الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..وفاة كافور بن عبد الله الإخشيدي
  • ١٤:٠٣
  • الأحد , ٥ مارس ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم..وفاة كافور بن عبد الله الإخشيدي

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٥٣: ٠٨ ص +02:00 EET

الأحد ٥ مارس ٢٠١٧

كتب : سامح جميل

 فى مثل هذا اليوم 5مارس 967م..

وفاة كافور بن عبد الله الإخشيدي
في مثل هذا اليوم 5 من مارس 967م
توفى كافور بن عبد الله الإخشيدي، واحد من أشهر حكام مصر، كان خادمًا للإخشيد محمد بن طغج، وساعده ذكاؤه وطموحه على الترقي حتى صار من كبار القادة، وبعد موت الإخشيد كان القائم على أبنائه وبيده مقاليد الأمور، تعرض للمدح من الشاعر الكبير المتنبي، كما هجاه حين لم يجد عنده ما كان يصبو إليه، وعُرفت هذه القصائد في الأدب العربي بالكافوريات...
ابو المسك كافور كافور الاخشيدى أحد حكام الدولة الأخشيدية في مصر وسوريا جاء لمصر مع من جلبوا إليها من عبيد يباعون في أسواقها من السودان أو النوبة وهو بين العاشرة والرابعة عشرة.
....
كان كافور اسودا دميماً قبيح الشكل مثقوب الشفة السفلي مشوه القدمين بطيئاً ثقيل القدم ، ولكنه كان يملك نفساً كبيرة ويحمل بين جوانحه قلباً كبيراً 
....
بيع كافور لاحد تجار الزيوت ليعمل فى معصرتة مستخدما قدميه فى عمل شاق لا ينتهى ليفترش الأرض متمرغاً في زيتها بلا نهاية ، دونما رحمة من سيده الذى سخره فيما يحنمل ولا يحتمل .
.. 
بعد عدة سنوات قرر تاجر الزيوت ان يتخلص من كافور فباعه لمحمود بن وهب بن عباس الكاتب، الذى علمه وفتح له طريقا للقراءة والكتابة .
كا ن كافور فى موعد مع القدر الذى تبسم له بعدطول انتظار فحدث ان ارسله الكاتب بهدية إلي صديقه محمد بن طغج احد كبار القاده العسكريين للامير تكين" أمير مصر وقتها.
...
حين رأه الإخشيد انفتح له قلبه من أول وهلة ، فسعي لشراء هذا الصبي الأسود مقابل ثمانية عشرة ديناراً دفعها ثمناً له . فرباه واحسن تربيته 
فاكتسب كافور ثقة سيده الاخشيد لشدة اخلاصه له ليس طمعا في إرثه أو هداياه وانما حبا له فعينه كمشرف على التعاليم الأميرية لأبنائه، ثم جعله من كبار قواده لما يمتلكه من حسن التدبير والحزم ثم ما لبث ان اطلق سراحه وأطلق سراحه
تولى محمد بن طغج الاخشبدى ولاية مصر عام 323 هج مكافأة له علي نجاحه في صد محاولة الفاطميين الأولي لغزو مصر سن 321 هـ ونجح أن يثبت سلطانه بمصر و الشام الحجاز كما قام بالكثيير من المشروعات كيف يحكم المصريين و يعيد النظام و السكينة محل الفوضي الاضطرابات.
....
مات محمد بن طغج الإخشيد بدمشق سنة 334 هج / 946 م أثناء إحدي غزواته ضد الدولة الحمدانية، و نقل إلي بيت المقدس و دفن بها , بعدما اوصي لابنه أبو القاسم انجور الذى لم يتعد الخامسة عشره من عمره بالخلافة ونظرا لصغر سنه تولى كافورالوصايه ليصبح الحاكم الفعلي لمصر منذ 946 محافظا علي ممتلكات الدوله الاخشيديه 
.....
تقول الروايات أن نجم انجور قد اختفى سريعا لان كافور لم يتيح له الفرصة كي يمرن نفسه علي الحكم ولم يكن ليدعه يظهر للناس حتي لا يعرفونه ، ليسطع نجم كافور الذي دعا له الخطباء علي المنابر دون أونوجور ، فملك كافور السلطة والمال في يده .
....
ضاق الأمر بأونوجور فترك العاصمة وادعي بأنه سيخرج للهو والصيد ولكنه اتجه إلي ناحية الرملة بأرض [فلسطين] وفي قرارة نفسه ونيته انتزاع ما سُلب من ملكه ولكن والده انجور حذرته من عواقب هذا الامر لان ن مافي خزائن ابنها لا يكفي فهو شئ قليل لا يكاد أن يكفي ماهم طامعون فيه ، فحذرت ابنها من مغبة الهزيمة ، ورأت في الوقوف إلي جانب أبي المسك مزية ومكسباً لأسرتها .
.....
ارسل كافور لانجور ليطيب خاطره ويسترضيه ويمنيه بالملك ولكن الملك الصغير كان قد نسي مسألة الملك وقنع بما يصله من دريهمات قليلة اومات أونوجور عن عمر يناهز الثلاثين عاماً وقيل أن كافور دس له السم ليستريح منه وليزيحه من طريقه 
.
بعد وفاة انجور تولى الحكم أخوه علي بن الإخشيد الذي كانت نفسه تمتلئ رعباً من سطوة كافور وشدة بأسه ، و الذى اخذ يضيق عليه الخناق فلم يتركه يظهر للشعب مما جعل الصبي يتجه الى حياة اللهو تاره والإنقطاع للعبادة تارة اخرى ، والبحث عن ملكه الضائع احيانا اخرى مما دفع كافور الى ان يعجل بموته بعد أن دس له السم أيضاً. 
...
شغل أبا المسك كافور دولة بني الإخشيد قرابة واحداً وعشرين سنة من عمر الدولة الذى امتد حكمها لمصر مدة أربعاً وثلاثين عاماً متبع افى سياستة الخارجية منهج وسياسة سياسة محمد بن طغج الإخشيد في الحفاظ على علاقة متوازنة مع كل من العباسيين والفاطميين.
...
لم يخل عهده من الكثير من المصائب المتواليةذكر “المقريزي
” إنه وقع فى سنة 341 هـ، وباء الفأر، وأهلك الغلات، وحدثت مجاعة شديدة، فاضطر الناس لأكل الكلاب والقطط، ثم عمدوا إلى الفئران نفسها، خاصةً أن اصطيادها كان سهلاً، نتيجة ضخامتها، فكان الفأر يعادل في حجمه الأرنب
وفي سنة 347هـ، شهدت مصر هجوم للجراد أتى على جميع الأشجار، ونفقت الماشية، وعمت المجاعات أسفرت عن وفاة المئات، وأكل الناس حيوانات الشوارع، وجيف الماشية, ثم حدث اجتياح الفئران لمصر.
....
وفى عهده وقع حريق القاهرة الشهير ،حيث وقع حريق كبير بالفسطاط، في سوق العسل، وكان جملة ما احترق غير البضائع والأقمشة 16 ألف دار وبات الناس في خطر عظيم، فركب كافور الاخشيدى وأمر بالنداء “من جاء بقربة أو كوز ماء، فله درهم”.
بلغ إجمالي ما صرفه “كافور” 10 آلاف درهم، مقابل ملء 100 إناء،, 
.......
فى عام 353 هـ ثم واجهت مصر أخطر أزماتها الاقتصادية على مر تاريخها استمرت تلك الأزمة تسع سنوات كاملة، حيث وزاد السعر، لدرجة بلغت الضعف، والضعفين أحياناً، وندر الخبز، فلم يوجد، وبلغ القمح أعلى سعر, وانتقضت الأعمال لكثرة الفتن، وتم نهب الديار والغلات، وثار الناس في مصر بسبب السعر، ودخلوا الجامع العتيق بالفسطاط، يوم جمعة، وازدحموا عند المحراب، فمات رجل وامرأة في الزحام، ولم تؤد صلاة الجمعة يومئذ.وتعرض الصعيد لهجمات النوبة التي وصلت حتى اخميم بسوهاج. وظل أهلها يعانون من المجاعة، وهو ما دفع إ الناس للخروج للثورة على الجوع. 
....
وعلى الرغم من تلك المصائب فقد اكتسب كافور الذى كنى بالاستاذ شعبية بين العلماء والأدباء لما يجزله لهم من العطاء ، كما نبغ في عهده كثير من الفقهاء و الأدباء و المؤرخين و الشعراء، ومن أشهرهم القاضي أبو بكر بن حداد و تلميذه محمد بن موسي المعروف بسيبويه المصري.
و منهم أبي الطيب المتنبي. أحد أشهر الشعراء المعاصرين له الذى قام بمدحه بمدحه، ومع ذلك لم يكافئه أبو المسك بمنصب رفيع ولم يمنحه الهداياالمنشودة فسخر منه وهجاه، وكان من أشهر أبيات الشعر التي هجا بها المتنبي كافورا:
لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد
.......
توفى كافور عام 967 م ، فاختار الجند الصبى الصغير أبا الفوارس أحمد بن علي الأخشيد ذو الاحد عشر سنه ، و عين الحسين بن عبيد الله بن طغيج و صياً عليه. فاستبد الحسين بالأمر ، و اساء معاملة الأهالي حتي سخط الناس عليه.
....
و أمام هذا الانهيار الكبير في أحوال البلاد، أرسل المعز حملته الثالثة علي مصر بقادة جوهر الصقلي الذي استطاع هذه المرة أن يفتح مصر سنة 358 هج/ 969 م، لتسقط الدولة الأخشيدية و لتتحول مصر لدولة فاطمية بعد ان سقط الحجر الاسود (الاستاذ (الحجر الاسود )الذى حكم مصركافور العبد الحبشى الذى قال عنه الفاطميين : (لن نستطيع فتح مصر قبل زوال الحجر الأسود ) ...!!
.......