الأقباط متحدون - تسريبات وقت العوذة
  • ١٧:٠٣
  • الاربعاء , ١١ يناير ٢٠١٧
English version

تسريبات وقت العوذة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاربعاء ١١ يناير ٢٠١٧

محمد البرادعي
محمد البرادعي

د. مينا ملاك عازر
أهم نتيجة أحاول إقناع نفسي بها مما يحدث للدكتور البرادعي الذي كنت أرفضه من اليوم الأول لثورة يناير وقبل التسريبات الجار تسريبها، والتقارير الجاري ترجمتها والمنسوبة له بأنه رفعها عن العراق وعن مصر ليدفع الإدارة الأمريكية للهجوم على مصر كما فعلت بالعراق بصفته مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أقول أهم نتيجة أحاول إقناع نفسي بها أن التسجيلات في مصر بوجه عام تسجل عمال على بطال، ولا أحد يكلف نفسه ويسمعها، فقط هي تستخدم حين يعادي الشخص النظام، فيذهبون لشرائطه وسيديهاته، ويقلبون فيها ليروا، ماذا قال؟ فإذا وجد ما يشينه ويدينه أذاعوه، وإن لم يجدوا أذاعوه، وليكن ما يكون.

كيف توصلت لتلك النتيجة بسؤالي لنفسي عدة أسئلة، أولاً كيف تعاون قادة المجلس العسكري الذين كانوا يحكمون البلاد في وقت من الأوقات مع ذلك الرجل الذي يهاجمه أحمد موسى ليل نهار!!!؟؟؟ بكل المكالمات المسربة عنه بسلاطة لسانه التي يسمه بها موسى، ولا تقل لي أنه كان في مركز أقوى من قادة المجلس العسكري، وأنه كان وكان، فلا أقبل ولا أتصور أن تكون شعبية البرادعي أقوى من شعبية قادة هلل لهم الشعب بنزول أسلحتهم واضحين في رفضهم لمبارك بإنزالهم الدبابات مكتوب عليها طلب الرحيل لمبارك، وإن واجهوا الناس بتلك التسريبات في حينها كما يفعلون الآن كان موقفه سيتغير دعك من أن يواجهوه كانوا على الأقل سيكونون أكثر حذر وعلى علم بما سيطلبه منهم قبل أن يطلبه فيكونوا على ترتيب وتجهيز، ويكونوا فهمينه ودارسينه جيداً، ولا ينصاعوا له بهذه السهولة المستمرة.

ثانياً العجيب أن نظام الثلاثين من يونيو تعاون معه وأجلسه على مقعد الرجل الثاني وهو يسب رجال الجيش والشعب المصري، ووضع السيسي الرئيس حالياً وزير الدفاع حينها يده في يده وتعاونا في كثير من القضايا المشتركة آنذاك وقبل ذاك، إذن لم يسمع أحد تلك الشرائط المسجلة إلا بعدين وإلا كيف لذلك الجاسوس الخائن كما يصفه موسى أن يتركه الجيش والمخابرات ومباحث أمن الدولة يجلس على مقعد الرجل الثاني ويكون أحد الملقين لخطابات يوم الثالث من يوليو!!!؟؟؟.

ثالثاً التقارير المذاعة الآن والتي يقال أنه رفعها في عام 2005 و2007، عن مصر محرضاً عليها كما حرض على العراق، كيف لم يقرأها أحد من قبل على الأقل قبل أن يقلدوه قلادة النيل، بلاش قبل تقليده بقلادة النيل قبل أن يتعاونوا معه في ثورة يناير، ويهاتف رئيس الأركان المصري كيف لم

يفضحوه ويوضحوا ما يوضحه موسى الآن!!!!؟؟؟
أخيراً، أظن أن شيء من هذا لم يكن ليحدث إلا إذا كان لم يسمع أحد تلك التسريبات إلا متى أعلن البرادعي عن معاداته للنظام، وثمة دليل أكثر عمومية يمكن تعميمه على عامة التسريبات والتسجيلات وما يجري على الأرض السياسية والشأن العام، أنه كيف للدولة أن تتعاون مع كل هؤلاء المُسرب لهم مكالمات تشينهم وتدينهم وهي على علم بإدانتهم هذه، بل كيف لكل تلك العمليات الإرهابية أن تجرى على أرض الوطن والتسجيلات تتم؟ اللهم إلا إذا كانت التسجيلات تتم لكن لا أحد يسمعها وإن سمعها لا يفهمها أو يتركها لوقت عوذة. وإن كانتتلك الفكرة الأخيرة تزعجنني وهي الترك لوقت عوذة لأن معناها أن الدولة على استعداد من التعاون مع الخونة والجواسيس وعملاء الأمريكان والفاسدين ما داموا لا يعادونها.
المختصر المفيد مصلحةالوطن قبل وقت العوذة.