الأقباط متحدون - محمد صبحى «مسيحى».. سمعتها كام مرة؟
  • ٢٣:٠٧
  • الجمعة , ١٧ مارس ٢٠١٧
English version

محمد صبحى «مسيحى».. سمعتها كام مرة؟

مقالات مختارة | محمود بسيونى

٣٧: ٠٧ م +02:00 EET

الجمعة ١٧ مارس ٢٠١٧

 محمود بسيونى
محمود بسيونى

لا يوجد فى تاريخ الشائعات المصرية الحافل، أشهر من شائعة أن الفنان الكبير محمد صبحى "مسيحى"، فهى تختفى وتظهر برتابة تثير الملل فضلا عن عدم منطقيتها، لكنها للأسف الشديد تجد من يصدقها كل مرة، رغم أن الفنان الكبير نفاها فى أكثر من برنامج تليفزيونى.

الغريب أنْ لا أحد ممن يصدقون مثل هذه المغالطات أو السخافات غير المنطقية يلتفت إلى أن اسمه الأول "محمد"، بل وقد تجده يجادل أو يبرر تصديقه مثل هذه الشائعة بأمور أكثر سخافة، مثل أن شقيقه مسيحى أو والده مسيحى إلى آخر التوهمات التى يطلقها صاحبنا "أبو العريف"، وهو الشخص الذى يتصنع المعرفة أكثر من الآخرين أو من يتوهم أنه مخزن أسرار المجتمع والدولة وربما الكون كله، وهم للأسف نسخ متكررة ومنتشرة فى المجتمع المصرى.

بتطبيق قواعد علم الحرب النفسية على تلك الشائعة نجد أنها تندرج تحت وصف "الشائعة الغائصة"، فهى شائعة تمس أمراً يتعلق بأوقات محدودة، أو مواسم بعينها، بحيث تغوص الشائعة فى المجتمع معظم الوقت، ثم تعود إلى السطح، عندما يأتى دورها، أو موسمها، أو تأتى مناسبتها، وهو ما نراه يتكرر معنا حاليا فى عدد من الموضوعات مثل وجود قاعدة روسية فى مصر وتنازل مصر عن مساحة من سيناء لإقامة دولة فلسطينية، ووقف صرف أرباح شهادات قناة السويس الجديدة، وإلغاء الدعم، وأخيرا شائعة إفلاس مصر وهى شائعات تتكرر تقريبا كل 6 أشهر، وفى كل مرة تقوم نسخ "أبو العريف" بنشرها وتبريرها، وتقوم أذرع الإخوان فى تركيا وتوابع الجزيرة فى قطر ولندن بصناعة مواد تليفزيونية، لإقناع قطاع أكبر بها.

أثيرت شائعة القاعدة العسكرية الروسية فى سيدى برانى بقوة، فى أكتوبر الماضى، وخرجت القوات المسلحة لنفى الشائعة وكذلك الكرملين، وبعدها خرج الرئيس السيسى يتساءل، لماذا تناقلت بعض وسائل الإعلام المصرية الخبر دون أن تسأل أو تتحقق، مؤكداً أن الخبر لا أساس له من الصحة ولا قواعد عسكرية لروسيا أو غيرها فى مصر، ولم يحصل الرئيس على إجابة حتى الآن!

أما عن مصدر الشائعة، فهو فى كل الأحوال مصدر مجهول، أو رفض الكشف عن هويته، دائما يظهر ليصرح لمؤسسة صحفية دولية بحجم "رويترز" أو غيرها من الصحف التى تتعامل بعداء شديد مع مصر، وبعد اكتشاف الشائعة يختفى، ثم يظهر مصدر آخر بعد فترة ليقول نفس المعلومة، باختصار نحن إزاء لعبة هدفها الأول تفتيت وحدة الشعب المصرى وصناعة دوائر من القلق بين الشعب والقيادة، بالإضافة إلى التشكيك فى كل القرارات والخطوات التى تقوم بها على الساحة الدولية.

أما عن التوقيت فمن الواضح استهدافه الزيارة المرتقبة التى سيقوم بها الرئيس السيسى إلى واشنطن، واستغلال اللغط الحاصل على روسيا فى الكونجرس وفى الإعلام الأمريكى، من أجل تقييد أو تحجيم أى اتفاق مصرى أمريكى يتبنى شراكة استراتيجية يمكن أن تبنى عليها تحركا مشتركا أو حلولا لأزمة الشرق الأوسط.

المؤكد أن هناك أطرافا مسؤولة عن إطلاق هذه الشائعات، وأنهم يعرفون جيدا أن فى مصر من سيعيد ترديدها أو تطويرها ثم ترتد بشكلها الجديد إلى الإعلام الدولى عبر النفى المتكرر، أو فى سياق الرصد الدائم لما يتردد فى وسائل الإعلام المصرية، ومن لا شىء تصنع شيئا يقع بالدولة المصرية فى الفخ المنصوب منذ نجاح ثورة 30 يونيو.

تذكّر أن آخر جندى أجنبى خرج من آخر قاعدة عسكرية أجنبية فى مصر كان عام 1956 وعقب نجاح ثورة يوليو، وأن مصر منذ ذلك الحين لم تقبل ولن تقبل إنشاء قاعدة عسكرية لأى دولة على أراضيها، وأن جيشها قادر على حمايتها داخل حدودها وخارجها، وأن محمد صبحى ليس مسيحيا.
نقلا عن المبتد أ

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع