الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. انقلاب عسكري في إيران بقيادة رضا بهلوي
  • ٠٢:٣٣
  • الثلاثاء , ٢١ فبراير ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. انقلاب عسكري في إيران بقيادة رضا بهلوي

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٨: ٠٨ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٧

رضا بهلوي
رضا بهلوي

فى مثل هذا اليوم 21 فبراير 1921..
رضا بهلوي، صفحة تبقى لغزا كبيرا في تاريخ إيران الطويل ، صعد إلى عرش طهران في صفقة بريطانية شهيرة ومشبوهة ، وترك العرش كُرها بسبب الفقر الذي ضرب شعبه وحالة الغليان التي سادت البلاد بسب سياسات الاضطهاد التي طالت قطاعات كبيرة ، بينهم العلماء ورجال الدين ، بهلوي " بحسب كبار الساسة " استحق لقب إمبراطور الفقر والاضطهاد ، وجائزة العار بحسب الإيرانيين عن دوره في ثورة " القاجارية " الوهم .

في مثل هذا اليوم عام 1921 قام رضا بهلوي بالثورة ضد الدولة القاجارية بقيادة الملك أحمد شاه، لكن هذه الثورة لم تكن إيرانية خالصة مئة بالمئة بل تمت بدعم من بريطانيا ، ووصفها البعض من الإيرانيين بأنها وصمة عار في تاريخ بهلوي. رضا شاه الذي تمكن من الوصول إلى منصب قيادة قوات القازاق ولبى اقتراحاً بريطانياً للقيام بانقلاب عسكري يأتي بحكومة قوية في إيران ، لم تدم طويلا .

أدى استمرار النزاعات الداخلية في إيران واحتمال سقوط البلاد في مصيدة البلاشفة، وبالتالي تعرض مصادر النفط في إيران للخطر، حدا ببريطانيا إلى العمل على تثبيت الأوضاع الاقتصادية والسياسية في إيران ومن ثم تقوية الحكومة المركزية أو إيجاد نظام حكم مقتدر.

دخلت الخطة البريطانية حيز التنفيذ من خلال عقد اتفاقية عام 1919 ميلادي، كان مضمون هذه الاتفاقية يعكس في الظاهر تقديم مساعدة اقتصادية لإيران، واستخدام مستشارين بريطانيين للعمل على تنظيم الجيش والجهاز الإداري في البلاد.

غير أن الهدف الحقيقي من وراء عقد هذه الاتفاقية البريطانية- الإيرانية هو تحويل إيران إلى محمية إنجليزية، خصوصاً وأن بريطانيا كانت قد استحوذت بعد الحرب على الكثير من البلدان تقاسمتها مع حليفتها فرنسا بعد أن خرجتا من الحرب منتصرتين.

من ثم واجهت اتفاقية 1919 معارضة من قبل الرأي العام و قوى أجنبية أخرى، مع فشل الحكومة البريطانية في المجيء بحكومة تتمكن من التصديق على الاتفاقية المذكورة.

وهكذا لم تدخل اتفاقية 1919 حيز العمل الأمر الذي دعا الساسة البريطانيون للتفكير خطة أخرى فيما يتعلق بإيران.

تمثلت الخطة الأخرى الجديدة تشكيل حكومة مركزية جديدة في إيران. حكومة تتمكن من قمع الحركات الداعية إلى الحكم الذاتي والمطالبين بالانفصال، و تستطيع توفير الأمن والاستقرار المطلوبين في المناطق الغنية بالبترول في إيران .

واختار البريطانيون لتحقيق أغراضهم هذه رضا خان أحد الضباط الطامحين إلى السلطة في قوة القازاق وهي القوة العسكرية الوحيدة التي كانت مؤلفة على الطراز الحديث في إيران آنذاك.

وهكذا قاد رضا خان انقلابا في عام 1299 هجريا الموافق لعام 1921 للميلاد ووقعت العاصمة طهران بأيدي قوات الانقلاب.

لكن الحكومة البريطانية فرضت السيد ضياء الدين الطبطبائي السياسي الإيراني حليف البريطانيين رئيساً للوزراء ، أما رضا خان فقد حصل من الملك القاجاري أحمد شاه على مرسوم بتعيينه قائداً عاماً للجيش.

لم يبق السيد ضياء الدين الطبطبائي في منصب رئيس الوزراء أكثر من 93 يوماً، حيث فرض رضا خان نفسه على الشاه واستحوذ على هذا المنصب لنفسه.

على أن رضا خان عندما كان قائداً للجيش، قد سخّر ميزانية مالية كبيرة لبناء قوات مسلحة قوية وقوات طيران كانت الأولى وقتها، أصبحت على مدى سنين حياته دعامة كبيرة لحكمه.

وفي عام 1926 وبدعم من الجيش وقوى سياسية، أعلن رضا خان نفسه ملكاً على إيران وهكذا انتهت الدولة القاجارية وبدأ الحكم البهلوي في إيران.

اتسمت فترة حكم رضا خان بمعارضة الإسلام ورجال الدين وتوحيد إيران على أساس قومي وإحياء إيران الفارسية.

لقد أطلق رضا شاه منذ أن صار ملكاً على اسم أسرته لقب الأسرة البهلوية، الذي يعكس ثقافة إيران في العصر الساساني وسعى رضا شاه لعزل رجال الدين، وإخراج الدين بشكل كامل الحياة السياسية، كما كان وراء قتل العالم الديني المجاهد آية الله السيد حسن المدرس. .

وفي ظل تلك الأوضاع اتسمت الحياة بتدني مستويات المعيشة مع انتشار الفقر والظلم بانتزاع الأراضي من المزارعين، مما أدى إلي ثورة أخرى نشأت من رحم نظام رضا بهلوي...!!