الأقباط متحدون - ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان
  • ١٩:٥٧
  • الثلاثاء , ٢٨ فبراير ٢٠١٧
English version

ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان

سامية عياد

مع الكرازة

١٢: ١٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عرض/ سامية عياد
كانت وصية الله للإنسان هو الامتناع عن الأكل ، لكن بغواية الشيطان كسر الإنسان الوصية وأكل فسقط فى الخطية ومات ، لكن حينما جاء الرب يسوع انتصر على غواية الشيطان ليعلن أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ...

القس إبراهيم القمص عازر كاهن كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس ببنى سويف فى مقاله "الصوم والعودة للشخصية الفردوسية" حدثنا عن ثلاثة مشاهد تؤكد لنا أن قضية الصوم فى المسيحية لها أبعاد ترتبط بقصة خلاصنا ، المشهد الأول هو مخالفة آدم وحواء لوصية الله فى الامتناع عن الأكل حيث نجح الشيطان فى إقناعهم بالأكل فسقطا فى الخطية بعد أن كان الله هو محور حياتهم وأساس شبعهم ، المشهد الثانى حينما جاع الرب يسوع على الجبل بعدما جرب أربعين يوما لم ينجح الشيطان فى غوايته بالأكل إذ جاء الشيطان مقدما الطعام له لكى يأكل من يده بعد أن جاع أخيرا ، ولكن الرب يسوع يرفض وينتصر ، المشهد الثالث هو خميس العهد حيث يقدم لنا الرب يسوع جسده ودمه حتى نأكل من يده فنحيا به الى الأبد .

الصوم ليس الامتناع عن بعض الأطعمة لكن يرتبط برؤية أعمق وأشمل للحياة ، فالطعام فى حد ذاته ليس فيه حياة ، الله وحده هو سر الحياة الحقيقية ، والدليل حينما أكل الإنسان من يد الشيطان مات وصار الطعام الذى هو وسيلة لحياة الشركة مع الله ، سر موته ، لذا عندما جاء الرب يسوع أراد أن يعيد تلك العلاقة السليمة بين الإنسان والمادة فصام أربعين يوما ليعلن أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ، فعندما نأكل نأكل حتى نحيا لله ، ونعمل أعمال الله.

كما استطاع الرب يسوع أن يرفض الأكل من يد الشيطان هكذا عندما نصوم نعلن أن حياتنا الحقيقية هى الله وكلمته المحيية وأن الموت الحقيقى ليس فى غياب المادة ، ولكن فى غياب الله ، الرب يسوع خبز الحياة ، سر حياة العالم ..