الأقباط متحدون - تقاعسنا..
  • ٠٦:٢٤
  • الثلاثاء , ١٤ فبراير ٢٠١٧
English version

تقاعسنا..

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٢: ٠١ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

نشر عبدالحميد مسعود، أمين صندوق الاتحاد الأفريقى للسلة، على صفحته الشخصية على «فيس بوك» صورة له خلال وضع حجر الأساس للمقر الجديد للاتحاد بكوت ديفوار، وعلق عليها قائلا: «للأسف الشديد، فى احتفال وضع الأساس لمقر الاتحاد الأفريقى فى كوت ديفوار، الذى خصصت له الحكومة هناك أربعة آلاف متر بعد قرار الاتحاد بنقل المقر من القاهرة، وهى المؤسسة لهذا الاتحاد الأفريقى، والسبب للأسف تقاعسنا».

مَن الذى تقاعس بالضبط، مَن الذى ضيع المقر، مَن الذى باع القضية؟

أرجو تحقيق هذه الفضيحة على أعلى مستوى، وفيها مس سياسى لا يخفى على مراقب، لأن الخسارة فادحة، خصما من رصيد مصر القارى، لا يمكن أن ينسل الاتحاد الأفريقى لكرة السلة هكذا من بين أيدينا إلى كوت ديفوار، ونحن عنه غافلون.

نعم عمالقة كرة السلة أدرى بشعابها، ولكنى راجعت تصريحات كبار المسؤولين عن اللعبة فأُحبطت، جاسر رياض، عضو مجلس إدارة الاتحاد، «حزين ومتألم»، وعبدالحميد مسعود، أمين صندوق الاتحاد الأفريقى، (مصرى الجنسية)، «متأسف جداً»، ومجدى أبوفريخة، رئيس اتحاد السلة، «لا يعلم شيئا»!.

عجبا، هل هذا كلام مسؤولين، هل فى هذه الكلمات أى مسؤولية؟ رئيس الاتحاد لا يعلم، و«مسعود» يرسل من كوت ديفوار صورته فى مقر الاتحاد الجديد ويشاطرنا الأحزان، والوزير يتحجج بالماليات، رغم أن الاتحاد الأفريقى مول بناء المقر فى كوت ديفوار، ولم يتأخر عن عرض تمويل بناء وتجهيز المقر الجديد فى القاهرة، الاتحاد الأفريقى يملك أرصدة مليونية فى بنوك القاهرة ستنتقل حتما إلى بنوك كوت ديفوار!.

هؤلاء لا يستحقون أماكنهم، مسؤولين على ما تفرج، ويجب ألا يجلسوا فى مقاعدهم يوماً، هؤلاء فاشلون، لا أستثنى منهم أحداً، كل منهم يتنصل من الفضيحة، ألم يطلب الاتحاد الأفريقى فقط 2500 متر أرض، ألم يمر هذا الطلب على كل وزراء الرياضة منذ العامرى فاروق حتى خالد عبدالعزيز، ألم يتوقف أحدهم أمام هذا الطلب، ألم يستشعر مسؤول فى الوزارة أو الاتحاد أن النية مبيتة لنقل مقر الاتحاد من دولة المقر؟!

ألم يتم تخصيص 4 آلاف متر لمقر الاتحاد فى كوت ديفوار بمعلومية البيه أمين صندوق الاتحاد الأفريقى، مصرى الجنسية، ألم يعلم مسبقاً بعزم الاتحاد الأفريقى نقل المقر، ألم يكن حرياً بسيادته لفت نظر رئيس الاتحاد المصرى إلى خطورة وخسائر هذا التحرك، والإلحاح على تجهيز المقر الجديد من باب الوطنية وهو يعلم حجم الخسائر المترتبة على قرار النقل؟!

حتى رئيس الاتحاد المصرى الغافل يقول بغرابة لا أعلم، ولايزال يعتقد أن المقر فى القاهرة، هل الغفلة صارت صك براءة، عندما تصرح بأنك لا تعلم، أتستحق البقاء فى مقعدك يوما واحداً، طالما لا تعلم فاعلم أن الخسارة جد عظيمة، فادحة، خصما من ثقل مصر أفريقياً ومكانتها قارياً!.

هذه ليست خسارة عادية، هذه عنوان لمنظومة رياضية فاسدة، منكفئة على مصالحها وسفرياتها وبدلاتها وصورها فى الصحف، منظومة لا تعى المعنى الكامن فى وجود مقار الاتحادات الأفريقية فى مصر، لا تقدر حجم الخسارة المصرية لخسارة المقر، خصماً من مكانة مصر الرياضية أفريقياً، الدول تبذل الغالى والنفيس لأجل استضافة مقار الاتحادات الأفريقية، ونحن نفرط بسهولة فيما تركه الآباء المؤسسون، نفرط فى مكانة مستحقة ومقر مستحق.

إذا كانت خديعة أفريقية من الاتحاد الأفريقى لكرة السلة على نحو ما يشى به حديث رئيس الاتحاد المصرى فيجب وقفة مع الاتحاد الأفريقى دفاعا عن الحق المصرى المستلب، وإذا كان تقاعسا مصريا فويل للمتقاعسين، وإذا كان فساداً فلنقطع دابر الفساد، ونهايته من يفرط فى مقر الاتحاد الأفريقى هم المفرطون حقاً!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع