الأقباط متحدون - فاروق حسنى ودرس اليونيسكو
  • ٢٠:٠٦
  • الجمعة , ١٧ فبراير ٢٠١٧
English version

فاروق حسنى ودرس اليونيسكو

مقالات مختارة | خالد منتصر

٤٥: ١٢ م +02:00 EET

الجمعة ١٧ فبراير ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

توقيت صدور كتاب عن معركة اليونيسكو التى خاضها الفنان فاروق حسنى فى هذا التوقيت الذى تخوض فيه السفيرة مشيرة خطاب نفس المعركة توقيت مهم، ذلك لأن الدروس المستفادة من تجربة «حسنى» كثيرة ويجب دراستها وتحليلها جيداً، خاصة أننى أرى شخصياً أن مساندة الدولة فى زمن فاروق حسنى كانت أقوى فى ظل مناخ عربى وأفريقى أفضل وأكثر استقراراً وعلاقات ثقافية متينة أكثر تشعباً كوّنها «حسنى» بذكاء خلال مدة الوزارة الطويلة وقبلها فى أكاديميتى باريس وروما، كتاب «فاروق حسنى وأسرار معركة اليونيسكو» هو حصيلة حوارات ومعلومات جمعتها الصحفية المجتهدة النشيطة فتحية الدخاخنى ونسقتها برشاقة وحرفية، لا أستطيع أن أتهم فاروق حسنى فى هذه المعركة بالتقصير،

ولا أستطيع أيضاً أن أتهم وزارة الخارجية أو فريقه المعاون الذى اختاره على أعلى مستوى وكان يضم قامات مهنية وثقافية رفيعة، لكن باختصار ومن الآخر كما يقال فى الشارع المصرى، من لا تريده إسرائيل أن يمر ومن خلفها أمريكا لن ينجح ولن يمر، اللوبى الصهيونى فى العالم فى منتهى القوة، وبرغم أن فاروق حسنى لم يصنَّف يوماً من أعداء السامية، وبرغم ترميمات المعابد اليهودية فى مصر التى تمت فى عهده، إلا أنهم استطاعوا اصطياد جملة عابرة قيلت فى حوار جانبى على باب مجلس الشعب بين فاروق حسنى والنائب الإخوانى محسن راضى الذى قال إن هناك كتباً إسرائيلية فى الوزارة وهيئة الكتاب، وبلزوجة الإخوانى اللحوح ظل «راضى» يطارده حتى فقد الوزير أعصابه وقال «لو لقيت كتاب إسرائيلى هاتهولى وأنا هاحرقهولك بنفسى»!!، جملة افتراضية لموقف عبثى التقطها رادار اللوبى الصهيونى وظل يضخم فيها حتى صار وشماً يلتصق بفاروق حسنى أينما حل، طريقة اختزال الشخص فى كلمة واغتياله معنوياً وتشويهه وحصره فى عبارة أو جملة طريقة يتقنها بمهارة وفن اثنان؛ الصهاينة والإخوان!!، لم تشفع له عند من كانوا مؤيدين وتراجعوا إنجازات ثقافية على الأرض أو تصريحات صادمة للتيار السلفى، فالبوصلة الأمريكية الإسرائيلية كانت أقوى، كواليس التصويت قصة طويلة لها تفاصيل معقدة وشائكة ومرعبة فى خبثها ولؤمها وألاعيبها القذرة،

خاصة من دولة كانت تؤيدك فى العلن وتطعنك فى الخلف، لعبة التصويت ليست لعبة شطرنج لها قواعد أخلاقية ونظام حديدى صارم، وهى أيضاً ليست لعبة روليت يتحكم فيها الحظ فقط، وإنما هى لعبة تتم على منصة مسرح لكن الخيوط الشفافة التى تحرك الدمى من خلف الستار غير ظاهرة وأصابع لاعب العرائس المحترف شبحية مسحورة، اللعبة ليست نظيفة على الدوام، يحتل فيها دعم الداخل نسبة ضئيلة، علينا قبل اقتحام مثل هذه المجالات قراءة خريطة الأرصاد الدولية بدقة ومعرفة اتجاه الريح والتفرقة بكل حسم بين حنجورى الداخل ودبلوماسية الخارج، والتعامل مع المنصب الدولى بمنطق أن الكل سواسية وأن وصف العدو الأزلى الأبدى مشطوب من قاموس من يريد الجلوس على مثل هذه الكراسى وتمثيل وتجسيد ضمير العالم.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع