الأقباط متحدون - الإرهاب ونزوح الأقباط من سيناء
  • ٠٤:٣١
  • السبت , ٤ مارس ٢٠١٧
English version

الإرهاب ونزوح الأقباط من سيناء

٥٢: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ٤ مارس ٢٠١٧

المستشار/محمد حامد الجمل
المستشار/محمد حامد الجمل

أنوار الحقيقة
وقع منذ أيام حادث إرهابى خطير فى سيناء، حيث تم اغتيال ستة أفراد من الأقباط مع نهب شقتهم وحرقها، وذلك فى شمال سيناء، وعلى أثر ذلك، استولى الرعب على الأقباط فى شمال سيناء، فهاجرت 38 عائلة منهم إلى الإسماعيلية، وقد أصدر الرئيس السيسى أوامره للحكومة بكل وزاراتها، ولكل أجهزة الدولة بتوفير الإقامة الآمنة وكل الخدمات المعيشية للعائلات المهاجرة المذكورة مع توفير الأعمال البديلة لكل من العاملين المهاجرين مع إلحاق التلاميذ والطلاب منهم بالمدارس، وفى الجامعة بالإسماعيلية، وقد حدثت أيضًا حالة تهجير وانتقال لعدد آخر من العائلات المسيحية من شمال سيناء إلى القاهرة وأسيوط ومدن أخرى، وقد نفت وزارة الداخلية وغيرها من أجهزة الدولة أنها قد أصدرت توجيهات للعائلات المسيحية بالهجرة من شمال سيناء، وتثير هذه الأحداث القلق والغضب فى نفوس الشعب المصرى بأكمله مسلمين ومسيحيين، كما تثير هذه الحالات العديد من الأسئلة المهمة فى هذا الخصوص عن كيف استطاع الإرهابيون اقتحام المسكن الذى قتل فيه الإرهابيون المصريين المسيحيين وأحرقوه دون أن يطاردهم ويضبطهم أحد من قوات الأمن حتى الآن.

والسؤال الثانى: كيف استطاع الإرهابيون إنشاء نفق على عمق عشرين مترًا فى جبل الحلال بسيناء دون أن يقبض عليهم وتضبطهم قوات الأمن والجيش الثالث الميدانى المرابط فى سيناء؟

والسؤال الثالث: هل توجد خطة أمنية لرصد ومتابعة العصابات الإرهابية فى سيناء ومطاردتها والقبض على أفرادها قبل تنفيذهم لجرائمهم البشعة وهل بعد هذه الأحداث الأخيرة قد وضعت مثل هذه الخطة وجهزت قوة من الأمن والمخابرات لجمع المعلومات والرصد للإرهابيين فى سيناء ومنع ارتكاب هؤلاء المجرمين لجرائمهم؟

ولا بد من القول بأن ما تم من جرائم قد تم بالتطبيق التام للمبادئ العقيدية الإرهابية الإخوانية التى وضعها البنا وسيد قطب، وهى اعتبار المسلمين المصريين غير الإخوان كفارًا رغم كونهم يرددون الشهادة الإسلامية ويصلون ويركعون ويحجون ويدفعون الزكاة ومثلهم الأقباط من الكفار وبناء على هذا التصنيف الإرهابى، فإنه يحل دم وأموال وأعراض الكفار وتعتبر أموالهم وأملاكهم غنيمة للإرهابيين الذين يبررون إرهابهم بأنهم يريدون تطبيق الشريعة وإقامة دولة الخلافة، وهى أمر وهمى يستحيل إقامته فى القرن الواحد والعشرين وقد تم اغتيال ستة من الخلفاء منذ ألف وأربعمائة عام خلال الصراع السياسى على الحكم وهم عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب والحسن والحسين إلخ.. وهل تم حتى الآن إعداد خطة إعلامية يقودها الأزهر لتبصير المواطنين المصريين وخاصة الشباب بزيف وبطلان هذه الأفكار الإخوانية الإرهابية وتناقضها مع القرآن والسنة المطهرة ونصوص الدستور وذلك باعتبار هذا الجهد الدعوى والاعلامى التثقيفى ضمن مقتضيات تجديد الخطاب الدينى فى البلاد، وأرجو من أجهزة الدولة المصرية الديمقراطية الوطنية أن تجد الرد على هذه الأسئلة وأن توفق فى مقاومة الإرهاب والمذهب العقيدى الإرهابى وتقضى على الإرهابيين فى سيناء على الأقل والله غالب على أمره.
نقلا عن الوفد

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع