الأقباط متحدون - محمد حبيب: المصالحة مع «الإخوان» فكرة خاطئة.. على «الجماعة» أن تعتذر أولاً
  • ١٩:١١
  • الثلاثاء , ١٤ فبراير ٢٠١٧
English version

محمد حبيب: المصالحة مع «الإخوان» فكرة خاطئة.. على «الجماعة» أن تعتذر أولاً

٥٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٧

الدكتور محمد حبيب النائب الأول السابق لمرشد جماعة الإخوان
الدكتور محمد حبيب النائب الأول السابق لمرشد جماعة الإخوان

 يواصل الدكتور محمد حبيب، النائب الأول السابق لمرشد جماعة الإخوان، فتح خزائن أسراره فى حواره مع «الوطن» ويتحدث عن ثورة 25 يناير وموقف الإخوان منها وما تبعها من أحداث وما سبقها أيضاً، مروراً بعام حكم الإخوان، وصولاً إلى ثورة 30 يونيو، كاشفاً أن محمود عزت، نائب المرشد وقتها والقائم بأعمال المرشد حالياً، كان صاحب قرار المشاركة فى الانتخابات الرئاسية وأيد ترشح صديقه «خيرت الشاطر»، ثم تم اختيار «مرسى» كبديل له فى حال استبعاده، لأن مرسى كان الشخص «الهين اللين الطيع» لـ«عزت وخيرت». ووصف «حبيب» محمد مرسى بأنه «قروى ساذج، فلاح، لا يملك أى قدرة على الاستيعاب أو الفهم، ولم يكن يليق برئاسة الدولة»، وأنه علم وقت اختياره رئيساً أن النهاية أوشكت.

 
النائب الأول السابق لمرشد الجماعة: قطر هى «الصبى» الذى يقوم بأدوار لخدمة أسياده
وشدد «حبيب» على أن «30 يونيو» كانت ثورة أطاحت بالحلم الأمريكى الصهيونى، مشيراً إلى أن هدف الأمريكان كان وجود نظام حكم فى مصر مرتكز لهم ويسير فى الاتجاه الذى يريدونه، وأن الإخوان -خلال حكمهم- ضيعوا القضية الفلسطينية من أجل الحكم، وأن رسالة «مرسى» إلى «بيريز» التى كانت موقعة بـ«صديقى العزيز» كانت مقصودة، معتبراً أن هيلارى كلينتون كانت تمثل «قبلة الحياة» بالنسبة للإخوان، وأن فشلها فى الانتخابات أفشل مظاهرات 11 نوفمبر.. وإلى نص الحوار:
 
■ نكمل الحديث عن الثورة وما بعدها.. الإخوان أعلنوا عدم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية ثم فوجئنا بهم يعلنون خوضها.. ماذا حدث؟
 
- أحب أن أتحدث أولاً عن أمر مهم هو الذى أثر فى كل القرارات بعد ذلك، فمجلس الشورى العام للجماعة الذى له الحق فى اتخاذ القرارات المهمة والمصيرية، يتم اختياره من المكاتب الإدارية، ونظراً لأن أمن الدولة كان يرصد كل شىء، واجتماعات الإخوان تتم ليلاً، ووقتها قليل وسريع، ولا يوجد معايير أو مقاييس للاختيارات، وكل من له رأى يقوله ويتم الأخذ به فى قرارات سريعة وغير مدروسة، بالتالى أصبح أعضاء مجلس شورى الجماعة بلا كفاءة ولا إدراك لدورهم، لكنهم يشعرون بالولاء لمحمود عزت، نائب مرشد الإخوان وقتها، فإذا قال لهم اختاروا «فلان» فإنهم يسيرون وراءه، وكان هناك كيمياء ما بين عزت وخيرت الشاطر، وبالتالى أيد عزت اختيار الشاطر للترشح للرئاسة، وتبعه فى هذا مجلس شورى الجماعة.
 
«30 يونيو» ليست انقلاباً.. هى ثورة انحاز فيها الجيش للشعب.. وهيلارى كلينتون كانت تمثل «قبلة الحياة للإخوان» وخسارتها أفشلت مظاهرات «11 نوفمبر».. والإخوان ضيعوا القضية الفلسطينية من أجل الحكم.. وأتساءل أين شعار «على القدس رايحين»؟
■ ولماذا تم اختيار محمد مرسى للترشح كـ«استبن» للشاطر، وعلى أى أساس؟
 
- كان هناك مشكلة قانونية تخص ترشح خيرت الشاطر، فتم اختيار محمد مرسى ليكون مرشحاً آخر فى حال استبعاد خيرت الشاطر، وتم اختيار مرسى لأنه يمثل الشخص «الهين اللين الطيع» جداً جداً لمحمود عزت، ولخيرت الشاطر.
 
■ ماذا تقصد بأن مرسى هو اللين الهين الطيع للشاطر وعزت؟
 
- لقد كنا فى الاجتماعات الخاصة بمكتب الإرشاد، إذا أعطيت الكلمة لمحمد مرسى، فإنه أثناء حديثه يظل ناظراً إلى محمود عزت، فإذا كانت تعبيرات محمود عزت عادية ظل مرسى يتحدث، وإذا رأى مرسى انقباضاً من محمود عزت، توقف عن الكلام، حتى إن مهدى عاكف لاحظ هذا وقال لى «أترى ما يفعل مرسى؟»، حيث كان دائماً وأبداً ما يظهر حرصه على محمود عزت، وليس هذا فقط، فمن كان يريد أن ينال حظوة لدى محمود عزت، فليكن له موقف من عبدالمنعم أبوالفتوح، وكان لـ«مرسى» هذا الموقف من عبدالمنعم ليكسب رضاء محمود عزت.
 
■ وما سر الخلاف بين محمود عزت وعبدالمنعم أبوالفتوح؟
 
- كانا دائماً ما يختلفان، وذات مرة أرسل محمود عزت فى أحد الأيام محمد سعد الكتاتنى، ليتجسس على عبدالمنعم أبوالفتوح فى الجزائر، وهذا الأمر كان فضيحة، وعندما سألته «لماذا فعلت ذلك؟»، قال لى إنها أمور تنفيذية وإدارية، فهذه هى الجماعة التى لا يعرفها أحد، والتصدعات والانشقاقات ليست جديدة، والسبب كان محمود عزت.
 
■ وما رأيك فى محمد مرسى؟
 
- محمد مرسى قروى ساذج فلاح، وهناك فلاح مثقف وواعٍ ويملك رؤية، ولا ينظر أسفل قدميه ويكون لديه نظرة بعيدة، أما مرسى فلا، فإنه لم يكن يليق برئاسة الدولة، ووقت اختياره رئيساً علمت أن المسألة أوشكت على النهاية، وكنت أتوقع هذا وكتبته فى كتاب أتحدث فيه عن «الإخوان ما بين الصعود والرئاسة وتآكل الشرعية»، فى مايو 2013.
 
■ إذن، مَن كان يحكم مصر واقعياً وقت رئاسة محمد مرسى، خيرت الشاطر ومحمود عزت..
 
- نعم، الشاطر وعزت هما من كانا يحكمان مصر وقتها، ومحمد مرسى كان واجهة لهما.
 
■ ومَن صاحب الإعلان الدستورى الكارثى فى نوفمبر 2012؟
 
- كان تكليفاً صدر من خيرت الشاطر ومحمود عزت، وقد كان هذا الإعلان نقطة فاصلة فى حكم مرسى لمصر، ويعتبر بداية الانهيار الحقيقى له.
 
خطاب مرسى لـ«بيريز» الموقع بـ«صديقى العزيز» كان مقصوداً وهو «فضيحة بكل المقاييس»
■ من أين كان يحصل مرسى على معلوماته؟
 
- عندما ذهب الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكان وقتها وزير الدفاع، إلى محمد مرسى وقال له إن حركة تمرد تعمل بقوة وتجمع توقيعات الملايين، قال له مرسى هذا غير صحيح وهم لا يمثلون أكثر من خمسة آلاف، وكان مصدر معلوماته من مكتب الإرشاد، الذى جاء بمعلوماته بدوره من الهيكل السرى للجماعة، وعندما يكون هذا الهيكل مليئاً بالثغرات وقائماً على الخلل والخداع والكذب، تكون النتيجة كما رأينا. وقد قلت لهم وقت ترشحهم للانتخابات الرئاسية «هذه نهاية الجماعة، فليس من الممكن أن تكون جماعة بهذه الثغرات وهذا الخلل تصلح لقيادة حى، وليس دولة مثل مصر».
 
■ ما الأخطاء التى رأيتها فى عام حكم الإخوان؟
 
- «التكويش على كل حاجة» كان أبرز الأخطاء وبداية النهاية، والإخوان كان يجب عليهم أن يجمعوا شركاء الميدان، فلم يكن صحيحاً أن تعطى كتفاً لباقى الشركاء، خاصة أن المبدأ لدى الإخوان كان «المشاركة لا المغالبة»، فلماذا تم إلغاء هذا المبدأ!!
 
■ مَن الفائز فى الانتخابات الرئاسية، من وجهة نظرك، الفريق شفيق أم مرسى؟
 
- ذُكر كلام كثير حول هذه الواقعة، وما أريد قوله إن الإدارة الأمريكية كانت حريصة جداً على الدفع بالإخوان إلى سُدة الحكم.
 
«الشاطر» و«عزت» حكما مصر خلال رئاسة «مرسى» وكانا وراء «الإعلان الدستورى الكارثى».. ومحمود عزت هو من يدير الجماعة الآن وهناك آلاف التليفونات غير المسجلة تسهل عملية نقل الأوامر
■ ما تاريخ العلاقة بين الإخوان والأمريكان؟
 
- لقد أرسلت إدارة بوش الابن، عام 2005 وقبل الانتخابات البرلمانية، شخصية مصرية لها علاقة بهم، لى، وكانت تحمل رسالة من الإدارة الأمريكية كانت تقول «إن الإخوان يقومون بمظاهرات فى البلاد بطولها وعرضها، فيقوم نظام مبارك باعتقال آلاف منهم، وبعدها ستتدخل الإدارة الأمريكية للإفراج عنهم، وإزاحة نظام مبارك وتنصيب الدكتور عزيز صدقى رئيساً مؤقتاً للبلاد حتى تتم انتخابات رئاسية»، فقلت لحامل الرسالة «وما هو المقابل؟»، فقال لى «مقابل أن تعطوا فرصة للأقباط فى الحصول على مناصب عليا فى البلاد»، فقلت له «ماشى»، وقال «أن تحصل المرأة على مناصب عليا أيضاً»، فقلت له «وإيه كمان؟»، فقال لى ضمان أمن وأمان إسرائيل، فقلت له «آه، هذا هو الطلب الأساسى، والطلب الأول والثانى هما بَرافان للطلب الأهم»، ثم قلت له «آسف.. مرفوض»، وتكررت هذه المحاولة مرة أخرى معى، عن طريق شخص كان قريباً لأحد الموظفين فى المركز العام للإخوان، فى عام 2009 بعد فوز باراك أوباما، وهذا الشخص كان عضواً فى الحزب الديمقراطى الأمريكى، وأحد الناشطين فى الحملة الانتخابية لباراك أوباما، وعرض نفس العرض.
 
■ وماذا حدث إذن حتى يتم التقارب بهذا الشكل ما بين الإخوان والأمريكان؟
 
- كانت هناك أمور كثيرة تتم من وراء ظهرى، فمثلاً السفارة الأمريكية كانت تحتفل فى كل عام بعيد الاستقلال فى 4 يوليو، وكانت ترسل لنا دعوات ولكننا لم نكن نحضر، بسبب موقف أمريكا من المنطقة والقضية الفلسطينية تحديداً، وكنا نرفض، وفوجئت فى 5 يوليو 2009 بمحمد سعد الكتاتنى يقول لى «إحنا إمبارح كنا فى السفارة الأمريكية أنا وسعد الحسينى وحازم فاروق»، فقلت له «ومَن أذِن لكم بالذهاب إلى هناك؟»، فلم يرد وقال «دا اللى حصل، والسفير الأمريكى كان موجوداً ومد يده فاضطررنا للسلام عليه»، فقلت له «يا نهار أبوكم أسود، هل هذه القضية هى التى استشهد من أجلها البنا، هو ده رفضنا للأمريكان يا محمد.. دا المتغطى بالأمريكان....»، وبالطبع الأمريكان عندما يكون هناك فشل فى التواصل مع طرف يتم فتح التواصل مع غيره، والكتاتنى قال لى إنه اضطر للسلام على السفير فى حين أن حافظ أبوسعدة كان موجوداً وقال إنه رأى «ريتشارد أرميتاج»، الذراع اليمنى لمادلين أولبرايت، التى كانت وزيرة للخارجية، وهى عرّابة التواصل ما بين الكيان الصهيونى من ناحية وجماعات الإخوان المسلمين من ناحية أخرى، وإنه جاء وسلم بحرارة على الكتاتنى وانتحى به جانباً وظلا يتحدثان ما لا يقل عن ساعة من الزمان، فهل ذكر الكتاتنى ذلك لى، لا لم يحدث، إذن كانت هناك أمور تجرى فى الخفاء، ولا أعلم بُعدها وعمقها.
 
■ إذن، عبارة «صديقى العزيز بيريز» التى جاءت فى خطاب محمد مرسى إلى رئيس إسرائيل آنذاك، كانت مقصودة؟
 
- طبعا كانت مقصودة، وأنا كتبت عن هذه الواقعة بأنها «فضيحة بكل المقاييس»، وضياع للقضية الفلسطينية، فالإخوان ضيعوا القضية الفلسطينية من أجل الحكم، وأنا أتساءل أين شعار «على القدس رايحين شهداء بالملايين»؟، ثم لماذا لم يتحدث الإخوان عندما وقف باراك أوباما فى القدس وقال هى عاصمة أبدية لإسرائيل، ومرسى كان موجوداً فى الحكم وقتها، إذن المسألة كانت مُرتبة، والقضية هى فى أن تكون الأنظمة الحاكمة مطبعة للعلاقات، فإسرائيل كلص وسارق ومغتصب لأرض العروبة، وهى فلسطين، لن يهدأ له بال وسيظل قلقاً ومتوتراً إلى أن يحصل على كلمة من صاحب الأرض الأصلى أنها ملكه، ولذلك يحرص الكيان الصهيونى مع الأمريكان على وضع مخطط ويبحث عن تنظيم له احترامه وتقديره ويمثل أملاً للناس، وهو الإخوان، ليتعاملوا معه ويعترف بالكيان الصهيونى.
 
ثورة 30 يونيو أطاحت بالحلم الأمريكى الصهيونى وأعادت القضية الفلسطينية إلى الظهور
■ وكيف كانت العلاقة بين إدارة أوباما والإخوان؟
 
- كانت على أفضل ما يكون، والخطاب الذى أرسله جون ماكين للإخوان يشكرهم فيه، عقب الإفراج عن أفراد قضية التمويل الأجنبى وسفرهم فى طائرة حربية أمريكية خير دليل، فالعلاقة كانت على أوثق وأوفق ما يكون.
 
■ إذن، ثورة 30 يونيو هدمت مخطط الأمريكان والصهاينة مع الإخوان؟
 
- ثورة 30 يونيو أطاحت بالحلم الأمريكى الصهيونى، وأعادت القضية الفلسطينية إلى الظهور مرة ثانية. ولا بد من الإشارة إلى أن هدف الأمريكان والصهاينة كان تقسيم سوريا وليبيا واليمن، إلا أنهم لا يستطيعون تقسيم مصر، ولذلك كانوا يريدون البقاء على مصر كما هى مع وجود نظام حكم يكون مرتكزاً لهم ويسير فى الاتجاه الذى يريدونه.
 
■ وما سر قوة «الإخوان» فى الخارج التى يستطيعون من خلالها تغيير موقف دول بحجم بريطانيا وألمانيا تجاه مصر؟
 
- السر هو قوة التنظيم الدولى بلا شك، لكن لا تنسَ أن المشروع ليس أمريكياً فقط، فجماعة الإخوان كانت تعمل لصالح إسرائيل بلا شك، وكل هذا العالم يعمل «بالريموت كنترول» من الإدارة الأمريكية والمخطط الأمريكى الصهيونى، لكن بمجرد انصراف أوباما ومجىء ترامب «الدنيا اتقلبت».
 
■ إذن، «هيلارى كلينتون» كانت تمثل «قبلة الحياة للإخوان»؟
 
- أكيد بالطبع «مش عايزة كلام»، فهى كانت تمثل الاستمرار الطبيعى والعام لنفس الأسلوب الأمريكى الداعم للإخوان.
 
■ إذن، دعوات التظاهر فى 11 نوفمبر الماضى كانت هدية لقدوم هيلارى كلينتون للحكم، وفشلها بسبب خسارة كلينتون؟
 
- طبعاً.. وفشل هيلارى كلينتون، أفشل مظاهرات 11 نوفمبر.
 
■ وما سر علاقة قطر بالإخوان؟
 
- قطر هى الصبى الذى يقوم بأدوار لخدمة أسياده وأربابه، وهى لديها قدرات مادية، لكن بدلاً من أن توظفها لخدمة نفسها والمنطقة، وظفتها لخدمة الأسياد، فهى دولة ضئيلة تشبه الزائدة الدودية، وهى تريد عمل «دوشة باستمرار»، ولذلك دشنت القنوات الفضائية فى المنطقة لتلفت الأنظار لها.
 
■ وماذا عن علاقتهم بتركيا؟
 
- هناك مشروع لدى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والإخوان كانوا جزءاً منه، وكذلك كل أهل السنة والجماعة فى المنطقة العربية.
 
■ من يحكم جماعة الإخوان المسلمين الآن؟
 
- محمود عزت، هو من يدير ومعه مجموعة أخرى، وجميعهم فى الخارج.
 
■ وكيف يتم التواصل مع إخوان الداخل؟
 
- التواصل سهل جداً، وهناك آلاف التليفونات غير المسجلة، يتم استخدامها.
 
■ هل إذا تم القبض عليه، تنتهى الجماعة وتتفكك؟
 
- لا، لن تنتهى، ولكنها على أقل تقدير تضعف، فهو مصدر قوة ومصدر ضعف أيضاً، ووضع الجماعة الآن على الأرض أنها ليست لوناً واحداً أو قماشة واحدة أو نسيجاً واحداً.
 
■ ومن يقوم بالعمليات الإرهابية؟
 
- لا شك أن التماهى حدث فى اعتصام رابعة، والذى عبر عنه شخص مثل محمد البلتاجى عندما قال «فى اللحظة التى يعود فيها مرسى للحكم تتوقف الأحداث فى سيناء»، وهذا بدأ ليس فقط منذ اعتصام رابعة، إنما بدأ منذ الانتخابات الرئاسية فى الجولة الثانية، لأن الإخوان قالوا للجماعات الجهادية وفصائل العنف، سوف ننفذ لكم ما تريدون، معسكرات تدريبات، خروج لسوريا أو سيناء أو حتى اليمن، موافقون، وإذا كنتم تريدوننا أن نطبق الشريعة فإننا سوف نطبقها، والإفراج عن القيادات أيضاً سوف يحدث.
 
■ لكن هذه الجماعات ليست فقط من يعمل الآن بل معها الإخوان.
 
- نعم.. فما حدث فى «رابعة» كان أمراً جللاً، فقد كنا نضع سوراً كبيراً وجداراً أسمنتياً صلباً بيننا وبين فصائل العنف على مدار 40 سنة، واعتصام رابعة أزال وهدم هذا الجدار واختلط الجميع، وقد رأينا عاصم عبدالماجد عندما كان يخطب ويقول «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار»، وطارق الزمر عندما كان يخطب، ثم خطاب أن «جبريل عليه السلام نزل يدعمنا»، والحديث عن البوارج الحربية المقبلة على الشواطئ، كل هذا خلق أشخاصاً مغيبين.
 
■ وما سر استمرار العمليات حتى الآن، وإلى متى تستمر؟
 
- العمليات مستمرة لأن تنظيم الإخوان ليس بمفرده، وهناك من يقوم بتمويله مادياً ومعنوياً، ولا بد أن نضع فى اعتبارنا أن المواجهة ومقاومة العنف سوف تطول. صحيح أن هناك ضربات قوية موجهة وعنيفة، لكن علينا أن نعرف أن «الذئاب المنفردة» ستستمر فى الانطلاق، مثلما حدث فى أوروبا وتركيا وغيرها.
 
■ وما رأيك فى تصريح الرئيس السيسى عن ضبط ألف طن متفجرات؟
 
- ولو مليون طن، لن يؤثر، فالتمويل كبير، والبركة فى قطر وتركيا وغيرهما، فالإطاحة بالحلم الأمريكى الصهيونى لم تكن سهلة.
 
■ كيف ترى فكرة المصالحة؟
 
- مصالحة إيه، فكرة المصالحة من الأساس مبدأ خطأ، لأن هذه جماعة عبارة عن تشكيل وتنظيم، فهل يجوز وضعها فى كفة، ونضع الدولة بمؤسساتها وشعبها فى كفة، كيف يكون هذا؟!! والحل هو أن الجماعة تراجع فكرها وفهمها وتعترف وتقر بالأخطاء التى ارتكبتها، وتعتذر عما بدر منها، وبعدها يكون هناك أحكام ضد من تلوثت يده بالدماء ومن حمل سلاحاً ومن حرض، ويتم الإفراج عن كل من لم يثبت فى حقه أى من ذلك، وقبل هذا وبعده أن تحدد الجماعة ماذا تريد؛ إن كانت تتحدث عن العودة فلا بد أن يكون هناك شكل ورؤية جديدة للعودة من حيث الفكر والفهم، وإذا كنت تريد جمعية تُنشئها فما هو شكلها، أو حزباً يكون شكله إيه؟، لكن مستقبل الجماعة على الوضع الحالى إلى زوال وستنتهى، وهناك تواصل مع بعضهم لكن الزخم السابق لم يعد موجوداً.
 
■ كيف ترى دعوة راشد الغنوشى لتدخل السعودية لدى مصر لعمل مصالحة مع الإخوان؟
 
- أرى أن المدخل من أساسه خطأ، فكما ذكرت لا يمكن أن نضع الجماعة فى مواجهة الدولة، وكان على «الغنوشى» أن يخاطب الجماعة نفسها لمراجعة فكرها وأسلوبها ومنهجها، وهناك الكثير من القضايا تحتاج إلى المراجعة.
 
■ إذا أردت أن تُحمّل أسماء بعينها أسباب فشل الجماعة فمن تختار؟
 
- محمود عزت بالتأكيد رقم واحد بقصور الأفق وضيق الرؤية، ومهدى عاكف، فقد جلست مع عاكف عام 2009 وقلت له الجماعة بها مشاكل فى كذا وكذا، فقال لى يعنى أنا «طرطور» قلت له «نعم، فالجماعة تدار من فلان وفلان»، فقال لى «والعمل؟»، قلت له «لا داعى أن تترك موقعك فى 14 يناير 2010 وأن تظل عامين، نصلح فيها معاً الجماعة من الداخل»، فوافق، فقلت له نوثق هذا الاتفاق، فقال لى «عيب دا كلام رجالة»، وبعد أسبوع عدت إليه وفوجئت به يقول لى أنا خلاص ماشى، فقلت له والاتفاق، قال لى «خلاص بقى»، وكان محمود عزت ومحمد مرسى لفوا عليه.
 
■ وما رأيك فى «30 يونيو»؟
 
- 30 يونيو كانت ثورة وليست انقلاباً، وما حدث فى 30 يونيو يشبه تماماً ما حدث فى 25 يناير، فالشعب ثار على رئيس منتخب فى 30 يونيو مثلما ثار على مبارك، والجيش فى الثورتين انحاز للشعب، والسيسى قال لـ«مرسى والإخوان»: «خلوا بالكم.. واحنا عاوزين نجمع ما بين مرسى والمعارضة»، وكان معه وقتها أحمد جمال الدين وزير الداخلية، ووافق مرسى على ذلك، لكن جاءت له فى الساعة الأخيرة الأوامر ألا يجلس، وعندما اشتدت الأزمة وجه الجيش رسالة إلى الإخوان مفادها «ظبطوا نفسكم مع المعارضة خلال أسبوعين لأن الدنيا مولعة، وتكاد تنزلق لحرب أهلية» ولم يستجب الإخوان، فأعطاهم 48 ساعة، ولكن لا حياة لمن تنادى.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع