الأقباط متحدون - أبونا فلتاؤس .. ذاع صيتُه وخلاص!
  • ٢١:٥٦
  • الاثنين , ٢٠ مارس ٢٠١٧
English version

أبونا فلتاؤس .. ذاع صيتُه وخلاص!

ليديا يؤأنس

مساحة رأي

٢٢: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٠ مارس ٢٠١٧

أبونا فلتاؤس
أبونا فلتاؤس

بقلم: ليديا يؤانس
ذاع صيتُه بشكل ليس له مثيل،  في الآونة الأخيرة، ربما في الثلاث سنوات الأخيرة.
ذاع صيتُه بالرغم من رحيله القريب، فلقد رحل عن عالمنا مُنذ سبع سنوات فقط!
ذاع صيتُه وأصبح معروفًا، بين المسيحيين وخاصة الأقباط الأرثوذكس، حيث أن مُعظمهم يعتقدون في الشفاعات!

الناس بتتعلق في قشة،  وخصوصًا المُجربين والمرضى،  ربما أحدهُم كان مُجربًا فصلي،  وطلب صلوات أبونا فلتاؤس،  فتمجد الرب،  وبدأ هذا الشخص يتحدث عن عمل الرب معه، بشفاعة أبونا فلتاؤس، بدأت أيضًا تتناقل هذه العجائب والمعجزات بين الناس، وبدأت سيرة أبونا فلتاؤس تنتشر في الأوساط المسيحية،  وذاع صيته بشكل قوي، وأطلقوا عليه "شفع المُستحيلات".

إذا نظرت إليه تجد، وجهًا ملائكيًا مُضيئًا بالنور، عينان بريئتان مثل عيون الأطفال،  إبتسامة حانية مُطمئنة، تسمعه وكأنه يهمس في أذنيك قائلًا: لا تقلق يا حبيبي، اطمئن مُشكلتك هتتحل، ربنا هيفرح قلبك!

أبونا فلتاؤس أخذ نصيب الأسد في الأسماء والألقاب، فأطلقوا عليه؛ أبونا فلتاؤس السرياني،  القمص فلتاؤس السرياني، نسر البرية، الراهب القديس فلتاؤس السرياني، كوكب برية شيهيت، وأكثر لقب أخذه هو "شفيع المستحيلات".

ولد أبونا فلتاؤس السرياني في 4 يناير 1922، من أبوين تقيين مسيحيين،  في قرية سخا بمحافظة كفر الشيخ، وكان اسمه كامل جرجس،  وكان أصغر اخوته وترتيبه السابع.

في سن السادسة والعشرون، اترهبن كامل جرجس في الثاني من نوفمبر 1948، باسم فلتاؤس السرياني.

وفي تمام الساعة الثالثة والنصف من فجر يوم الأربعاء الموافق 17 مارس 2010،  تعرض أبونا لهبوط حاد في الدورة الدموية، وتنيح الراهب القمص فلتاؤس السرياني، اللآبس الأسكيم، عن عمر يناهز ال88 عامًا. 

أبونا فلتاؤس كان له علاقة محبة وعِشرة مع القديسين،  سواء المُعاصرين أو القدامى مثل؛ السيدة العذراء، مارمينا العجايبي، أبانوب، مكسيموس ودوماديوس، البابا كيرلس السادس، البابا شنودة الثالث.

أبونا فلتاؤس خدم في دير الشهيد العظيم مارمينا في مريوط بالأسكندرية سنة 1960، وكان مسئولاً عن نظافة الدير والمطبخ.

يحكي أبونا فلتاؤس، عن واقعة حدثت بينه وبين البابا كيرلس السادس، وذلك بعد نياحة البابا كيرلس، وهيّ أنه كان في ضيقة مالية، ليسدد بعض احتياجاته البسيطة،  فكان أن طلب من البابا كيرلس أن يصلي للرب بأن يُرسل له ما يسد عوزه،  ويقول أبونا فلتاؤس: أن المال بدأ يأتيني دون إنقطاع، حتي أنني كنت أذهب إلي أقرب قرية للدير لأصرف كل ما أملك للمحتاجين،  وأعود وليس معي مليمًا واحدًا، لأنني كراهب لا أحب أن أستضيف المال في قلايتي!

أما حكايته مع البابا شنودة الثالث،  تبين أنهما كانا مُعاصرين لبعضهما، وكانت تربط بينهما صداقة وثيقة، وكانت لهما ذكريات جميلة مع بعضهما البعض، فلقد ترهبن أبونا فلتاؤس قبل أبونا أنطونيوس السرياني (البابا شنودة) بخمس سنوات.

وعندما أصبح أبونا أنطونيوس السرياني، البابا شنودة الثالث،  بني قلاية منفردة بالجنينة عام 1962، لأبونا فلتاؤس السرياني،  وفي إحدي زيارات البابا شنودة للدير،  ذهب أبونا فلتاؤس ليُسلم عليه، فلما رآه البابا قال له: مفيش حاجة أحسن من كدة تلبسها يا أبونا؟!

وأمر البابا بإحضار ملابس (كسوة) لآباء الدير كله،  فأخذ أبونا فلتاؤس الكِسوة الجديدة، وأعطاها لأحد الرهبان بالدير، وقال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ!

هذا هو أبونا فلتاؤس السرياني، 62 سنة رهبنه ونسك وعبادة،  ولكن منذ صباه كان مشغولًا بالكنيسة والكتاب المقدس،  فحفظ المزامير،  وكان صوته حلوا، وكانت عنده هواية الرسم.

كان يحب مُساعدة الفقراء، حتي قبل الرهبنة، فكان يدخر مصروفه لكي يُساعد جارًا لهم كان فقيرًا.

وعندما كان أبوأبونا فلتاؤس بالجسد يزوره في الأعياد ويأخذ له بعض الأشياء، كان يأخذها ويعطيها لأحد الشيوخ.

وعندما مرض أبوه قال له رئيس الدير أن يذهب لزيارته، رفض وقال: أُفضل يا سيدنا أن نتقابل في السماء!

وبعد فترة مات أبوه، ولم يراه، ثم أراد أخوته أن يعطوه نصيبه من الميراث، فقال لهم، "الراهب لا يرث ولا يورث"!    و "كيف لميت أن يرث ميت؟"! 

أقام الدير إحتفالا باليوبيل الذهبي (50 عاما)  لرهبنته عام 1998، وحضر الحفل قداسة البابا شنودة الثالث ولفيف من الأباء الأساقفة والرهبان.

وأيضًا بمناسبة مرور 60 عاما علي رهبنته، أقام الدير حفلا رهبانيًا في 2 نوفمبر 2008،  حضره الأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي في ذلك الوقت، وعدد كبير من الأساقفة، وكثير من آباء مجامع رهبان الأديرة.   

هذا هو أبونا القمص فلتاؤس السرياني شفيع المستحيلات، الذي ذاع صيته بشكل ليس له مثيل،  والذي أصبح معروفًا، بين المسيحيين وخاصة الأقباط الأرثوذكس، الذين يحتفلون هذ السنة بذكري نياحته السابعة في السابع عشر من  مارس،  أبونا فلتاؤس السرياني، ذو الوجه البشوش، الذي يُعتبر أقدم رهبان برية شيهيت.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع