الأقباط متحدون - طريق الوزراء الصعب
  • ٠٤:٣٥
  • الاربعاء , ١٥ فبراير ٢٠١٧
English version

طريق الوزراء الصعب

مقالات مختارة | بقلم :عماد الدين حسين

٠٩: ٠٩ م +02:00 EET

الاربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٧

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

 هل أنت متفائل بالتغيير الوزارى، الذى أدخل تسعة وزراء جدد فى حكومة المهندس شريف إسماعيل، وهل سينجح الوزراء الجدد فيما فشل فيه الخارجون من التشكيل، وهل ستتمكن الحكومة من وقف ارتفاع الأسعار الرهيب وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل تعويم الجنيه؟!.

 
كل ما سبق أسئلة مشروعة، يسألها رجل الشارع، وسمعتها شخصيا من العديد من القنوات الفضائية عقب موافقة مجلس النواب على التعديل عصر يوم الثلاثاء الماضى؟!.
 
الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة يجعل العديد من المواطنين يتعلقون بأى أمل لتحسين أوضاعهم، وبالتالى فإنهم معذورون، ويعتقدون أن التغيير الوزارى قد يحل كل المشكلات دفعة واحدة.
 
لكن من الضرورى أن يفهم الجميع أنه لا توجد أى تشكيلة حكومية فى الدنيا تستطيع أن تقلب الأوضاع فى مصر، أو فى أى بلد بالعالم ــ يمر بنفس ظروفنا ــ بين غمضة عين وانتباهها. للأسف الأزمة الاقتصادية مرشحة للاستمرار لبعض الوقت، ومنتهى الأمل الآن أن تتمكن الحكومة من بدء السير على الطريق الصحيح، لكى نخرج من هذه الأزمة بعد سنوات يعلم الله وحده عددها.
 
الوزراء الجدد الذين انضموا للحكومة، أعرف بعضهم منذ فترة، وتناقشت معهم خصوصا الدكتورة هالة السعيد عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لديها رؤية ممتازة، هى أكاديمية من طراز رفيع، وتربت فى بيت سياسى كبير فوالدها حلمى السعيد كان من رجال ثورة يوليو 1952 وشغل منصب وزير الكهرباء والسد العالى.
 
الدكتور طارق جلال شوقى، درس فى أرقى الجامعات الأمريكية، وصار رئيس للمجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، بجهده وليس بالوساطة أو المعرفة المسبقة. الرئاسة هى اختارته من بين مئات أساتذة الجامعات. لديه رؤية ممتازة للتعليم بكل مراحله.
 
أعرف أيضا المستشار عمر مروان، خصوصا حينما كان امينا عاما ومتحدثا رسميا باسم لجنة انتخابات مجلس النواب الأخيرة.
 
اللواء على مصيلحى قابلته الثلاثاء خلال حضورى افتتاح مؤتمر ومعرض البترول، الذى افتتحه رئيس الجمهورية. أعرفه منذ فترة طويلة. لديه خبرة عملية فى وزارة التموين، على الرغم من أنه كان يفضل أن يشغل منصب وزير الاستثمار، كما عرفت من بعض المصادر. الرجل كان له دور كبير فى منظومة البيانات المتكاملة قبل الثورة التى قادت لاحقا إلى منظومة الخبز والسلع التموينية.
 
أعرف الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار جيدا، فهى كانت وزيرة التعاون الدولى. هى سيدة نشيطة ومثقفة واجتماعية وطموحة، وذات علاقات دولية جيدة. ومن الطبيعى أن تجمع الوزارتين معا، لتداخل الاختصاصات. لكن الحكم على التجرية سيكون على أرض الواقع.
 
بالطبع من المهم كفاءة وسمعة وعلم الوزراء الجدد، لكن للأسف فإن ذلك وحده لا يكفى للنجاح، لأن كثيرين كانوا يحملون أفضل المؤهلات ولديهم أوضح الرؤى وأكثرها تقدما، لكن التوفيق لم يكن حليفهم، والسبب أن النجاح فى المنصب الوزارى يحتاج لتوليفة متكاملة تضمن إضافة للخبرة الأكاديمية، القدرة على القيادة والإدارة واتخاذ القرارات السليمة فى الوقت الصحيح، والمرونة والخبرة السياسية التى تجعل الوزير يعرف الأولويات، والأهم يعرف كيف يخاطب الرأى العام، وأن تكون لديه القدرة والمهارة على النقاش، والإقناع أو الاقتناع.
 
لكى بنجح الوزير ايضا فلابد أن يضمن التمتع بالحد المعقول من الصلاحيات، التى تمكنه من أداء واجباته، والأهم من هذا وذاك كيف يمكن تطبيق نظرياته وأفكاره على أرض الواقع.
 
الطريقة التى يعمل بها بعض الوزراء قد لا تمكنهم من تحقيق أى نجاح، خصوصا أن المناخ العام فى مصر منذ سنوات طويلة شديد المركزية، ويحول بعض الوزراء إلى مجرد سكرتارية، إذا لم تكن لديهم القوة والقدرة والكفاءة للنجاح، الأمر الذى يجعل الجميع يستمع إليهم ويحترمهم.
 
هذا النجاح لن يتحقق بالتمنيات والرغبات والدعوات، بل بتوافر عدة عوامل شخصية وموضوعية، وبالتالى فالإجابة عن السؤال التقليدى ماذا سيفعل الوزراء الجدد لن تكون سهلة ومباشرة، لأن الأمر معقد ومتداخل.
 
نتمنى بالطبع النجاح لكل الوزراء الجدد، ولبقية زملائهم فى حكومة المهندس شريف إسماعيل، لكن علينا دائما أن نكون واقعيين وندرك أن مشوار الإصلاح طويل ويحتاج معجزات إدارية واقتصادية ومالية وسياسية. لكن علينا أن نبدأ التحرك فى الطريق السليم أولا.
نقلا عن الشروق
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع