الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. ميلاد الشاعر نزار قبانى
  • ٠٣:٥٠
  • الثلاثاء , ٢١ مارس ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. ميلاد الشاعر نزار قبانى

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٥٨: ٠٨ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢١ مارس ٢٠١٧

 نزار قبانى
نزار قبانى

فى مثل هذا اليوم 21 مارس 1923 م..
في الحادى والعشرين من مارس ١٩٢٣، ولد الشاعر الكبير نزار قبانى، الرجل الذي نجح في تغيير العلاقة المتوترة بين المواطن العادى محدود الثقافة والشعر الفصيح. مفردات بسيطة سلسة، وصور طازجة خلابة، وموسيقى فاتنة آسرة، ورؤى شجاعة صادمة يتعرض من خلالها للقضايا السياسية والاجتماعية بجراءة غير معهودة.تخرج نزار في كلية الحقوق بجامعة دمشق ١٩٤٤، وفى العام نفسه أصدر ديوانه الأول «قالت لى السمراء». أعانه عمله في السلك الدبلوماسى على الطواف بشتى أرجاء الأرض، وامتص رحيق ثقافات مختلفة، اندمجت مع موهبته الخارقة ليبزغ اسم الشاعر الذي قدم تصورًا مغايرًا عن الحب وتجاربه وآفاقه، ثم جاءت هزيمة يونيو ١٩٦٧ ليعود وجهه السياسي الذي يربط بين الهزائم المختلفة في شتى الساحات، ويكشف عن جذور الأزمة الطاحنة التي تتجاوز العسكري المباشر إلى السياسي والثقافى والاجتماعي.لعل قصيدة نزار ذائعة الصيت: «هوامش على دفتر النكسة»، هي التعبير الأفضل عن أجواء الهزيمة ومناخها الرديء، مثلها في ذلك مثل قصيدة «البكاء بين يدى زرقاء اليمامة» لأمل دنقل، وقد تعرض نزار بسبب قصيدته هذه لحملات عاتية من الهجوم والتشهير، كأن الجديربالإدانة هو من يفضح الكارثة وليس من يصنعها بتقصيره وإدارته الكارثية. عانى نزار أوجاع محنة أليمة في مطلع السبعينيات عندما فقد ابنه الشاب الطالب في كلية طب قصر العينى، ورثاه بقصيدة بديعة، ثم جاءت محنته الثانية القاصمة للظهر بمقتل زوجته العراقية بلقيس في التفجير الإرهابى الذي تعرضت له السفارة العراقية في بيروت سنة ١٩٨٢، وكتب بعد موتها قصيدة تمتزج فيها آلام الوجيعة الذاتية بالمرارة الموضوعية.عاش نزار سنواته الأخيرة في لندن، وظل إلى يومه الأخير شابًا جريئًا جسورًا مجددًا ناقمًا على كل ما يعوق التقدم واحترام حقوق الإنسان العربى، ولأن الشعراءلا يموتون فإنه حى لا يزال، ودواوينه هي الأكثر انتشارًا ومبيعًا، ذلك أنه صادق مخلص لا يملك القارئ إلا أن يتورط في حبه...

نزار بن توفيق القباني ( 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة دمشقية عربية إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 إنخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ إنتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولاً إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق..!!-