الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..وفاة عباس العقاد
  • ٠٢:٥٩
  • الأحد , ١٢ مارس ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم..وفاة عباس العقاد

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٥١: ٠٨ ص +02:00 EET

الأحد ١٢ مارس ٢٠١٧

عباس العقاد
عباس العقاد

كتب : سامح جميل

 فى مثل هذا اليوم ...12 مارس 1964..

فى الثانى عشر من مارس ١٩٦٤، رحل المفكر العملاق عباس محمود العقاد. قد تختلف الآراء حوله وتتباين المواقف، بين إعجاب يقترب من التقديس إلى استخفاف يعبر عن الاستهانة، لكن جانبًا كبيرًا من القيمة المتوهجة للرائد الكبير ينبع من حياته.
الجميع يعرفون كلمة «العصامي» ويرددونها، وليس مثل العقاد في تجسيده العميق للكلمة الشائعة، فقد استطاع بإرادته الجبارة وإصراره العنيد وقوة عزيمته، أن يتجاوز كل المصاعب والتحديات، وأن يفرض نفسه على خريطة الحياة المصرية، السياسية والثقافية والصحفية، ما يقرب من نصف قرن، كان خلاله ملء الأسماع والأبصار، ونموذجًا فذًا للمثقف الموسوعى الذي لا يحمل شهادة جامعية، أو حتى شهادة تعليم متوسط.
طه حسين ومحمد حسين هيكل ومنصور فهمي، وغيرهم من أقران العقاد وأبناء جيله، يحملون درجات علمية رفيعة من جامعات أوربية عريقة، وينتمى بعضهم إلى أصول اجتماعية ساعدتهم على الصعود ومكنتهم من استثمار مواهبهم وثقافتهم، لكن العقاد نسيج مختلف. بالقلم وحده شق طريقه وفرض نفسه، وبالجهد والعرق انتزع المكانة. عشرات الكتب، وآلاف المقالات، ومئات المواقف السياسية، وانتقال عاصف من اتجاه إلى اتجاه، ومن حزب إلى حزب، ومن معسكر التحديث والتنوير إلى خندق المحافظة وتكريس السائد، ومعارك شتى تطرف في بعضها إلى درجة الهجاء المقذع والسباب البذيء. يحار قارئ العقاد في تصنيفه، فهو شاعر وناقد ومؤرخ وسياسي وصحفي، وهو قبل ذلك وبعده حياة حافلة بالكفاح الذي لا يكل ولا يهدأ.
أجمل ما في العقاد، الصلب العنيد، أنه كان يحمل في أعماقه روح الطفل وقلب الفنان وبراءة الإنسان النقى اللاهث وراء الحب والخير والجمال. ما أروع العقاد عندما يكون عفويًا، ويعترف بآلامه وعذاباته وحيرته. ما أجمله عندما يضحك وينثر الفكاهات، قبل أن يرتد سريعًا إلى قلعته الجادة المحصنة بالصرامة والتجهم والرغبة في النزال والعراك...!!