الأقباط متحدون - الإرهاب والفساد .. ردة وإلحاد ..!!
  • ٠٠:٠٣
  • الأحد , ١٢ فبراير ٢٠١٧
English version

الإرهاب والفساد .. ردة وإلحاد ..!!

نبيل المقدس

مساحة رأي

١٦: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نبيل المقدس
        قد يتساءل البعض عن شكل العلاقة التي تربط الفساد بالإرهاب : الجواب .. هي علاقة طردية .. فكلما إزداد الفساد يزداد الإرهاب قسوة , كما أنها علاقة وطيدة ومتلازمة بينهما,  فنتائجهما واحدة من حيث إنتزاع حقوق وحريات الأفراد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية , كذلك من حيث توابعها الخطيرة على إستقرار الدولة عموما ,  كذلك تأثيرهما السلبي حول عمليات الديمقراطية والتنمية التي تنشدها البلاد. إن تكلفة وخطورة والنتائج السلبية للفساد تكاد تزيد إن لم يكن أكثر عن تكلفة الإرهاب  من حيث تأثيرها السلبي على الحاضر والمستقبل , وفي منتهي الصراحة يزداد الفساد خطورة عندما تتورط فيه أجهزة الدولة ومؤسساتها  . . في هذه الحالة نستطيع أن نقول أن البلاد قد وضعت نفسها بين السندال والمطرقة .. فالسندال هو ذهاب البلاد إلي الجوع والفقر , والمطرقة هي وقوعها بين أنياب الإرهاب حيث تصير الدولة لا دولة.

       المشكلة أنه لا يمكن تأجيل القضاء و نزع الفساد بسبب مواجهة الإرهاب الإسود المستمر ، لأن هذا  يؤدى مباشرة إلى التقليل من قدرة الدولة على مواجهة العمليات الإرهابية.  . وفي نفس الوقت لا يمكن أن نكتسح  الإرهاب طالما الفساد موجود لدي الكثير من رجال المال والأعمال وأيضا جهاز الأمن ومن نظام الدولة البيروقراطي مما يجعل الكثير من رجال الدولاب الحكومي كبارا أو صغارا يفسحون مجالا  للأساليب المفسدة . ولا أنكر أن الفساد تغلغل في معظم الميديا , فهم غير مهيئين لبذل الجهد والتضحية  لمساهمتهم  في مواجهة الإرهاب  . لذلك من الصعب نقضي علي إحداها دون الأخر , فكان لزاما علي الدولة وهي تسير في طريقها إلي البناء والتعمير طبقا لمطالب الشعب في ثورته يوم 30 – 6 – 2013 أن تعلن الحرب علي الإرهاب , وتسارع في مكافحة الفساد المتأصل منذ 6 عقود مضت في نفس الوقت .. وهذا يتطلب مشاركة الشعب نفسه مع المؤسسات المنوطة لهذه الأعمال . لكن الذي حصل أننا تركنا الفساد يمرح مستغلا إهتمام الدولة في محاربة الإرهاب,

      لا شك ان التشدد والتطرف في الدين يؤديا إلي الإرهاب الفكري فالعلاقة بينهما واضح .. فكلما زاد التشدد زاد معه الإرهاب الفكري حتي يصل إلي تكفير الغير .. بل يتطور إلي قتل كل مَنْ هو كافر في نظره .. وهذا الإرهاب غالبا يكون إرهاب جماعي .. اما ما يُطلق عليه الإرهاب الفردي فهو إنتشر أيضا في البلاد , فقد كثر خطف الأبناء لكي يستغلوهم  في إبتزاز أهلهم .. وإغتصاب الفتيات تحت الترهيب و التخويف فقد  كثر هذا النوع من الإرهاب نتيجة الفساد الأخلاقي .. أما هذا الإرهاب الذي يجثم علي صدور الأقلية وصل إلي الحد الذي عنده لا تستطيع الأقلية أن تتحمله .. وهذا النوع من الإرهاب الطائفي أو العنصري من أخطر أنواع الإرهاب فالتمادي فيه تنهار بلاد وتسقط أمم. 

     ولا شك أيضا أن التسيب والجهل في الدين يؤديا إلي الفساد الأخلاقي فالعلاقة بينهما بيّن .. فكلما إبتعد الفرد عن التمسك بتعاليم الله أكيد يصبح الضمير الإنساني ميتا .. و تتعدّد مظاهر الفساد، وتتنوّع أشكالها، مثل الرّشوة والمحسوبيّة وإقصاء الكفاءات المؤهلّة و المحاباة  وإستغلال الممتلكات العامّة , ونهب الأراضي , والواسطة وإستغلال النّفوذ وعدم الالتزام بقوانين العمل , في تطبيق العقوبات علي كل مَنْ يستولي على المال العام. 

      القضاء على الفساد والإرهاب لا يقعا فقط علي الأجهزة الأمنية بل يقعا أيضا على أفراد المجتمع في محاربة الفساد بشتى صوره وأشكاله , والتعاون مع الدولة بكل قدراته , وهذا يتحتم علينا التزامنا الديني والاخلاقي والوطني والانساني  لنساهم جميعاً في الحد من ظاهرتي الفساد والإرهاب التي تهددا المجتمع والتي توسعتا بشكل غير مسبوق وأضرتا المجتمع , وسلبتا الهوية الوطنية .. وإن لم يتم حصرهما وفنائهما ستشتت مصر بل سوف تزول من علي وجه الأرض.

     ومن أساليب القضاء علي الفساد توفير "القيادات الشابة" النشيطة المؤمنة بالتطوير والتغير والتي لديها مؤهلات علمية وخبرات عملية متراكمة ودعمها وتأهيلها لقيادة العمل الوظيفي لضمان نجاحها في قيادة التغير.. كذلك وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بالاعتماد على الكفاءة والابداع العلمي وعدم الاعتماد على العلاقات الشخصية والمحسوبية والواسطة والعلاقات العائلية وهي المعروفة بتعيين أصحاب الثقة .

     ومن أهم الأساليب للقضاء علي الإرهاب .. هو مساندة الشعب لقوات الأمن والتبليغ عن أي شبهة لحركات أفراد أغراب عن منطقته .

فعلا الإرهاب والفساد هما ردة وإلحاد .. تحتاجان إلي العمل والإجتهاد .. هبوا يا شعب مصر للجهاد .. ولا تنسوا أن ملوك الفراعنة لنا أجداد .. فنحن أول الشعوب لرب الأرباب عباد,