

وإذا كان ذلك «المخلوق» قد أحيل إلى المحاكمة فيجب أيضاً أن تجاوره أمه فى قفص الاتهام بعد أن شاركته فى محاولة إخفاء «جنا» بعد أن أنهى جريمته، إذ إن أهلها وجدوها ملقاة فى منزل الجانى وهى تنزف انتظاراً للتخلص منها رغم أن أم الجانى -إن كان يصح لها أن تنعم بلقب الأم بعد أن فقدت هى الأخرى أى معنى للأمومة- قد نفت وجودها لديهما لولا أن جارة لهما أبلغت عنهما!

الأمر يوجب على «مجلس النواب» ضرورة الإسراع بتعديل القانون وتغليظ العقوبة لتصل إلى الإعدام حال الاعتداء على طفل -سواء قتله الجانى أو تركه ليعانى آثار الاغتصاب وحده هو وأهله- من أجل حماية أطفالنا وأحفادنا جميعاً حتى لا تكون هناك المئات من «زينة بورسعيد.. أو رضيعة البامبرز»، وحتى لا ندخل جميعاً فى نوبة بكاء وتعصرنا دوامة الألم ووقتها لن ينفع الندم أو «مصمصة شفاه» جارة بعد أن تدق صدرها بكفها إشفاقاً على حال أم انخلع قلبها من مكانه رعباً على ابنة أو ابن اختفى من أمام أعينها فى مجرد دقائق قليلة!!‏
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع