الأقباط متحدون - الغبي يصدق كل كلمة
  • ٢١:١٤
  • الاثنين , ٦ فبراير ٢٠١٧
English version

الغبي يصدق كل كلمة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٦ فبراير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
من حق الرئيس السيسي ووزرائه أن يقولوا ما يريدون، ويدعوا ما يدعون، ويؤكدوا ما يريدون تأكيده، وأن يتهموا البلد بأنها فقيرة وبلا موارد، وأن الشعب كثير العدد، وأن الفساد للركب، وأن الغد أفضل، وأن لا حل سوى الاقتراض، ولا أمل سوى في كذا وكذا، ومن حق رئيس مجلس النوام أن يقول ما شاء، وينفي أنه هو من وراء إغلاق برنامج إبراهيم عيسى، ويزعم أنه رئيس مجلس نواب جاد وكذا وكذا، ولكن الغبي من يصدق كل كلمة، فعلينا أن نزن كلماتهم، ونفكر فيها، ونرفض ما لا يناسب المنطق، ونجادلهم فيها، وحتى لو لم يقبلوا الجدال والنقاش فهم قبلوا أن يتصدروا للعمل العام، فليتحملوا تبعات هذا، وأن يصبحوا فريسة للنقد والنقاش والانتقاد ورفض أفعالهم واستهجانها.

وبناءً على ما تقدم، فنحن بصدد رصد ما يُقال لنا وتحليله ونقده بحسب المنطق، هل نحن فقراء؟ دولة تمتلك آثار هذا عددها وكمها، وما خفي كان أعظم، وتمتلك مناجم ذهب وآبار بترول وحقول غاز وسواحل على بحرين، ناهيك عن البحيرات المرة والعذبة، ونهر هذا طوله، ويجب أن نصدق أننا دولة فقيرة!!! لم أحدثك عن الثروات المعدنية كالفوسفات والمنجنيز والرملة المصنعة للزجاج والجرانيت وغيرها من معادن، ناهيك عن ثروات سمكية ومناظر طبيعية في كل نقطة بها وخاصةً على السواحل وبأعماق البحار، وهذا إلى جانب صحاري متسعة مترامية الأطراف مليئة هي الأخرى بما حابانا به الله من مناظر طبيعية وتحتوى العديد من المحميات الطبيعية المبهرة للجميع، لكننا للأسف لا نحسن استثمار إدارتها، ناهيك عن آثار دينية على مر الزمان والتاريخ، كل هذا تريدونا أن نصدق أننا دولة فقيرة!!! لعلنا فقراء حقاً في أننا لم نجد من يحسن إدارة واستثمار تلك الموارد، لعلنا فقراء حقاً في أننا لم نجد من يرى تلك الموارد لفقر في نظره، ووجهات نظره، لدينا طاقة شمسية ورياح كافية لتنير العالم كله بالكهرباء الأرخص والأمن، كونا كوننا اخترنا بناء مفاعل نووي أغلى تكلفة وأقل أمناً، فهذا يعيب قراراتنا بالفقر، وليس فقرنا نحن.

نحن لسنا أغبياء، ولن نصدق كل ما يقال لكن سنحلله ونفنده ونناقشه شئتم أو أبيتم، فلتدركوا أننا علينا أن نسأل لماذا لا تستفيدوا بكل هذه الثروات والموارد، قولوا لنا، لماذا ترونا بلداً فقير إلا إذا كان المقصود أننا فقراء القادة القادرين على تفجير طاقات البلد وإظهارها واستغلالها الاستغلال الجيد. صديقي القارئ، أنا لم أحدثك عن مواردنا من ناحية القدرات الإبداعية والمهارات الفنية والسينمائية، فالإنتاج السينمائي مادة خصبة لتنمية الموارد، واسألوا المغرب والهند وغيرها من البلاد التي استفادت من هذه الموارد الفنية المهملة هنا للأسف.

المختصر المفيد أنا  لست غبياً، ولن أصدق كل كلمة تقال لي.