الأقباط متحدون - حكومة الغمامة ومكتبات الكرامة
  • ٠٥:٥٨
  • الاثنين , ٩ يناير ٢٠١٧
English version

حكومة الغمامة ومكتبات الكرامة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٣: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ٩ يناير ٢٠١٧

مكتبات الكرامة
مكتبات الكرامة

د. مينا ملاك عازر
مكتبات «الكرامة» هي مبادرة قامت بها «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، لإنشاء خمس مكتبات عامة في أحياء القاهرة الشعبية والأقاليم، وتقدم خدمات القراءة والاستعارة بشكل مجاني إيمانا منها أن العلم والمعرفة ركائز أساسية في أي دولة ترغب في التقدم، ولأن الإنسان الواعي يستطيع أن يفهم حقوقه ويدافع عنها ويساهم في تطوير مجتمعه، ولأن هذه الأحياء الشعبية تكون غالباً مزدحمة، فإن توفير مكان ليقرأ فيه الشباب والأطفال يصبح ضرورة إنسانية قصوى، والكثير منهم لديهم مواهب وقدرات إبداعية يستلزم تنميتها بالقراءة.

بالطبع، متى سألت عن تلك المكتبات، لن تجد إجابة لأن الحكومة النبيهة المثقفة المتعلمة، والأمن الواعي المتعمق والمدرك لأهمية العلم والتنوير قد أغلقاها، مهلاً أنا لا أكذب عليك، فهي الحقيقة، دعك أرجوك ممن أقام المكتبات، وليكن العدو المعادي لمصر والكاره لشعبها، كان يمكن للحكومة أن تسيطر عليها وتديرها لتطمئن على أنها ليست ستار لبيع المخدرات أو المتاجرة في الكتب التي تحث على الإرهاب أو الشارحة لتصنيع المتفجرات أو المحرضة على كراهية الآخر أو المنافية للآداب، المهيجة للشعور والرغبة الجنسية، كان من الممكن للحكومة إدارة المكتبات وزيادتها أو التعاون مع مؤسس تلك المكتبات لتعميم الفكرة في كافة ربوع مصر، لكن الحكومة ومن ورائها الأمن يرون في القراءة والثقافة -ما لم تأتي من الحكومة وتسمى القراءة للجميع- حرام وعيب وخطر داهم يهدد المسؤولين في مكاتبهم للأسف.

لماذا أغلقت الحكومة المكتبات؟ الإجابة ببساطة لأنها لا تريد أن تقدم خدمات القراءة والاستعارة بشكل مجاني للمواطنين، لماذا لا تريد هذا؟ لأنها لا تؤمن بأن العلم والمعرفة ركائز أساسية في أي دولة ترغب في التقدم، وهل لدي دليل على أن الحكومة لا تؤمن بهذا؟ أجيبك وهل لديك أكثر من إغلاقها لتلك المكتبات دليلاً.

السؤال الأهم هنا، ماذا تريد الحكومة فعله؟ الإجابة ببساطة، هو أن تضع غمامة على الإنسان المصري، لأنها تعرف جيداً أن الإنسان الواعي يستطيع أن يفهم حقوقه ويدافع عنها ويساهم في تطوير مجتمعه، وهو ما لا تريده الحكومة للأسف. فهي تريد أن تبقى الأمور هكذا والبشر غير واعين، والدليل على صدق ما أقوله أنها أغلقت المكتبات، وهل بعد غلقها دليل على رغبة الحكومة في تغميم الشعب.

المؤسف في غلق تلك المكتبات أنها كانت تقام في أحياء فقيرة مزدحمة ووجود المكتبات بها ضرورة إنسانية قصوى، والكثير من ابنائها لديهم مواهب وقدرات إبداعية يستلزم تنميتها بالقراءة، وهو أمر مكروه لدى حكومة رفع الجمارك وإلغائها على الكيف، وترك العقول جائعة للفهم، وترك كراسي النواب يصل لها رجال لا علاقة لهم بالعلم والثقافة.

قد كنت أتمنى أن تعمم تجربة المكتبات في كل ربوع مصر، وترفع بل وتغل أيدي الحكومة عنها، لأنه عندما تساهم هذه المكتبات في بناء جيل مثقف إذا دخل بعض أفراده البرلمان لن يطالبوا بمحاكمة نجيب محفوظ أو طه حسين أو يوسف إدريس لأنهم سيكونون على معرفة جيدة بهم.

المختصر المفيد  اقرأوا لتتثقفوا.