الأقباط متحدون - جثمان عبد الرحمان والجبانة الكبرى
  • ١٢:٠٦
  • الاربعاء , ٢٢ فبراير ٢٠١٧
English version

جثمان عبد الرحمان والجبانة الكبرى

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

د. مينا ملاك عازر
لا أعرف متى سيصل جثمان الإرهابي عمر عبد الرحمان ليزيد مصر تلوثاً، ويدفن في ثراها بحسب وصيته، لا اعرف كيف خرج منها ولماذا؟ ألعله ملاحقأمنياً، وقد أثبتت أمريكا تلك الأحقية في الملاحقة حين قبضت عليه، وحكمت عليه بالسجن، كل هذا لا يعنيني مطلقاً، ما يعنيني في الحقيقة أنه إرهابي بحكم محكمة في دولة راعت معه أقصى درجات ضبط النفس ولم تعدمه، ربما خوفاً من زبانيته،ربما مساومة على معلومات، ربما إذلالاً له ولمريديه من الإرهابيين، لكن المؤكد أنه لم تحظى مصر بأرف استضافته حياً، ولكنها ستحظى بكارثة دفنه بين ثراها.

لولا أنني غير دموي لتمنيت حرقه أو إلقاء جثمانه في البحر في نفس النقطة التي ألقت فيها أمريكا جثمان صديقه الإرهابي أسامة بن لادن، لكن أخشى على السمكمن هول النفايات التي تلاحقه، لعل دفنه في ثرى الوطن أقل ضرراً على المخلوقات، لكنه للأسف شرف له لا يستحقه لا هو ولا أتباعه من إرهابيين الفكر والدم.

هل الحكومة المصرية وهي تعمل على إعادة جثمانه ترضي إخوانها السلفيين التي طالما تعمل على إرضائهم وهي تسن قانون بناء الكنائس فتمنع فتح الكنائس في القرى لألا يغضبوا منها، لعل الحكومة تستحي فقط من أن تأخذ عزاه كهؤلاء الإرهابيين الذين كشفوا عن وجوههم العكرة أكثر وأكثر فقرروا أن يقبلوا العزاء في كافة مقرات حزبهم الإرهابي الذي لم يحل برغم الدستور الذي يرفض قيام أحزاب دينية، ومن المؤكد أنه يمنع قيام أحزاب على أساس إرهابي، لكنه يبقى لتبقى الجبهة السلفية وحزبها راضية عن حكومة من أكثر الحكومات تواطؤً مع الإرهابيين الفكريين، والمحرضين على الدم، وأكثرها أيضاً قتالاً لحاملي السلاح، وهذه هي المفارقة أنها لا تقاوم الفكر، وتدعو لتجديد الخطاب الديني، وهي ترعى من يبثون الفتن بين الشعب وتقاتل وتكافح من يلبون نداء مشعلي الفتن ومغيبي العقول ضد الدولة، كأنك شخصين، لا تريد قطع رأس الثعبان، فقط تريد أنتقطع ذيله، فينبت لك ذنب آخر، وتبقى تتاجر بادعاء محاربتك للإرهاب وقتلك الثعابين الذي لا يحدث، بل أنك في النهاية تقبل دفن كافر بالوطن في أرض الوطن،بحسب وصيته، وهل لمثل هذا المجرم وصية نلبيها!؟ حتى نقبل أن نحول مصر له لجبانة كبرى يواري فيها جثمانه!؟.

المختصر المفيد كونوا جادين، وقولوا لنا ،هل تواجهوا الإرهاب أم تدعموه؟!