الأقباط متحدون - نحن أقباط مصر
  • ١٩:٤٩
  • الثلاثاء , ٢٨ فبراير ٢٠١٧
English version

نحن أقباط مصر

مقالات مختارة | د.عزة احمد هيكل

١٠: ١٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠١٧

د.عزة احمد هيكل
د.عزة احمد هيكل

أنا قبطية مصرية مسلمة وأعتبر ما يحدث لأهلي في شمال سيناء والعريش مأساة يعيشها الوطن بأكمله وإذا كانت هناك حالة من الخوف والفزع والهروب من جحيم الإرهاب والتعصب الذي يضرب أرض مصر المباركة فإننا جميعًا علينا أن نتكاتف إعلاميًا وإنسانيًا وسياسيًا في أن يتم إخلاء تلك المناطق في سيناء من الأهالي جميعًا حتى نعرف من هو العدو ومن هو الإرهابي ومن هو الخائن ومن هو المصري الأصيل وليس المصري العميل المنافق الخائن الذي يبيع أرض بلاده وأهله نظير مال أو وعد بسلطة أو حتى وعد بجنة وفتوى حور العين .... إن قضية أقباط مصر في شمال سيناء ليست قضية سياسية في المقام الأول ولكنها قضية مجتمع ضرب التعصب كل أوصاله ووصل به المطاف إلى التكفير والترهيب والحرق والقتل وأي محاولات بائسة فاشلة لرأب هذا الصدع لن تفلح وعلى الدولة أن تثبت مدنيتها وليس علمانيتها بمعنى أن هذه الدولة لها قوانين صارمة تطبق على جميع المصريين وأنه لا فرق بين مصري مواطن وآخر في لون أو جنس أو عقيدة ؛ لهذا فإن تصريحات من وزراء أو مسئولين سياسيين هي تصريحات تزيد من الأزمة وتؤجج المشكلة وتصل بنا إلى ما يريده الغرب والمتآمرون منا وما يحيط بالوطن من مؤامرات متتالية وفي ذات الوقت لا يجوز ولا يصح أن يكون الإعلام الخاص أو الإعلام بشكل عام هو البديل السياسي والمجتمعي للأحداث الدامية التي كانت أرض العريش مسرحًا لها ولا يجوز هذا الصمت المريب والمستمر من أجهزة الدولة لاسيما مجلس الوزراء والمحافظين ومجلس النواب ولا أن يصل الصمت إلى رأس الدولة المصرية السيد رئيس الجمهورية وهو الذى من الممكن أن يبعث الطمأنينة والسلام والأمن بخطاب يوجهه إلى أهالى العريش وإلى إجراءات قانونية يتم اتخاذها حتى نطبق قواعد الدولة المدنية ومواد الدستور المصرى الذى أقرته ملايين المصريين..

 لا أتحدث عن الأزهر ولا دور مجلس أو هيئة العلماء فيما يجرى ودور المثقفين المصريين المستنيرين ولا دور الشباب ومنظمات المجتمع المدنى والمجالس الحقوقية فى أهمية تأصيل المواطنة ونبذ كل الدعاوى التى تثار عن الفتنة الطائفية وعن اضطهاد أقباط مصر وعن بداية مخطط ومشروع  صهيونى لتأسيس دولة دواعش غزاوية على حدود فلسطين المحتلة؛ ذلك لأن ذلك الدور الغائب هو ذاته الفريضة الغائبة عن جميع المصريين وعن كل مؤسسات المجتمع المدنى وإذا تم إخلاء أو تهجير أى قبطى من وطنه وأرضه وبلده فهذا عار على جميع المصريين وعلى الحكومة وعلى الأحزاب ومنظمات المجتمع  ومؤسساته بأكملها .. على الدولة ورأسها أن تبدآ حراكاً قانونياً وسياسياً ومجتمعياً لنخرج من هذه المحنة التى تبغى تقطيع أوصال الوطن والوصول إلى الأهداف الخبيثة والدنيئة بشتى الطرق ... الجامعات والمدارس والمعاهد المنتديات والمشايخ التى لم تطلهم أنياب التعصب الوهابى السلفى التكفيرى عليهم دور فى تلك المحنة ولكن لنبدأ بالدولة والتى عليها حماية المصريين جميعًا لا فرقه ولا تفرقة ولا فتنة وإذا كان على الأقباط أن  يخرجوا فى رحلة كما صرحت الوزيرة فإن المصريين جميعًا على أرض العريش عليهم أن يصطحبوا إخوانهم وأخواتهم فى ذات الرحلة.

كما حدث للمصريين بعد نكسة وهزيمة 1967 وتهجير أهالي مدن القناة لم تفرق المحنة والهزيمة بين مصري قبطي وآخر مسلم كما لم تفرق يد الإرهاب وهي تذبح وتحرق وتقتل المدنيين والشرطة والجنود بين الهلال والصليب ..... الأمر من البداية في يد الدولة والحكومة ورئيس الجمهورية والتهجير يكون للجميع حتى تعود السيطرة الكاملة على الأرض والعرض والشرف. أما أن يكون الإعلام هو السبيل والتصريحات هي الوسيلة والصمت المريب من مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأزهر فإن هذا نذير خراب لوطن عاش وسوف يعيش على التسامح وعلى التدين الوسطي وعلى الشموع التي تضاء للعذراء مريم والدعوة في رحاب سيدنا الإمام الحسين .....
نقلا عن الوفد

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع