الأقباط متحدون - أميرة الأقصر ودولة القانون
  • ٠٠:١٣
  • الاثنين , ٢٧ مارس ٢٠١٧
English version

أميرة الأقصر ودولة القانون

د. ماجد عزت اسرائيل

مساحة رأي

٤٨: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٧ مارس ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 د.ماجد عزت إسرائيل

  منذ إبريل عام 2013م تعرضت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لهجوم مجهولين بالخرطوش والأسلحة النارية والمولوتوف لأول مرة وعرفت الحادثة بـ"حادثة الكاتدرائية"حيث اعتلى عدد من المجهولين أسطح بعض المبانى بالقرب من الكاتدرائية، وقاموا بإطـلاق الزجاجات الفارغة باتجاهها، وأسفرت الاشتباكات عن قتل ثلاثة أقباط وإصابة (84) آخرين،ربما نرى أن المعتدين كانوا يبحثون عن أسحلة فى الكنائس، أو عن كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين،أو عبير أو ......أو قصة كاذبه لتبرير اعتداءاتهم على الأديرة والكنائس أو شركات أو محلات أو منازل الاقباط ،هنا كان أول هتاف للأقباط من داخل صحن الكاتدرائية وساحتها الكبرى ضد السلطة الحاكمة، ونجحوا فى أسقاط الدولة الفاشية وتكبدوا خسائر من الدماء ، من أجل إقامة دولة المواطنة التى لا تميز بين جميع المصريين،وربما كانت هذه الحادثة النقطة الفاصلة فى العلاقة بين رأس الدولة ورأس الكنيسة،وحاول رأس الدولة تضميد الجراح، بإرسال عدداً من مندوبيه إلى الكنيسة، لكن الجرح كان أعمق وأشد مما تخيل رأس الدولة.
 
   وخلال فترة الحكم الانتقالية (يوليو 2013- يونيو 2014م) تعرض الأقباط لكثير من الاضطهادات على يد الجماعات الأرهابية بمصر،ومن المؤسف استمر الاعتداءات والنهب والسلب وحرق الكنائس وخطف الفتيات القبطيات القاصرات كإلعادة، وكانت ذات الفترة تشهد وضع دستور 2014م،وانتخابات رئيس الحمهورية،ولا أحد ينكر أن كل الأقباط وعلى رأسهم بطريرك الكنيسة وشعبها فى داخل مصر وخارجها كانوا من من المؤيدين للرئيس الحالى "عبد الفتاح السيسى" ،وبالفعل تولى رئاسة مصر منذ 8 يونيو 2014م وحتى كتابة هذه السطور ونتمنى له مزيد من التوفيق ونقدر الظروف التى تمر بها مصر ،أيضًا لا ننكر جهوده فى إعادة تأمين حدود مصر ،ونشر الأمن بالبلاد وإعادة الثقة بين الشعب وجهاز الشرطة ،بالإضافة للمشروعات الاقتصادية وبالطبع تسير الامور نحو غدا أفضل وهذا ما نتمناه، ولكن هنا نذكر للتاريخ الذى لايسر لغد أفضل هم الأقباط حيث لم يتولوا المناصب القيادة بالدولة حيث لا يوجد بمجلس الوزراء إلا وزيرة للهجرة بلا مقر،وأيضًا لا يوجد محافظ أو نائب للمحاظ ،مع العلم أن الدولة نجحت فى تولى أمراة منصب المحافظ لمدينة البحيرة، ولا رئيس جامعة أو عميد كلية أو فرع لجامعة أو شيخ غفر،والدليل رض مدرسة وطلابها تعين مديرة مسيحية،نهيك عن صفر مريم الشهير،وتعرية سيدة الكرم السيدة "سعاد " ،وحادثة الكنيسة البطرسية فى ديسمبر 2016م،التى راح ضحايا 28 بالإضافة للمصابيين، - يجب أن نذكر هنا موقف مؤسسة الرئاسة وإعلان الرئيس بنفسه فى جنازة الضحايا اسم منذ الحادث - والتهجير الجبرى "الهجرة الإجبارية لأقباط العريش" -هنا أيضًا لاينكر دور الدولة فى تسكين هذه الأسر بمدينة الإسماعلية- بالإضافة إلى منع الإقباط من الصلاة فى بعض مدن مصر وإغلاق الكنائس حتى يتم الرضى والسماح من الجماعات المتشدين، والأغرب من ذلك المؤتمر الأخير الذى دعى إليه من قبل شيخ الأزهر دكتور أحمد الطيب،وكان عنوانه "الحرية والمواطنة والتنمية والتكامل " فى أثناء بث المؤتمر على إذاعة القرآن الكريمة قطعوا كلمة البابا "تواضروس الثانى" بحجة أن العاملين متعصبين – حسب ما ذكره رئيس الإذاعة.
 
    وأخير موضوع أميرة الأقصر "أميرة جرجس"  طالبة الثانوية العامة بمدرسة عبد المنعم العديسى بقرية المهيدات العديسات التابعة لمحافظة الأقصر، والتى أجبرت فى أثناء تكريمها على تغطية شعرها – نتذكر مرشحة فرنسا للرئاسة عن رفضت تغطية شعرها لمقابلة مفتى لبنان -   وإثناء استعداد البنت لاستلام جائزة التفوق حدث أن طالبها مدرسها بأنه لا يصح أن تبقى رقبتها مكشوفة أثناء التصوير،وبعدها تم استغلال الصورة ونشرها على أساس اعتناقها الإسلام ،وفجأة ظهور الفارس إبراهيم ، ولكن ليس على حصان هذه المرة بل يرتدى الجلابب الأبيض يطالب بعودة زوجته،وحدوث مظاهرات أمام منزل الفتاة فى 23 مارس 2017م،يطالبون بارجعها إلى زوجها،وهنا يجب أن نذكر أن هؤلاء المتشددين قاموا بالاعتداء على رجال الشرطة والأجهزة الأمنية بالمحافظة . 
  هنا نطالب الدولة بتطبيق القانون على كل المصريين دون أى أستثناء، وعدم عقد الجلسات العرفية،وإلغاء بيت العلية المصرية، وتنفيذ القانون،وحماية رجال الشرطة والجيش والاهم تأمين مستقبلهم لأن هناك ضحايا منهم كل يوم على يد أفكار المتشددين ـوأيضًا العدالة الناجزة ،وتغير الخطاب الدينى،وبث روح التعاون والمودة بين كل المصريين،والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا لا يهتم الأعلام بقضية المواطنة وفكرة الأنتماء للوطن وعدم التميز والمساواة بين المواطنين؟ ليتنا نعمل على توعية الضمير وثقافته،ولم يتحقق ذلك إلا بالتعليم والعمل الجاد وتحقيق التنمية الاقتصادية وعلاج مشكلة البطالة وعودة مصر للخريطة السياحية،ولا نملك إلا ان نصلى من أجل مصرنا الحبيبة ورئيسها وجيشها وشرطتها.....حفظ الله مصر وشعبها العريق.