الأقباط متحدون - بالونة السلطة أم طبق السلطة؟!
  • ٢١:٣٥
  • السبت , ٢٣ يونيو ٢٠١٢
English version

بالونة السلطة أم طبق السلطة؟!

ميرفت عياد

الكلام المباح

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٢

بقلم- ميرفت عياد
شاهدت طفلًا يلعب ويلهو ينفخ في إحدى البالونات بأنفاسه اللاهثة، وفيما تزداد أنفاسه لهثًا تزداد رغبته في الوصول ببالونته إلى أكبر حجم يرضي نفسه ورغبته، دون أن يدرك أن لهذه البالونة معيارًا للكبر لا يمكن أن يتحداه، ولكن رغبته في المزيد جعلته دائم النفخ، حتى جاءت اللحظة الحاسمة وانفجرت البالونة في وجه الطفل، وخسر كل شئ، وهنا لم يعد ينفعه البكاء أو العويل؛ لأن البالونة الممزقة لا يمكن إعادتها من جديد.

وعلى النقيض، وجدت شابًا جالسًا في أحد المطاعم يأكل طبقًا من السلطة متنوع الأصناف والألوان، مدركًا أهمية هذا التنوع في إضفاء الصحة والحيوية على صحته، فلم يغفل عنصرًا من عناصر الطبق، بل هم ليتعامل مع الجميع بصورة متوازنة، فأخذ يلتقط قطع الجزر والخيار والطماطم والكرفس وغيرها من الخضروات الممتزجة في انسجام وتناغم، الأمر الذي أدى إلى خلق طعم جميل، حيث أن كل نوع أضفى على الطبق مذاقًا لذيذًا شهيًا.

ووجدتني أقول لنفسي: حقًا.. شتان ما بين النضج السياسي والطفولة السياسية التي تلهو باللعبة ظنًا منها أنها تستطيع أن تمسك بزمام البالونة طيلة الوقت، وتنخدع بأن حجمها يكبر دون أن تدرك أن هذا الحجم الكبير ما يحوي بداخله سوى بضع حفنات من هواء المصالح والرغبات الجامحة في السلطة، وأن دبوس الرغبة الشعبية قادر أن يفتك بتلك البالونة في وجه أصحابها، وهنا سيعاني أصحابها من خسائر جمة وأحلام عصفت بها الحياة؛ لأن قدرة الشعب وصبره لن تستمر طويلًا في احتمال تلك العملية من النفخ الطفولي المستمر.

أما أصحاب النضج السياسي، فهم يدركون تمامًا أهمية أن يحتوي الطبق السياسي على كافة الفئات والعناصر والأطياف، حيث تتنوع الفائدة وينصلح كما يقولون حال البلاد، مدركين أهمية تناغم جميع فئات المجتمع وتوحدهم في طبق صحي وشهي، وفي نفس الوقت ذات مذاق لذيذ لمجتمع ينبض بالحيوية والحياة، وينعم بالخير والسلام والرخاء والتقدم.

لهذا، أتمنى من جميع القوى السياسية والوطنية أن تبدأ في الإعداد الفوري لطبق السلطة وليس بالونة السلطة، قبل أن ينقلب الشعب الجائع عليهم، كافرين بالسياسة والديمقراطية، بل قبل أن تقوم ثورة الجياع وتطيح بالأخضر واليابس.