الأقباط متحدون - مؤسسة أوروبية : تطلق مبادرة استأجر يهوديا
  • ١٦:٣٥
  • الجمعة , ١٧ مارس ٢٠١٧
English version

مؤسسة أوروبية : تطلق مبادرة استأجر يهوديا

محرر الأقباط متحدون

إسرائيل بالعربي

٥٦: ١٠ ص +02:00 EET

الجمعة ١٧ مارس ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب : محرر الأقباط متحدون
رصد تقرير لموقع المغرد أنه يمكن للمرء أن يستأجر بيتا أو محلا تجاريا أو مكتبا أو سيارة أو أي شيء آخر. لكن في ألمانيا إلى جانب ذلك يمكن استئجار يهودي أيضا! كيف ولماذا؟

يعيش في ألمانيا حسب التقرير حوالي 200 ألف يهودي، وهم مواطنون ألمان أبا عن جد. لكن الكثير من المواطنين الآخرين لا يعرفون شيئا عنهم وعن ديانتهم وعاداتهم وثقافتهم وخصوصيتهم، رغم أنهم سمعوا كثيرا عن اليهود في ألمانيا وما تعرضوا له من اضطهاد وإبادة ستة ملايين منهم في العهد النازي.

لا بل إن هناك أحكاما مسبقة وغير صحيحة عنهم حتى الآن. ومع تنامي اليمين المتطرف والموجة اليمنية الشعبوية في أوروبا ازداد العداء للسامية. وبغية التصدي لمعاداة السامية ولتلك الأحكام المسبقة السلبية وغير الصحيحة عن اليهود وتعريف الآخرين في ألمانيا باليهود وبديانتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وكل ما يتعلق بهم، أطلقت مؤسسة “أكاديمية يانوش كورتشاك الأوروبية” مبادرة تحت عنوان “استأجر يهوديا”.

في الموقع المخصص للمبادرة وفي أعلى الصفحة الرئيسية تحت العنوان الاستفزازي، كتبت جملة لا تقل استفزازا وهي: “هل تعرف يهوديا؟! لا؟ استأجر واحدا إذن”. أما سبب العنوان أو الشعار الاستفزازي هذا كما يقول المشرفون على المبادرة، فهو من أجل لفت الأنظار وإثارة اهتمام وفضول الآخرين. بالإضافة إلى ذلك هناك كثيرون لا يتجرؤون على القول أنهم يهود أو إعلان ذلك كما أن هناك من غير اليهود من يتجنب حتى لفظ كلمة يهودي. فهكذا استفزاز يثير الآخر ويدفعه للتساؤل والحديث والحوار، وهو ما تصبو إليه المبادرة. ويقول منسق المبادرة ومديرها، ألكسندر راسموني “يمكن للمرء أن يطلب كل شيء من خلال الانترنت، فلماذا لا يمكن طلب يهودي أيضا؟!”.

الاستئجار مجاني
أما المتعاونون مع المبادرة والذين يعملون على تنفيذ أنشطتها ويمكن استئجارهم فيبلغ عددهم حوالي خمسين شخصا بين رجل وامرأة، وهم متطوعون يهود يسعون للتواصل مع غير اليهود لتعريفهم وإطلاعهم على حياة وثقافة اليهود وديانتهم وتاريخهم وكل ما يتعلق بهم ومناقشة ذلك معهم والإجابة على أسئلتهم. وقبل كل شيء التعريف باليهود وحياتهم في ألمانيا وأنهم جزء من المجتمع الألماني.

ويتم كل ذلك عن طريق الندوات والأمسيات والمحاضرات في المدارس والمعاهد والجامعات والجمعيات والمؤسسات والكنائس. حيث يتم التواصل مع المشرفين عن المبادرة لتنظيم لقاء جماعي ووضع برنامج للقاء وتحديد موعده، وذلك دون أي مقابل مادي أو مكافأة للمحاضر الذي يقوم بذلك طوعيا، ولكن على صاحب الدعوة دفع مصاريف النقل للمحاضر فقط، يقول ألكسندر راسموني، منسق ومدير المبادرة، في حوار مع الموقع الالكتروني اليهودي الألماني “يوديشي ألغماينة”. ليهودية غنية ومنفتحة

ماشا شميرلينغ، المولودة في موسكو، وقدمت مثل كثير من يهود دول الاتحاد السوفياتي سابقا، إلى ألمانيا في تسعينات القرن الماضي، تقول في إحدى لقاءاتها مع وسائل إعلام ألمانية “نريد أن نوفر للآخرين إمكانية التحاور مع الجالية اليهودية” وتضيف ماشا الناشطة في المبادرة “نريد الآخرين أن يعرفوا أننا أناس عاديون. لا نريد أن يتم تعريفنا من خلال التاريخ، كما لا نريد أن يتم النظر إلينا دائما من خلال الهولوكوست-المحرقة” وتتابع “نريدهم أن يعرفوا كم اليهودية منفتحة وغنية ومتنوعة”.

هذه الفكرة والمبادرة الرائدة المبدعة، التي بدأت في ألمانيا وتستحق الثناء والنجاح الدعم، يمكن الاستفادة منها في مناطق أخرى أيضا. فالدول والمجتمعات المتعددة الاثنيات والقوميات واللغات والديانات مثل دول الشرق الأوسط وعلى رأسها إسرائيل وسوريا والعراق، بأمس الحاجة لمثل هذه المبادرة من أجل التواصل والتعارف بين أفراد ومواطنين الدولة الواحدة ممن ينتمون لديانات أو قوميات مختلفة. فالتنوع بمختلف أشكاله هو غنى وإثراء للمجتمع.