الأقباط متحدون - الصهاينة الجدد وبلفور مصر
  • ٢٣:٤٠
  • الاربعاء , ٤ يناير ٢٠١٧
English version

الصهاينة الجدد وبلفور مصر

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاربعاء ٤ يناير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
وقتما وُقِعَت اتفاقية ترسيم الحدود بين الشقيقتين مصر والسعودية، كنت أعتمد على ما كتبه السيد هيكل -رحمه الله- من أن الجزيرتين سعوديتين، ومع تكشف الحقائق بفعل اجتهاد من محامين وناشطين مصريين، تكشف لي أن هيكل أيضاً كان مغيباً وهو يكتب تلك المعلومة، كما كتب الكثير من المعلومات التي تحتاج مراجعة، أخطأت وأعترف بهذا، أني اعتمدت على مصدر أو مرجع واحد دون التأكد من صحته خاصةً وأن له الكثير من السقطات التاريخية، لم أعمل معه المنهج التاريخي، لكن ملحوقة.

حين وُقِعت الاتفاقية، ظننت أن ملك السعودية دُبس، لكن الآن إسماعيل دبس مجلس النوام بإرسال الاتفاقية له ليصدقوا عليها، والمجلس الذي لم يقبل قانون الخدمة المدنية لألا يغضب الشعب المصري ورفض تغيير التوقيت الصيفي وخسرنا ملايين الدولارات، ولم يقبل قانون الإعلام من الحكومة وقانون المجتمع المدني قدمه على طريقته، قد يقبل التنازل عن الجزيرتين لأنه عمره ما فرق معاه الشعب.

ويبقى لي السؤال، إن كان الصهاينة صهاينة لأنهم أخذوا أرضاً ليست حقهم، كما يرى الكثيرون ونحن في عداء معهم رغم توقيعنا اتفاقية سلام معهم، ونرفض التطبيع معهم، لأنهم يأخذون حق الشعب الفلسطيني، فما بالنا أيها السادة بالصهاينة الجدد صهاينة العرب الذي يأخذون أرضاً ليست أرضهم، وإن كان بلفور الوزير الإنجليزي الذي وعد الصهاينة القدامى بأرض فلسطين بوعده المشهور، بمن لا يملك لمن لا يستحق لم يزل مكروهاً في التاريخ الجمعي العربي، فما بالنا ببلفور مصر الذي وقع على الاتفاقية، وتجاهل أحكام قضائية وأرسلها لمجلس النوام ليصدق المجلس على وعده الذي وعده وهو لا يملك لمن لا يستحق.

ليست قضيتي بلفور مصر ولكن قضيتي الصهاينة الجدد الذين يحاولون بسط سيطرتهم على كل محيطهم العربي من جزر مصرية وأراضي يمنية وقهر للمملكة البحرينية، وتمدد لكتم أنفاس الكويت في حقول نفطية مشتركة، وكأن الصهاينة الجدد أتوا لأخذ الأراضي التي فشل في نهبها الصهاينة القدامى، فما لم تأخذه إسرائيل من مصر تأخذه السعودية، وسلم لي على الأخوة العربية، وما لم تطله إسرائيل من الكويت والعراق يبتلعه الأمير السعودي الشاب.
ولعلك صديقي القارئ، في بداية هذا العام وأنت واخد ملفك وداخل على السنة بقلب مفتوح تجد تيران وصنافير على يمينك في قلب مصر، وإسماعيل على أعتاب الباب الخلفي لمصر مطرود من التاريخ موسوم ببائع الوعود لمن لا يستحقون، والأمير الصبي بصبيانيته وأموال دولته يحاول لي ذراع أم الدنيا لينهب منها أي مساحة من الأرض، ويمنع بيع النفط الذي بالمناسبة لا يعطيه لنا منحة بل بيع وشراء لكي يركعنا، فهل نركع ويوافق مجلس نوامنا على الوعد البلفوري الجديد أم يرفع رأسه ويرفض مثل ما فعل في قانون الخدمة المدنية وقوانين أخرى سبق ذكرها، هذا ما سنراه من السلطة التشريعية بعد ما عرفنا موقف السلطة القضائية والتنفيذية، حيث ظهر موقف الأولى مشرف والثانية مخزي للأسف.

المختصر المفيد انتبهوا إلى أن ما تصدقون عليه ليس جغرافيا ولكنه صفحة تكتبونها في كتاب التاريخ، فبأي الكلام عن أنفسكم ستكتبون.